كتب

مرڤت الحطيم

فى أطول فترة من الإغلاق الحكومى، يتسابق الملايين من الأمريكيين يوميًا على الوقوف فى طوابير أمام بنوك الطعام من الساعة الرابعة صباحًا فى محاولة للحصول على وجبة واحدة.

طوابير طويلة، ومبادرات توزيع الوجبات المجانية، بعدما توقفت فجأة المساعدات الشهرية للبرنامج الفيدرالى لمساعدات الغذاء SNAP بسبب استمرار إغلاق الحكومة الأمريكية.

يشير الإغلاق فى سياسة الولايات المتحدة إلى فترة فجوة التمويل التى تتسبب فى إغلاق كامل أو جزئى لعمليات ووكالات الحكومة الفيدرالية، ويحدث الإغلاق عندما يفشل إقرار تشريع تمويل العام المالى الحكومى، أو إجراء تمويل مؤقت، وفى الغالب يدفع الفقراء الثمن.

تقول شبكة CNN الأمريكية، إن الإغلاق الحكومى على وشك أن يصبح الأطول فى تاريخ الولايات المتحدة، وليس لدى المشرعين أى فكرة عن المدة التى سوف يستمر فيها.

فى واشنطن غادر أعضاء مجلس الشيوخ المدينة فى حالة من الجمود والإحباط أكثر من أى وقت مضى، وقد تفقد برامج شبكة الأمان الحيوية قريبًا التمويل الفيدرالى لأول مرة، وصرح قاضيان فيدراليان بأن على إدارة ترامب استخدام مليارات الدولارات من أموال الطوارئ لتغطية جزء على الأقل من استحقاقات قسائم الطعام لشهر نوفمبر الحالى.

ولا يزال عشرات الملايين من الأمريكيين يستعدون لأزمة ستحرمهم من المساعدة الحكومية التى يحتاجونها لتأمين قوت يومهم ورعاية أطفالهم أثناء عملهم.

 وفى جلسات خاصة، أقر المشرعون من كلا الحزبين (الجمهورى والديمقراطى) بأنهم بحاجة إلى إيجاد طريقة للخروج من الإغلاق وإلا سيواجهون عواقب أشد خطورة، كما يأمل كثيرون أن تؤدى الضغوط المتزايدة إلى إجبار الجانبين على التوصل إلى اتفاق.

وقال السيناتور كريس كونز وهو ديمقراطى من ولاية ديلاوير لشبكة CNN: سيكون هناك سيل من المكالمات الهاتفية من الناس يقولون «انتظر، هل سترتفع تكاليف الرعاية الصحية الخاصة بى بهذا القدر؟».. فى إشارة إلى ارتفاع أقساط التأمين التى جعلها حزبه مطلبًا رئيسيًا فى معركة التمويل.

وبينما دفع انتهاء صلاحية المساعدات الغذائية عددًا أكبر من الديمقراطيين للسعى لإنهاء الإغلاق، إلا أنه أثار قلق شريحة من الجمهوريين الذين يمثلون ملايين الناخبين فى الدوائر الانتخابية الحمراء الذين يعتمدون على برنامج المساعدة الغذائية التكميلىSNAP، والذين يتعرضون بالفعل لضغوط بسبب ارتفاع الأسعار والرعاية الصحية وقضايا اقتصادية أخرى.

تقول CBS News أنه بعد مرور ما يقرب من شهر ونصف الشهر على الإغلاق، تكافح بنوك الطعام فى جميع أنحاء البلاد بالفعل لتلبية الطلب المتزايد من مئات الآلاف من العمال الفيدراليين الذين تم إجازتهم أو يعملون بدون أجر، حيث يعتمد أكثر من واحد من كل ثمانية أمريكيين على قسائم الطعام من برنامج المساعدة الغذائية التكميلية، وانتهت هذه المزايا منذ الأول من نوفمبر الحالى وفقا لوزارة الزراعة الأمريكية.

ويتلقى مستفيدو برنامج المساعدة الغذائية التكميلية SNAP فى المتوسط 187 دولارًا شهريًا على بطاقة مسبقة الدفع لشراء متطلباتهم. 

وتعتمد العديد من العائلات على هذه المزايا كمصدر رئيسى للمال لشراء الطعام، وكان بنك الطعام «كوميونيتى تيبل» فى أرفادا كولورادو، مكتظا بالناس مما اضطره إلى الإغلاق مؤقتًا، ويفقد ما يقرب من 42 مليون أمريكى فوائد كوبونات الطعام، وقد يكون انقطاع الفوائد مؤقتًا إذا امتثلت إدارة ترامب لأمر المحكمة الأخير الذى يلزمها باستخدام أموال الطوارئ لتمويل برنامج SNAP.

وارتفعت الحاجة إلى المساعدات الغذائية بشكل حاد فى السنوات الأخيرة، إذ أدى ارتفاع تضخم أسعار الغذاء وزيادة تكاليف المعيشة إلى صعوبة حصول الأسر ذات الدخل المحدود على الضروريات الأساسية، لكن ترامب سعى إلى خفض الإنفاق العام على برامج شبكات الأمان الاجتماعى من خلال مشروع قانونه «الجميل الكبير»، وخفض تمويل بنوك الطعام والمنظمات غير الربحية فى جميع أنحاء البلاد.

وتتلخص تداعيات تلك الأزمة فى تسريح مئات الآلاف من الموظفين الفيدراليين، أو إلزامهم بالعمل دون أجر، وهو أول انعكاس مباشر للإغلاق، مما يفقد الأسر مصدر دخلها ويخفض الاستهلاك، وبينما يواصل موظفو إنفاذ القانون والجيش ومراقبو الطيران والكوادر الطبية عملهم بلا رواتب، قدر مكتب الميزانية بالكونجرس أن تكلفة رواتب العاملين الموقوفين مؤقتًا تصل إلى نحو 400 مليون دولار يوميًا.

أما على مستوى القطاعات الحكومية، فتوقعت إدارة النقل تسريح أكثر من 11 ألف موظف فى إدارة الطيران الفيدرالية، فيما سيعمل موظفو إدارة أمن النقل بلا أجر، بينما تواجه وزارات مثل التعليم والتجارة ووكالة ناسا خفضًا يصل ما بين 80 إلى 90 % من كوادرها.