belbalady.net دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كيف تبدو الفتاة راعية البقر؟ قد يتبادر إلى الذهن قمصان الفلانيل والقبعات الواسعة والجينز الكلاسيكي، لكن في رياضة الإسكاراموزا، رياضة الفروسية النسائية الآتية من المكسيك إلى الولايات المتحدة، تأخذ الصورة شكلًا مختلفًا تمامًا، أكثر أناقة وقوة وتميّزًا.
قبل كل مسابقة إسكاراموزا، تقف كل فرقة لقياس زيّها الرسمي بدقّة. تفرض القواعد أن تكون الفساتين الفيكتورية الملوّنة والمزيّنة بالدانتيل طويلة بما يكفي لتغطية أرداف الخيول، وتمنع اللوائح استخدام البريق والترتر، لكنها تُلزم بتطابق جميع الإكسسوارات، من الأقراط إلى البروش، وحتى الأحذية. وترتدي الفارسات تحت كل فستان طبقة من التول وسروالًا داخليًا مخصصًا، وكيّهما بالبخار. وقد يؤدي غياب أي طبقة إلى استبعاد الفريق بالكامل.

بعد تجاوز التفتيش، تؤدي المتسابقات روتينًا متزامنًا ومعقّدًا وهنّ يركبن الخيول بطريقة جانبية. وتتحرك فساتينهنّ المتطايرة كدوامات من الألوان الوردية، والبنفسجية والأزرق السماوي أثناء انطلاقهنّ في الساحة.
جذب هذا التناقض بين قوة الحصان ورقّة الفساتين اهتمام عالم الموضة؛ فاستوحت المديرة الإبداعية لدار "ديور" ماريا غراتسيا كيوري من الزي التقليدي للإسكاراموزا في عرض ديور كروز 2019، كما ظهرت عارضتا الأزياء كيندال جينر وجيجي حديد في عدد فوغ سبتمبر/أيلول 2025، على ظهري حصانين بفستانين من الدانتيل من توقيع ماكوين.

قضت المصوّرة كونستانس يادجي نحو عامين، تسافر في أنحاء الولايات المتحدة لتصوير فارسات الإسكاراموزا، بدايةً لمعرض في المتحف الوطني لفتيات رعاة البقر في فورت وورث، بتكساس، ولاحقًا لكتابها المقبل "إسكاراموزا: شعرية الوطن".
أدركت يادجي مدى أهمية التاريخ الشفوي في سرد قصّتهنّ، وكانت على دراية أيضًا بأنها ليست مكسيكية-أمريكية، وتأمل أن ينجذب الناس إلى جمال الصور أولًا، ثم يكتشفون القصة الأعمق عن النسوية والهجرة والتضحيات الشخصية.
إلى جانب تصويرهنّ، كانت يادجي تشهد على ساعات طويلة من تدريبات الفرق، وغالبًا ما تتناول العشاء مع النساء في منازلهنّ. وتُجري مقابلات معهنّ وتسجّل محادثاتهنّ، ثم تُرسل التسجيلات إلى الكاتبتين المكسيكيتين الأمريكيتين إيريني لارا سيلفا وأنجيلينا ساينز، اللتين تكتبان 15 قصيدة لكل منهما باللغتين الإسبانية والإنجليزية.

وعوض زيارة بلد هذه الرياضة الأصلي، كانت يادجي تُركّز على النساء اللواتي يعملن بجهد لإرساء الإسكاراموزا في الولايات المتحدة. وتوضح قائلة: "في المكسيك، هي رياضة للأغنياء"، لكن النساء اللواتي تلتقي بهنّ، ومعظمهنّ مهاجرات من الجيل الأول أو الثاني، يُقدّمن لها قصة مختلفة. فهنّ يَبِعن الحلويات لتمويل الفساتين اليدوية الباهظة التي تتراوح بين 300 و400 دولار، ويتشاركن تكلفة البنزين، ويقفن معًا كفريق واحد بهدف تطوير مهاراتهنّ الرياضية.

ويُظهر كتاب يادجي فجوات واضحة في المساواة بين الجنسين، فالإسكاراموزا لا تتجاوز عشر دقائق ضمن ثلاث ساعات من الشارييريا التقليدية، وهي منافسة فروسية للرجال فقط، وتُعتبر رياضة المكسيك الوطنية، التي أُعلِن عنها كرياضة وطنية العام 1933، بينما سُمح للنساء بالظهور فقط كفقرة ترفيهية في العام 1953، ولم يُعترَف بالإسكاراموزا كمسابقة رسمية إلا في العام 1992. وحتى اليوم، لا تخضع أزياء الرجال للفحص الصارم نفسه الذي تواجهه النساء، وهو ما تصفه يادجي بـ"ديناميكيات جندرية لافتة".
ورغم تمسّك النساء بتقاليدهنّ وثقافتهنّ، يشعرن بثقل النظرة المتشددة حول النوع الاجتماعي داخل هذه الرياضة. و ينعكس هذا الصراع في كتابة القصائد، مثل سطور أنجيلينا ساينز التي تقول: "النساء مواطنات من الدرجة الثانية في هذه الرياضة، أنتِ أجمل حين تكونين صامتة"، كما يعود سبب ركوب الخيل الجانبي تاريخيًا إلى الخوف من أن الركوب العادي قد يمزق غشاء البكارة ويُهدّد "قيمة" المرأة.

وتقول يادجي: "عندما تعلق الأمر بقضايا مرتبطة بالنوع الاجتماعي والنسوية وتجاوز بعض هذه الحدود الجندرية، شعرتُ بأن معظم النساء كنّ مستعدات فعلًا للحديث عنها. فقد كشفن عن أنّ أصواتهنّ غير المسموعة دومًا في مجتمعهنّ، لذلك أفصحن عن كثير من الإحباط. وكانت تلك أحاديث رائعة".
يختلط الشعور بالفخر مع الإحباط في الكتاب، لكن النساء يتفقن جميعًا على أن مجتمعًا غير كامل أفضل من العزلة. فالأخوّة التي تجمعهن، كما يظهر في الكتاب، تعطيهن هدفًا وانتماءً. ورغم جذور الرياضة التراثية، تنظر الفارسات اليوم نحو المستقبل.
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"
المصدر :" trends "

















0 تعليق