بالبلدي: وثــــائــــق أمريــكيــــة وإسرائيلية تفضح جرائم تل أبيب فى غزة

روز اليوسف 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كتب

آلاء البدرى

بدأت الحقائق تتكشف رغم محاولات الطمس المتعمدة، وهذه المرة ليس عبر وسائل إعلام أو تقارير نشطاء عرب، بل من داخل المؤسسة الأمريكية نفسها. فقد كشف تقرير أمريكى صُنف بـ«سرى للغاية» عن انتهاكات جسيمة ارتكبتها القوات الإسرائيلية بحق المدنيين فى غزة، مما يطرح تساؤلات جدية حول مدى التزام واشنطن – الحليف التقليدى لتل أبيب – بمبادئ حقوق الإنسان.

المفارقة أن الاتهامات لم تقتصر على مصادر خارجية، بل جاءت أيضًا من داخل إسرائيل نفسها، حيث أصدرت منظمات حقوقية وطبية تقارير وصفت ما جرى فى غزة وصفًا صريحًا بأنه تطهير عرقى وإبادة جماعية. كما وثقت كتب حديثة لكتاب وأكاديميين إسرائيليين وقائع دامغة لجرائم حرب ارتكبت فى وضح النهار، أمام مرأى ومسمع من العالم.

تقرير سرى 

فى تطور خطير يكشف حجم الانتهاكات التى ارتكبت خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، أفادت صحيفة «واشنطن بوست» بأن تقريرًا سريًا يضم بعض الوثائق المصنفة سرية جدًا، صادرًا عن وزارة الخارجية الأمريكية، رصد مئات الانتهاكات لحقوق الإنسان ارتكبها جنود إسرائيليون، وهى انتهاكات قد تستغرق سنوات متعددة لمراجعتها.

التقرير، الذى أعده مكتب المفتش العام فى وزارة الخارجية، يعد أول اعتراف رسمى من جهة أمريكية رسمية بحجم الجرائم التى قد تخضع إسرائيل للمساءلة بموجب قانون ليهى، الذى يحظر تقديم مساعدات أمنية لوحدات أجنبية متورطة فى انتهاكات جسيمة. ويضع هذا الكشف الإدارة الأمريكية أمام اختبار حقيقى لمصداقيتها فى الدفاع عن حقوق الإنسان، ويثير تساؤلات ملحة حول استمرار الدعم العسكرى غير المشروط لإسرائيل رغم الأدلة المتزايدة على الانتهاكات بحق المدنيين فى غزة.

 

 

 

رفض مكتب المفتش العام التعليق على مقالة «واشنطن بوست»، لكنه أقر بوجود التقرير فعلًا على موقعه الإلكترونى، وجاء فى الموقع: «يحتوى هذا التقرير على معلومات سرية وغير متاحة للاطلاع العام». وأشار جزء مسرب من التقرير إلى استهداف سبعة عمال فى منظمة «وورلد سنترال كيتشن» الإغاثية، ومقتل أكثر من 100 فلسطينى وإصابة نحو 760 آخرين قرب شاحنات إغاثة فى مجزرة سميت إعلاميًا بـ«مجزرة الدقيق». وتم الانتهاء من إعداد التقرير قبل أيام قليلة من دخول إسرائيل وحماس فى اتفاق وقف إطلاق النار.

اعتراف إسرائيلى 

فى السياق ذاته، جاء فى تقرير منظمة «بتسليم» الإسرائيلية أن تل أبيب غيرت سياستها تجاه الفلسطينيين جذريًا لأكثر من 21 شهرًا، حيث شنت حملة عسكرية مكثفة على قطاع غزة تتضمن عمليات قتل جماعى، وخلق ظروف معيشية كارثية، وإلحاق أضرار جسدية ونفسية جسيمة، وتدمير البنية التحتية والظروف المعيشية على نطاق واسع، وتدمير النسيج الاجتماعى والمؤسسات والمواقع الثقافية والتعليمية الفلسطينية، واعتقالات جماعية، وإساءة معاملة السجناء الفلسطينيين فى السجون التى تحولت فعليًا إلى معسكرات تعذيب، وتهجير قسرى جماعى، وجعلت التطهير العرقى لسكان قطاع غزة أحد الأهداف الرسمية للحرب.

تدمير متعمد

كما شمل الهجوم على الهوية الفلسطينية من خلال التدمير المتعمد لمخيمات اللاجئين، ومحاولة إلحاق ضرر جسيم بوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). وأكدت المنظمة أن نتائج هذا الهجوم الشامل على قطاع غزة تشكل ضررًا خطيرًا وغير قابل للإصلاح جزئيًا على الأقل لأكثر من مليونى فلسطينى يعيشون فى القطاع كجزء من الشعب الفلسطينى.

وأوضحت أن السياسة الإسرائيلية ونتائجها المروعة، وتصريحات كبار المسئولين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين، تؤكد قطعًا بأن إسرائيل تتصرف بشكل منسق وبقصد واضح تدمير المجتمع الفلسطينى فى قطاع غزة، بمعنى آخر ترتكب إبادة جماعية بحق السكان.

معسكرات تعذيب

وأرفقت المنظمة تقريرها المعد فى 75 ورقة، توثق بدقة بالغة الجرائم الإسرائيلية فى القطاع بشكل تفصيلى، بداية من التدمير الاجتماعى والسياسى والثقافى، ونشر الفوضى، وتدمير وحدة الأسرة، والهجوم على التعليم، وتعطيل التغطية الإعلامية، والهجوم على التراث التاريخى والدينى، ونشر سياسة الرقابة والإسكات، وتغيير نظام السجون كشبكة من معسكرات التعذيب، واستخدام الإبادة الجماعية واللاإنسانية منذ أكتوبر 2023، وسياسة الفصل العنصرى، وإعادة صياغة الهندسة الديموغرافية، ونزع الصفة الإنسانية، وتصوير الفلسطينيين كتهديد وجودى، واستغلال أحداث السابع من أكتوبر كحدث محفز لكل هذه الانتهاكات.

انهيار الصحة والكرامة

كما أعدت منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان الإسرائيلية (PHRI) تقريرًا مطولًا آخر وثق انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان، وكشفت عن الطرق التى يقوض بها الاحتلال والفصل العنصرى هيكليًا صحة الفلسطينيين وكرامتهم. وأشرف عليه كبار الأطباء الإسرائيليين والأكاديميين، وكتبت فى مقدمة التقرير: «من سيبقى حتى النهاية سيروى القصة.. لقد فعلنا ما بوسعنا، تذكرونا».

وثقت المنظمة الطبية الحقوقية الإسرائيلية الهجمات على القطاع فى سرد زمنى، بداية من الهجمات على الشمال ثم الوسط والجنوب، ومحو شمال غزة بالكامل، وانهيار البنية التحتية، والقتل الممنهج، وإلحاق الأذى الجسدى والعقلى الجسيم بالفلسطينيين، ونية الإبادة الجماعية، كما استعرضت تصريحات عدوانية لأجهزة الدولة، وحملت إسرائيل المسئولية كاملة.

كتب وثائقية 

أصدر الصحفى الإسرائيلى جدعون ليفى، الحائز على عدة جوائز والذى يكتب عن الصراع منذ عقود، كتابه الجديد «قتل غزة: تقارير عن الكارثة»، جمع فيه وجهات نظره الميدانية للأحداث التى أدت إلى السابع من أكتوبر والدمار الذى أعقب ذلك فى غزة. وصنف هذا الكتاب كأقسى إدانة غربية لحرب إسرائيل على غزة، لأن ليفى شرح بوضوح أن الإسرائيليين قد غُسلت أدمغتهم ليعتقدوا أن الفلسطينيين إرهابيون وغير إنسانيين، ورصد العواقب الوخيمة لهذه الأيديولوجية، كما وضح أن الولايات المتحدة كان بإمكانها وقف الحرب، وبالتالى فهى مسئولة عن كل ما حدث فى غزة.

والغريب أن الكاتب الإسرائيلى ناقش المقاومة بشكل معمق، وقال إن أهل غزة لا خيار لهم سوى النضال من أجل حريتهم بأجسادهم وممتلكاتهم وأسلحتهم ودمائهم، ولا سبيل أمامهم إلا العنف أو الاستسلام، لا سبيل لهم لاختراق الأسوار التى تحاصرهم دون استخدام القوة، وقوتهم بدائية وبائسة تكاد تكون مؤثرة: شعب يناضل من أجل حريته بالطائرات الورقية والأنفاق والمرايا والإطارات والمقصات والأجهزة الحارقة وقذائف الهاون والأنابيب المصنوعة خصيصًا ضد إحدى أكثر آلات الحرب تطورًا فى العالم، شعب بلا أمل.

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" روز اليوسف "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??