belbalady.net دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- غير مستغرب أن يذكّر مقهى أو مطعم زبائنه بأنّ شخصًا مشهورًا تناول الطعام فيه، من خلال عرض صورة فوتوغرافية له، لكن في مطعم دافيه الصيني في شارع سان روك بالدائرة الباريسية الأولى، كان الوضع مختلفًا.
على مدى 36 عامًا، لم تكن صور البولارويد للمشاهير مجرّد وسيلة تسويقية، بل أصبحت جزءًا أساسيًا من ديكور المطعم، حيث يتم تأطيرها وتعليقها على أي مساحة متاحة على الجدران.
وضمّت هذه الصور شخصيات بارزة من مختلف الجنسيات، مثل المغني وكاتب الأغاني الفرنسي سيرج غينسبورغ، والمخرج الأمريكي ديفيد لينش، والممثل الأمريكي ليوناردو دي كابريو، والعارضة البريطانية كيت موس، ونجمة تلفزيون الواقع الأمريكية كيم كارداشيان، لتشكّل ما يشبه ألبومًا شخصيًا للمالك "تاي دافيه تشيونغ".

قال تشيونغ لـCNN: "أدهشني عنصر الفورية"، متذكرًا اهتمامه الأول بالكاميرا التي اشتراها، مستوحيًا جزئيًا من آندي وارهول في العام ذاته الذي افتتح فيه دافيه مطعمه العام 1982، بعد عام ونصف العام على إغلاق مطعم والده.
بدأ المصور هيلموت نيوتن وزوجته جون بارتياده، تلاهم غريس كودينغتون من فوغ، ليصبح في النهاية زبائن دافيه من أبرز الشخصيات في الموضة والسينما والفن والأدب والموسيقى، كما يحتفل راهنًا بصدور كتاب جديد يحمل عنوان A Night at Davé أو "ليلة في دافيه".
تعاون مع الكاتبين تشارلز مورين وبوريس بيرغمان على تأليف الكتاب، وصدر عن دار النشر اللندنية IDEA، ويضم 115 صفحة من الصور الشخصية و"السلفي"، بالإضافة إلى رسوم يدوية وبطاقات بريدية قدمها عددٌ من الضيوف.

كتبت صوفيا كوبولا مقدمة الكتاب، مشيرة إلى أن والدها فرانسيس فورد كوبولا كان قد حجز المطعم بالكامل ليلة رأس السنة، وقالت: "كنت في الرابعة عشرة من عمري والمكان مليء بعالم الموضة والترفيه في تلك الحقبة، يتنقّل الناس بين الطاولات ويستمتعون بالطعام الصيني من مطبخ والدة "دافيه"، و"دافيه" يلتقط صور البولارويد"، مضيفة: "بطريقة ما، انتهى بي المطاف جالسة بجانب إيف سان لوران"، أحد أبرز مصممي القرن العشرين.
قال "دافيه"، المعروف بهذا الاسم، لـCNN: "كانت كل حفلة تشبه تجمعًا عائليًا حميميًا، وأدى إغلاق المكان جوًا خاصًا جدًا". وحتى خارج إطار الحفلات الخاصة، ساعد ترتيب الطاولات بعناية والإضاءة الخافتة، مع حوض السمك الاستوائي في الوسط، على شعور المشاهير بالراحة، الذين عادوا مرات عديدة، ليصبح "دافيه" وجهتهم المفضلة.

كتبت دانا توماس في صحيفة "ذا نيويورك تايمز" في آب/ أغسطس 1998: "يمكنك معرفة من هو داخل الدائرة ومن خارجها بمجرد دخول الشخص إلى "دافيه"، في إشارة إلى النظام المحكم الذي يتّبعه صاحب المطعم. ولأن المطعم كان قريبًا من حدائق التويلري، حيث تُقام العديد من فعاليات أسبوع الموضة في باريس، أصبح محببًا للمحرّرين والمصمّمين وعارضات الأزياء.
في يناير/كانون الثاني 2005، نشرت صحيفة "ذا غارديان" ملفًا عن المطعم بعنوان: "مرحبًا بكم في مطعم الموضة"، وذلك بعد انتقال "دافيه" إلى مقر جديد في شارع ريشليو، الذي يبعد عشر دقائق تقريبًا عن موقعه الأساسي، لكنه لا يزال ضمن نطاق أسبوع الموضة.

تميز المطعم بشعاره الدائري المميز فوق الباب الأمامي ولافتة "complet" الشهيرة في النافذة، التي كانت تضمن وجود أماكن لمشاهيره الدائمين. وكان استخدام البولارويد جزءًا أساسيًا من أي ليلة في "دافيه".
وروى دافيه لـCNN: "كان التقاط الصور غريزيًا جدًا. أردت الحفاظ على جمال وسعادة تلك اللحظات، ولم أكن أعلم أنها ستصبح أمرًا مهمًا"، مشيرا إلى أن المصور والمخرج جان-بابتيست مونتينو علّمه كيفية ضبط الكاميرا.
كانت الصور الموجودة في الكتاب الجديد مخزّنة بأمان لسنوات طويلة، وكانت معظم الصور على جدران المطعم نسخًا احتياطية لحفظ الذكريات. التقط "دافيه" آلاف الصور على مر السنين، فقد بعضها وأُهدي بعضها، لكن غالبيّتها لا تزال معه. وأوضح أنه يحب بشكل خاص الصور التي التقطها لأشخاص وهم على الهاتف، لأنها نادرة، وكان الزبائن سعداء لرؤية النتائج فورًا، لأن البولارويد لا يسمح بالخطأ.

بعد أكثر من 40 عامًا على افتتاح المطعم و7 سنوات منذ إغلاقه، وصف "دافيه" تجربة إعداد كتاب A Night at Davé بالإيجابية جدًا. وقال إنه استمتع بالغوص في أرشيفه والتعلّم من الناس وعوالمهم، ولم يشعر بالحزن أو الحنين، بل كان سعيدًا برؤية كل اللحظات الجميلة التي عاشها.
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"
المصدر :" trends "

















0 تعليق