مؤسسة مشبوهة تخطط لنقل 2 مليون غزاوى تحت شعارات إنسانية
كتب
مرفت الحطيم
لا يزال الفلسطينيون الذين نقلوا جوًا إلى جنوب إفريقيا يجهلون الجهة التى تقف وراء المنظمة الغامضة التى نسقت مغادرتهم، مقابل دفع ما بين 1400 و2000 دولار أمريكى عن كل شخص.. كانت رحلة معاناة من رفح إلى رامون ومن هناك إلى كينيا ثم إلى جوهانسبرج.
يقول موقع «واى نت» العبرى، إن جنوب إفريقيا لاتزال تحقق فى غموض كيفية وصول 153 فلسطينيًا إلى جوهانسبرج من غزة بدون وثائق هوية، وفى غضون ذلك سمحت السلطات لنحو 130 مسافرا بدخول البلاد.
لؤى أبوسيف، أحد سكان غزة هاجر مع زوجته وأطفاله، تحدث عن الرحلة الغامضة واصفا: كيف أشعر بالأمان الآن، هذا يعنى لى الكثير، خاصة بعد وصولى من غزة.
وقال أبوسيف إن زوجته سجلت العائلة على متن الرحلة بعد إعلان على مواقع التواصل الاجتماعى يفضل العائلات التى لديها أطفال، ممن يحملون وثائق سفر سارية المفعول، وموافقة أمنية من إسرائيل.
وأضاف أنه لم يكن يعلم شيئًا عن الهيئة أو معايير الاختيار، كما لم يكن يعلم موعد المغادرة مسبقًا «قبل 24 ساعة فقط طلبوا منا عدم أخذ أى شيء وعدم حمل حقائب سفر، فقط الوثائق اللازمة».
وقدمت إسرائيل ردًا رسميًا بأن مغادرتهم نسّقت بعد حصولهم على تأشيرة دخول إلى دولة ثالثة، بمساعدة الجهة نفسها التى كانت مسئولة عن وصولهم جوًا.
دولة الاستقبال
من جانبه قال جيش الدفاع الإسرائيلى إن هؤلاء الفلسطينيين غادروا قطاع غزة بعد أن حصلوا على موافقته، وموافقة دولة ثالثة على استقبالهم، ولم يحدد رد الدولة الثالثة المعنية، وما إذا كانت جنوب إفريقيا هى الدولة الثالثة أم لا.
وكشفت صحيفة هآرتس فى تحقيق جديد بتاريخ 17 نوفمبر، عن أن جمعية المجد التى نظمت عمليات خروج فلسطينيين من قطاع غزة إلى دول أوروبية؛ يقودها شخص إسرائيلى يحمل الجنسية الإستونية.
الجمعية التى تعرف نفسها على موقعها الإلكترونى بأنها منظمة إنسانية متخصصة فى مساعدة وإنقاذ المجتمعات المسلمة من مناطق القتال، تقف خلفها شخصية تدعى تومر يانار ليند، وهو إسرائيلى إستونى ظهر اسمه فى الوثائق والمراسلات المرتبطة بعمليات السفر المثيرة للجدل.
وبحسب الصحيفة فإن الإدارة الإسرائيلية المخصصة للتهجير الطوعى لسكان غزة؛ هى التى أحالت الجمعية إلى منسق أعمال حكومة الاحتلال بغرض تنسيق خروج مجموعات من الفلسطينيين من القطاع.
ويشير التحقيق إلى أن خروج مجموعات من سكان القطاع جرى عبر مسارات غير واضحة، وبالتنسيق مع جهات إسرائيلية رسمية.
جمعية المجد
تصدرت مؤسسة تدعى المجد، واجهة الجدل بعد تنظيمها رحلتين غامضتين حملتا فلسطينيين من قطاع غزة إلى جنوب إفريقيا، وسط شبهات باستغلال الظروف الإنسانية الصعبة، ودفع العائلات نحو مسارات تهجير مجهولة تحت غطاء الإغاثة الإنسانية.
وتقدم المؤسسة نفسها كجهة طبية وإنسانية توفر علاجًا ودعمًا نفسيًا وفرص سفر، غير أن موقعها الإلكترونى مليء بالأخطاء، مع غياب أى صلة لها بمنظمات دولية أو شركاء موثوقين، إضافة إلى جمعها بيانات شخصية حساسة مقابل وعود تثير شكوك متصاعدة فى الأوساط الفلسطينية والحقوقية حول أهدافها الخفية، والجهات التى تديرها.
مطار رامون
قالت صحيفة يديعوت أحرونوت، إن جمعية المجد مسئولة عن إقلاع طائرة من مطار رامون جنوب إسرائيل إلى جنوب إفريقيا وعلى متنها عشرات الفلسطينيين بدون وثائق رسمية.
وتعمل الجمعية التى تأسست فى 2010 فى ألمانيا على تهجير الفلسطينيين من القطاع بذريعة المساعدة؛ كما تزعم على صفحتها على الإنترنت أنها تساعد المجتمعات المسلمة فى مناطق النزاع، مع وضع صور من غزة وخانة للتبرعات.
ولا يتضمن الموقع الإلكترونى عناوين وقائمة شركاء، رغم أنها تعمل مع 15 هيئة دولية، لكن خانة الشركاء تظل فارغة ومرفقة برسالة: ستنشر التفاصيل قريبًا.
رحلة معاناة
فيما يتعلق بتفاصيل الوصول لجنوب إفريقيا، نقلت الصحيفة عن مسئول عسكرى إسرائيلى، إن منظمة المجد هى المسئولة عن إخراج 153 فلسطينيًا من القطاع، وفى المقابل أكد أحد المسافرين على أنها كانت رحلة معاناة وتزعم إسرائيل أنه كانت هناك تأشيرات لدولة ثالثة لم تسمها؛ وأضاف: إن إسرائيل رافقت الحافلات التى نقلت المسافرين من نقطة التقاء فى غزة لم يحددها إلى معبر كرم أبو سالم، الخاضع لسيطرة تل أبيب، ومن هناك نقلتهم حافلات أخرى إلى مطار رامون جنوب إسرائيل الذى أقلعت منه الطائرة.
تهجير الفلسطينيين
تقول الصحيفة إن سرية الرحلة أثارت مخاوف منظمات حقوق الإنسان التى حذرت من أنها قد تكون جزءا من مسعى تهجير الفلسطينيين من القطاع، والمجد لديها مكاتب فى حى الشيخ جراح بالقدس الشرقية، إلا أن تحقيق صحيفة هآرتس يظهر أنه لا يوجد فى ألمانيا ولا فى القدس الشرقية جمعية بهذا الاسم، وأن موقعها الإلكترونى أنشئ فقط فى شهر فبراير من هذا العام.
كما أن الروابط المؤدية إلى صفحاتها على شبكات التواصل الاجتماعى لا تقود إلى أى صفحات حقيقية؛ وكذلك يتباهى الموقع بتقديم مساعدات لمتضررى الزلزال الكبير فى تركيا عام 2023 وللاجئين من الحرب الأهلية فى سوريا؛ لكن دون عرض أى أدلة على ذلك؛ ويظهر الموقع تفاصيل عن اثنين من مديرى المشاريع، عدنان من القدس، ومعاذ من غزة.
طائرة رومانية
نشر معاذ فى حسابه على إنستجرام صورة تظهره يصعد إلى طائرة رومانية غادرت فى مايو إلى إندونيسيا؛ وكتب فى المنشور: غادرت غزة، أرض الحرب والجوع، ولن أعود.. طالما استمر القتال وتغتال العقول ويدفن الشرف.. السلام على غزة من البعيد.
ولم تتمكن هآرتس من العثور على أى معلومات عبر الإنترنت عن عدنان؛ ولا يظهر فى موقع الجمعية أى معلومات تعريفية عن إدارتها، ولكن فى نسخة قديمة منه ظهر شعار شركة مسجلة فى إستونيا تدعى Talent Globus.
وتفصل صفحة فى الموقع شروط الهجرة الطوعية من قطاع غزة، وتذكر صراحة أن شركة Talent Globus هى التى تنظم تلك المجموعات.
وبحسب الموقع فإن الشركة تعمل ظاهريًا فى مجال الاستشارات وتجنيد القوى العاملة، إلا أن الموقع يعرض صورًا عامة مأخوذة من الإنترنت، ورقم هاتف غير صحيح، وعناوين فى إستونيا ولندن.
إخلاء غزة
الحكومة الإسرائيلية تبنت تعهدا من الرئيس الأمريكى ترامب بإخلاء غزة نهائيا من أكثر من مليونى فلسطيني؛ وهى خطة وصفتها منظمات حقوقية بأنها بمثابة تطهير عرقى وقال ترامب إنه لن يسمح لهم بالعودة ،لكن منذ ذلك الحين تراجع الرئيس الأمريكى عن هذه الخطة على الأقل ظاهريًا، وتوسط فى وقف إطلاق نار يسمح للفلسطينيين بالبقاء فى غزة.
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"
المصدر :" روز اليوسف "

















0 تعليق