لا تُنسى.. تنفَّس فيها التاريخ مجدًا، بدا «قصر عابدين»، الذى شيد عام 1863، كأنه استيقظ من سبات الزمان، ليحكى رواية ملكية عادت لتسكن جدرانه، فامتلأت أروقته بالأنغام، وتلألأت ثُريَّاته كما لو كانت نجوم السماء قررت النزول لتحتفل على الأرض.. فاستعاد القصر صوته العتيق ليروى للعالم حكاية المجد حين عاد بثوب فخم وأنيق لا يضاهيه إلا الخيال.
حفل (The Grand Ball) لم يكن مجرد احتفال مبهر، بل ولادة جديدة لروح ملكية تسكن التاريخ وتتنفس الحاضر، لتعلن أن «قصر عابدين» لم يهرم، بل ينتظر لحظاته الخالدة، ليعيد للعالم ذاكرة المجد، والرقى، والفن.
ففى ليلة استثنائية حملت عنوان «الملكية على النيل»، جمعت فى سحرها إرث القصور المصرية، أقيم حفل لم يكن حلمًا من أحلام «ديزنى»، ولا مشهدًا من عالم الخيال، بل واقعًا مهيبًا صنعته «مصر» على ضفاف النيل، حين احتضن القصر الأسطورى النسخة الأجمل من حفل (ذا جراند بول) الملكى العالمى، الذى انطلق لأول مرة فى «موناكو» عام 1954.
من «موناكو» إلى «القاهرة».. الأسطورة تنتقل
من «موناكو» إلى «كان» مرورًا بـ«فينيسيا»، كان (ذا جراند بول)- دائمًا- احتفال الملوك والملكات، وتجمعًا أرستقراطيًا لا يشارك فيه سوى من يحمل دعوةً مختومة بالنبل.
وفى «القاهرة»، ارتقت الحكاية إلى مستوى جديد؛ حين التقت الفخامة الأوروبية بعبق الحضارة المصرية، فأنتج حفل أسطورة تُروى ولا تُوصف، فيما أطل الضيوف بتيجان وأزياء ملكية، تعيد للأذهان حفلات البلاط الملكى فى «أوروبا» خلال العصر الوسيط.
فكل تفصيلة فى تلك الليلة، من الموسيقى الكلاسيكية إلى الرقصات الراقية، كانت هناك قصيدة تتغنى بها «القاهرة» للعالم، فحواها أن «مصر» لا تزال سيدة الذوق، وموطن الفخامة، ومسرحًا يليق بالنبلاء.
حضور النبلاء وألحان الخلود
شارك فى الحفل نخبة من العائلات الملكية الأوروبية، مثل الأميرة «بياتريس دى بوربون- الصقليتين»، والأمير «جواتشيم موراه»، وممثلين رسميين عن القصر الأميرى فى «موناكو»، إلى جانب عدد من الشخصيات الحكومية الرفيعة من فرنسا، وأوروبا، وكبار الشخصيات العامة والفنانين من «مصر» والعالم.
من جانبه، صدح التينور الإيطالى «فيديريكو مارتيلو» بصوته الذى كاد أن يجعل الجدران تتمايل إعجابًا وهيبة؛ بينما عزف الموسيقار العالمى «ريكاردو كوشيانتى»- صاحب (نوتردام دى باريس)- أنغامًا انتشرت فى الأرجاء كصوت ملكى يوقظ التاريخ العتيق.
حدث عالمى.. وحضارة مصرية خالدة
برعاية وزارة السياحة والآثار، وبالتعاون مع «نوبل مونت كارلو»، كان الحدث تتويجًا لحملة «مانحى الأمل» العالمية، التى تُناصر أهمية نشر الأمل، وتعمل على خمسة محاور رئيسية، هى: السرطان، والإعاقة، والتنمية المستدامة، والرياضة والفن، والمشاريع الإنسانية.
وأعرب «شريف فتحى» وزير السياحة والآثارـ فى تصريح للصحافة- عن اعتزازه وتقديره باستضافة «مصر» لأول مرة هذا الحدث الملكى العالمى، بما يعكس ثقة المجتمع الدولى فى قدرة «مصر» على تنظيم واستضافة الفعاليات الفاخرة ذات الطابع الثقافى والحضارى.
من جانبه، أكد الرئيس التنفيذى للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحى- فى تصريح للصحافة- أن (ذا جاند بول) يمثل فرصة فريدة للترويج لمصر عالميًا كوجهة فاخرة تجمع بين التاريخ والعصرية.
وأضاف أن استضافة الدولة المصرية لحدث مصنف عالميًا ضمن فئة (Ultra Luxury Royal Events)، هو إعلان جديد بأن «مصر» الوجهة الفاخرة والتاريخية الأكثر تميزًا فى العالم، بما تمتلكه من قصور تاريخية فريدة، ومشروعات عصرية.
فى النهاية.. انتهت الليلة، لكن صدى الموسيقى ظل عالقًا بين الأعمدة، ورائحة التاريخ ما زالت تحوم فوق السجاد الملكى، فصار الزمان لوحة فنية تجمع بين الملوكية والرقى فى تناغم لا يشبه إلا السحر، لتثبت حفلة (ذا جراند بول) أن «قصر عابدين» لم يكن مجرد معلم أثرى، بل هو قلب لا يزال يخفق بالمجد؛ وأن «القاهرة» حين تتزين بالتاج، لا تشبه أى مدينة أخرى، لأنها ببساطة عاصمة الملوك؛ وأن الفخامة حين تُروى بلهجة مصرية، تصبح فنًا خالدًا.
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"
المصدر :" روز اليوسف "













0 تعليق