belbalady.net دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تحتوي الكويكبات على كميات كبيرة من المعادن الثمينة والشائعة على حدّ سواء، ورغم التحديات الواضحة في الوصول إليها، تقول بعض الشركات الناشئة إنّ هذه الأجرام السماوية قد توفّر بديلاً مستدامًا لاستخراج المعادن من الأرض، وهو نشاط يعاني من مشاكل مثل تناقص الإمدادات والأضرار البيئية.
والمنافسة محتدمة بين الشركات للوصول إلى هذه الثروة من الموارد، ومنها شركة TransAstra التي تأخذ من ولاية كاليفورنيا مقرًّا لها. فقد طوّرت هذا الشركة واختبرت جهازًا يُسمى كيس الالتقاط، وهو كيس قابل للنفخ يأتي بأحجام مختلفة، ومُصمّم لالتقاط كل شيء من الصخور الصغيرة إلى الصخور الكبيرة بحجم المنازل.
وتوضح الشركة أن هذا الكيس يمكن استخدامه أيضًا في تنظيف الحطام الفضائي الذي يصنعه البشر، وهي مشكلة تؤرق الحكومات والعلماء على نحو متزايد.
وقال جويل سيرسل، مهندس الطيران والفضاء الذي درّس في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا ومؤسس شركة TransAstra، إن "تعدين الكويكبات عمل محفوف بالمخاطر وصعب للغاية".
قد يهمك أيضاً
وأضاف: "لحل مشكلة تعدين الكويكبات، عليك في الواقع حل أربع مشاكل أخرى هي: الاكتشاف، والالتقاط، والتحريك، والمعالجة". بمعنى آخر، يجب أن يكون نظام تعدين الكويكبات قادرًا على اكتشاف الصخرة الفضائية المستهدفة، والتقاطها، ونقلها بنجاح إلى موقع آمن في الفضاء، ثم معالجتها لاستخراج المعادن.
وتابع سيرسل: "لدينا تقنيات في جميع تلك المجالات. وآخر إحصاء لدينا حوالي 21 براءة اختراع، ونحصل على براءة جديدة تقريبًا كل شهر".
وقد أكملت TransAstra اختبارًا أوليًا لكيس الالتقاط، من دون أي عملية التقاط فعلية، على متن محطة الفضاء الدولية في مطلع أكتوبر/ تشرين الأول، ومن خلال تمويل خاص وتمويل من وكالة ناسا تستعد الشركة الآن لإنشاء نسخة أكبر وأكثر فاعلية من هذا الجهاز.
ويعرف سيرسل أين يبحث تحديدًا للعثور على كويكبات تستحق التعدين، إذ يركّز بحثه على فئة خاصة من الأجرام ذات المدارات المماثلة جدًا لمدار الأرض حول الشمس.
وقال: "إنها تنجرف ببطء شديد بالقرب من الأرض، على مسافة بضعة مليارات الكيلومترات فقط".
مشيرًا إلى "أنّنا نعرف حقيقة مواقع المئات من هذه الأجسام، ونخطط للذهاب والحصول على الأول منها في العام 2028، ونعتقد أنّ ذلك سيشعل ثورة صناعية حقيقية في الفضاء".
اندفاع نحو ذهب الفضاء
حتى الآن، جمعت شركة TransAstra نحو 12 مليون دولار من رأس المال الاستثماري الخاص، وحوالي 15 مليون دولار من العقود والمنح، ضمنًا ناسا وقوة الفضاء الأمريكية.
ويُعد جمع عيّنات من الكويكبات مهمة صعبة ومكلفة. إذ أن شركتين ناشئتين عملتا في هذا المجال، هما Planetary Resources وDeep Space Industries، توقفتا قبل تحقيق نتائج مهمة. وحتى اليوم، لم تُعد عينات الكويكبات إلى الأرض سوى ثلاث بعثات حكومية أمريكية ويابانية، بلغت تكلفتها مئات ملايين الدولارات.
قد يهمك أيضاً
نشرت شركة TransAstra حتى الآن نحو 12 تلسكوباً في ثلاثة مواقع، أريزونا وكاليفورنيا وأستراليا، ضمن شبكة مخصصة للبحث عن كويكبات مناسبة للتعدين، مع موقع رابع مخطط له في إسبانيا.
وتطلق الشركة على هذه التلسكوبات اسم "Sutter" تيمناً بـ"Sutter’s Mill" في كاليفورنيا حيث اكتُشف الذهب لأول مرة، ما أدى إلى اندفاع الذهب الشهير.
وقال سيرسل: "نعتقد أن التنقيب عن الكويكبات بواسطة التلسكوبات سيقود إلى اندفاع الذهب نحو الفضاء".
وبمجرد تحديد كويكب مناسب، تخطط الشركة لاستخدام كيس الالتقاط للاستيلاء عليه.
ويصنع الكيس من مواد مستخدمة في تطبيقات الفضاء مثل الكيفلار والألومنيوم، وهو مُحكم ويمكن تركيبه على مركبة تحمله وتطلقه قرب الهدف، حيث سينتفخ لتوفير مساحة لالتقاط الجسم.
وتتوفر أكياس الالتقاط بستة أحجام، من الصغيرة جدا إلى العملاقة.
ويقول سيرسل: ""يمكن للأكياس الصغيرة جدا أن تتسع داخل كوب قهوة. يمكنها التقاط قطعة صغيرة من الحطام، بحجم ثمرة بطيخ".
وقد اختبرت الشركة الحجم التالي، قطره نحو متر، على متن محطة الفضاء الدولية.
وقال سيرسل: "انتقلنا من رسم تخطيطي على سبورة بيضاء إلى تسليم معدات للعرض التجريبي في رحلة استغرقت سبعة أشهر، وهو أمر غير مسبوق في مجال الفضاء".
وأُطلق النموذج على صاروخ فالكون 9، وأدخله روّاد الفضاء إلى المحطة، ثم جرى اختباره في انعدام الجاذبية والفراغ، وقد عمل بنجاح.
أكبر كيس مقترح سيكون قادراً على احتواء كويكب بوزن 10 آلاف طن، أي بحجم مبنى صغير.
راهنا، تطور الشركة نسخة بطول 10 أمتار، الحجم "الكبير"، بتمويل قدره 5 ملايين دولار، نصفه من ناسا.
قد يهمك أيضاً
وأشار سيرسل إلى أنّ التصميم سيكتمل خلال عام تقريباً، ليكون الكيس بعدها جاهزاً لرحلة فضائية. لكن قبل التوجّه نحو الكويكبات الثمينة، سيتم اختبار الكيس على حطام فضائي أقل أهمية، وهو ما يصفه سيرسل بأنه "تخفيف للمخاطر قبل مهمة التعدين الكاملة".
وقال: "سيكون الكيس الكبير كافياً للعثور على أقمار صناعية في مدارات المقبرة قد تسبب مشاكل ملاحية، وسيقوم بالتقاطها ونقلها إلى مكان أكثر أماناً وهذه مهمة أساسية. لكنه أيضاً كبير بما يكفي للذهاب والتقاط كويكبات، لذا نعمل مع شركاء صناعيين على خطة لالتقاط كويكب قد يبلغ وزنه 100 طن".
ويرى سيرسل ألّا جدوى اقتصادية من جلب المواد المستخرجة إلى الأرض. وهو مقتنع بأن تعدين الكويكبات سيسمح للإنسانية بمعالجة المواد اللازمة لصنع معدات الفضاء وإنتاجها مباشرة في الفضاء.
البحث عن حلول
يحظى موضوعا إزالة الحطام الفضائي والتقاط الكويكبات باهتمام واستثمارات متزايدة. في وقت سابق من هذا العام، أطلقت شركة Astroforge الأمريكية المسبار Odin لتقييم كويكب بغرض التعدين، أول مهمة خاصة إلى كويكب، لكنها فقدت الاتصال بالمسبار بعد الإطلاق.
وتجري اختبارات التقاط الحطام الفضائي منذ سنوات، لكن لم يُنفّذ حل شامل حتى الآن، بينما يزداد الخطر المرتبط بالحطام المداري. وقد طُرحت حلول متعددة تشمل أذرعاً روبوتية ومغناطيساً وحتى حراباً.
وتتمثل إحدى مزايا كيس الالتقاط، وفق سيرسل، في أنه رخيص وقوي مقارنة بالأساليب الأكثر تعقيداً، إذ "يمكن استخدام الكيس نفسه لالتقاط أجسام بأشكال مختلفة، طالما كان حجمه مناسباً".
وأضاف أن تكلفة الكيس الواحد ستبلغ ملايين الدولارات في البداية، لكنها ستنخفض بشكل كبير مع الإنتاج، لتصبح أكثر تنافسية من الأنظمة الروبوتية.
وترى إليونورا بوتا، أستاذة مساعدة في جامعة بوفالو، أن أهم ميزات الكيس قدرته على تأمين أجسام بأشكال وأحجام وحركات دورانية مختلفة، وهي ميزة مهمة خصوصاً لإدارة الحطام الفضائي.
وقالت: "أحد أكبر التحديات يتمثل بنشر هياكل مرنة وكبيرة في الفراغ وانعدام الجاذبية؛ وسيكون هذا تحدياً محورياً عند التوسع من النموذج الذي اختُبر على محطة الفضاء الدولية، ومن المشجع أن الشركة حصلت على تمويل لمواصلة تطوير هذا الجانب بالتعاون مع ناسا".
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"
المصدر :" trends "









0 تعليق