بالبلدي: البابا تواضروس المحـــــبة لا تسقط أبدًا

روز اليوسف 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعيد تجليس البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الثالث عشر، فى 18 نوفمبر من كل عام.

وشهد الاحتفال هذا العام افتتاح البابا تواضروس الثانى أكاديمية القديس مرقس القبطية بمركز لوجوس بدير القديس الأنبا بيشوى بوادى النطرون، ليكون الافتتاح بمثابة هدية البابا لأبنائه.

وأكاديمية القديس مرقس القبطية، مبنى كبير تبلغ مساحته 40 ألف متر مربع، قدم أرضها الأنبا صرابامون، أسقف ورئيس دير الأنبا بيشوى الراحل، والأكاديمية مزودة بأماكن للإقامة، ومكتبة كبيرة، وقاعة خاصة بالخريجين ومناقشة الرسائل.

وكشف البابا تواضروس خلال لقائه بأعضاء المجمع المقدس، خلال الافتتاح، أن الأكاديمية ستكون هى الأم والمظلة لكل ما هو تعليمى فى الكنيسة القبطية، ويتم حاليًا حصر لكل المعاهد التعليمية والكليات، وكل كلية تستوفى الشروط ستصبح عضوًا فى الأكاديمية، ومن تلك الكليات والمعاهد سوف يتم تشكيل مجلس الأكاديمية القبطية.

 

 

 

وأعلن البابا تواضروس أنه فى شهر فبراير المقبل سوف يًقام أول حفل تخرج لخمس دفعات من أكاديمية TEACH التى فى لندن «The European Academy for Coptic Heritage»

كما أكد أن كل الخريجين فى الكليات الإكليريكية والمعاهد اللاهوتية، سوف يتم تخريجهم من أكاديمية القديس مرقص، وكذلك حفلات المتفوقين والأوائل.

وأشار إلى أن كل ما هو دراسى مثل دراسات الماجستير والدكتوراه، سوف تتم بمواصفات وقواعد معينة بالأكاديمية.

وكشف البابا تواضروس أنه بمناسبة مجمع نيقية، تم عمل تصميم لمنارة الإسكندرية رمز للقديس أثناسيوس الرسولى، وعلى جوانبها الأربعة قانون الإيمان بعشرين لغة مختلفة، كتعبير عن أن الإيمان قد انتشر وامتد إلى كل ربوع المسكونة، وهناك أيضًا كتاب وصف للكنيسة وشرح لأيقوناتها وأعمدتها المكتوب عليها نصوص قانون الإيمان، والكنيسة كلها تتكلم عن قانون الإيمان.

ويستمر احتفال الكنيسة بتجليس البابا تواضروس على مدار شهر نوفمبر، وتكون البداية فى اليوم الرابع، حيث الاحتفال بعيد ميلاد البابا تواضروس الذى يوافق تذكار اختياره بالقرعة الهيكيلية التى اجريت على يد القائممقام فى ذلك الوقت الأنبا باخوميوس، مطران البحيرة والخمس مدن الغربية.

وفى 10 نوفمبر تتذكر الكنيسة ارتداء البابا تواضروس الإسكيم المقدس، والذى تم فى دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، بحضور حوالى 70 من الآباء المطارنة والأساقفة.

والإسكيم هى كلمة يونانية الأصل تعنى «شكل»، وتأتى فى المصطلح الدينى بمعنى «الشكل المقدس».

وهو  حِزام من الجلد (منطقة) يلبسه الراهب حينما يصير متوحدًا أو عندما يتقدَّم روحيًا، ويدخل فى حياة أشبه بالوحدة ولو داخل الدير، ويضم مجموعة من الصلبان، وبعد إقامة صلوات خاصة بارتدائه، يقدم الراهب الذى سيرتديه صلوات وأصوام أكثر من الراهب العادى، حيث يخضع لقوانين رهبانية معينة ونسكيات زائدة.

والإسكيم الرهبانى عبارة عن قطعة من الجلد المضفور ضفيرتين، يحوى 12 صليبًا إشارةً إلى الفضائل الاثنى عشر التى يجب أن يتحلَّى بها الراهب، وهى الإيمان، الرجاء، المحبة، الطهارة، البتولية، السلام، الحكمة، البر، الوداعة، الصبر، طول الأناة والنسك.

ولبس الإسكيم له طقسه الخاص (قانون روحى يومى يختلف عن القانون الروحى الخاص ببقية الرهبان، فالراهب الذى يلبس الإسكيم يلتزم بقوانين خاصة كعمل عدد معين من المطانيات والأصوام (كما يتضمن قراءة سفر المزامير يوميًا والإكثار من قراءة الكتاب المقدس عمومًا وسير الآباء القديسين والإقلال من الكلام والصوم حتى غروب الشمس يوميًا وغيرها من الالتزامات الروحية)، الأمر الذى يصعب الالتزام به لغير المتوحدين، لهذا ألغى البابا شنودة الثالث طقس لبس الإسكيم عند سيامة الأساقفة الجدد، باستثناء رؤساء الأديرة، حتى لا يتثقَّل ضمير الأسقف، إذ لا يستطيع ممارسة قوانين الإسكيم أثناء جهاده فى الرعاية وسط شعبه.

وقد شهدت فترة خدمته العديد من التحديات والإنجازات التى أثرت إيجابًا على الكنيسة والأقباط والمجتمع المصرى بشكل عام.

حقق البابا تواضروس الثانى خلال 13 عامًا العديد من الإنجازات البارزة التى تركت بصمة مهمة فى الكنيسة والمجتمع، حيث اهتم بتطوير التعليم اللاهوتى، وعمل على تحسين جودة التعليم الدينى داخل الكنيسة من خلال تطوير المناهج اللاهوتية، وتحديث المناهج فى الكليات والمعاهد اللاهوتية، مما أسهم فى إعداد جيل جديد من الكهنة والمكرسين ذوى معرفة عميقة وخبرات واسعة.

كما أجرى إصلاحات هيكلية وإدارية، من بينها تحسين النظام الإدارى وتحديث الهياكل التنظيمية، مما ساعد على تنظيم العمل الداخلى للكنيسة، وتحسين خدماتها للمجتمع.

كما يسجل التاريخ الدور الوطنى للبابا تواضروس وتأييده للوحدة الوطنية، وأكد البابا تواضروس على أهمية الوحدة الوطنية وأبدى دعمه للدولة المصرية، مساهمًا فى تعزيز التعاون بين الكنيسة والحكومة وكان له دور فاعل فى مواجهة الأزمات الوطنية، مثل فترة الاضطرابات بعد عام 2011 وسجلت له مقولته الشهيرة «وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن»، وذلك عقب حرق الكنائس على يد جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، عقب فض ميدان رابعة العدوية والنهضة عقب ثورة يونيو 2013.

أيضا عمل البابا تواضروس على تعميق وتعزيز الحوار بين الأديان، حيث عمل على تعزيز الحوار مع الأزهر والمؤسسات الإسلامية، مؤكدًا على أهمية التعايش والسلام الاجتماعى بين المسلمين والمسيحيين فى مصر، مما ساهم فى تعزيز روح التآلف والوئام بينهما.

وأبدى البابا تواضروس التزامًا بتقوية العلاقات مع المؤسسات الإسلامية فى مصر، مثل الأزهر الشريف. وقد شكلت لقاءاته المستمرة مع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، خطوة مهمة نحو تعزيز السلم المجتمعى ونبذ الفكر المتطرف، ما يعكس دور الكنيسة فى دعم التعايش السلمى بين الأديان فى مصر.

وعلى مدار خدمته، لم تتوانَ الكنيسة تحت قيادة البابا تواضروس عن دعم القضايا الوطنية، حيث اعتبر البابا الكنيسة جزءًا لا يتجزأ من نسيج المجتمع المصرى، فقامت الكنيسة القبطية فى عهده بتوقيع العديد من البروتوكولات مع مختلف الوزرات، وكانت أخرها بروتوكول تعاون مع وزارة الشباب والرياضة ضمن مراسم افتتاح المقر الدائم للمكتب بمركز الابتكار الشبابى والتعلم بالجزيرة، بحضور الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة  لتعزيز الشراكة المجتمعية وتفعيل دور الكنيسة فى دعم الصحة النفسية وتمكين الشباب، وغيرها من البروتوكولات خاصة مع وزارة التربية والتعليم والذى كان لها النصيب الأكبر فيها.

وعلى مدار حبريته أبدى البابا تواضروس اهتمامًا كبيرًا بدور الأقباط فى تنمية المجتمع، فحثهم على المشاركة الفعالة فى جميع المجالات، انطلاقًا من إيمانه بأن الكنيسة لا تقتصر على الصلاة والعبادة فقط، بل لها دور مجتمعى فى دعم الدولة وتحقيق رفاهية الشعب.

فى الذكرى الثالثة عشرة لتجليسه، يظل البابا تواضروس الثانى شخصية محورية فى حياة الكنيسة القبطية والمجتمع المصرى، لقد تولى سدة الكرسى المرقسى فى وقت عصيب خاصة من الناحية السياسية، إلا أنه استطاع بحكمة شديدة أن يرسخ قيمة الوطن والمواطنة بشكل عملى، وبهدوء شديد وسط أجواء عاصفة، وأسهمت رؤيته العميقة والتزامه بخدمة شعبه فى تعزيز دور الكنيسة على الصعيدين الروحى والمجتمعى، استكمالًا لمسيرة أسلافه والبناء عليها.. كل عام وقداستكم دائما بخير.

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" روز اليوسف "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??