ملاحظة المحرر: تيري وارد، كاتبة سفر وصحفية مستقلة مقرها تامبا، فلوريدا، وهي مستعدة للالتزام بهدفها، لكنها لا تستطيع أن تقرر ما هو.
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- من قال إنّ عليك الانتظار إلى العام الجديد من أجل اتخاذ قرار أو تغيير عاداتك؟
أحدث صيحات وسائل التواصل الاجتماعي على "تيك توك" و"إنستغرام"، المسمّاة "تجربة التركيز الكامل" (Great Lock In)، انطلقت في الأول من سبتمبر/أيلول، وتركّز على إنهاء العام بقوة من خلال التركيز الكامل على تحقيق هدف شخصي راهنًا.
قد يكون الهدف ماليًا، أو صحيًا، أو متّصلًا بخطوة كبيرة محتملة، أو أي شيء آخر.
وإذا كان من ضمن قائمة أهدافك تعزيز لياقتك البدنية أو روتينك الصحي قبل العطل، يقول الخبراء إنه لم يفت الأوان للشروع بذلك بعد.
عبارة "تجربة التركيز الكامل" تشير إلى لغة جيل "زد"، التي تستخدم مصطلح "lock in" أو "locked in" للدلالة على الالتزام أو التمكّن من تحقيق الهدف مهما كان.
بالنسبة لهانا م. لي، 27 عامًا، كان انتشار هذا الاتجاه على "تيك توك" دافعًا حثّها على تعزيز أهدافها في تمارين الكارديو وتقوية العضلات لأشهر العام الأخيرة.
وقالت مؤسسة Buckle Scrunchies المقيمة في مدينة نيويورك، إنها بدأت "تجربة التركيز الكامل" في 8 سبتمبر/أيلول بهدف زيادة عدد التكرارات في تمارين القوة أسبوعيًا، بالإضافة إلى رفع سرعتها أثناء الركض.

لي، لا تهتم أبدًا في الالتزام بالقواعد، لكنها وجدت حتى الآن أن "تجربة التركيز الكامل" مفيدة لتحقيق أهدافها.
وأوضحت أنّ "ما يساعدني في هذه التجربة أنّ أصدقائي، إما انضمّوا إليّ أو اهتموا بمعرفة المزيد عن رحلتي. أعتبرهم شركاء في المساءلة، وأخبرهم بجدول تماريني الأسبوعي كوسيلة للالتزام".
الالتزام الكامل
أوضحت كاتي ميلكمان، أستاذة جيمس غ. دينان بكلية وارتون في جامعة بنسلفانيا، ومؤلفة كتاب "كيف تغيّر: علم الانتقال ممّا أنت عليه إلى ما تريد أن تكونه"، أنّ العنصر الاجتماعي للاتجاه يّشكل جزءًا أساسيًا ممّا يدفع الناس لـ"تجربة التركيز بالكامل".
ولفتت ميلكمان، التي تتعاون مع CNN، إلى أنه في أي تحدي صحي لمدة 30 يومًا، يُمنح القراء خيار المشاركة في اختبار يومي لجمع معلومات حول هذه العادات، فالناس يحتاجون أحيانًا إلى دافع إضافي للتركيز عند بدء العادات الصحية.
وأشارت ميلكمان إلى أنّ "جملة 'الجميع يفعلون ذلك'، تعتبر من أكثر الطرق تحفيزًا لجعل الناس يُغيّرون سلوكهم. وينظرون حولهم ويقولون: 'إنها صيحة، ولا أريد أن أفوتها'"، مضيفة أنّ قرارات العام الجديد تعمل بذات طريقة "تجربة التركيز الكبير". فكلاهما يحفّز الناس عبر مؤشر زمني، لكن التحفيز وحده لا يكفي لتحقيق الأهداف.
وقالت: "عندما يكون لديك هدف، لا يمكنك أن تقول ببساطة: 'سأفعل ذلك. ها هو الهدف، وسأشجع نفسي لتحقيقه'".
قد يهمك أيضاً
تُظهر الأبحاث أن استخدام استراتيجيات مختلفة مثبتة الفاعلية أكثر نجاحًا. وشرحت ميلكمان، أنّ "كل شيء، من تقسيم الأهداف الكبيرة إلى أجزاء صغيرة، ووجود شخص آخر يشاركك السعي نحو تحقيق الأهداف، وإيجاد طرق لجعل متابعة الأهداف ممتعة بحيث تستمتع بالعملية عوض الشعور بالخوف منها".
أما لي فلديها أسلوب تقول إنه ينجح معها، يتمثل بتخفيف الضغط عنها لتحقيق أهدافها، وتذكير نفسها بأهمية القيام بها.
وقالت: "أخبر نفسي: 'لست مضطرة لفعل أي شيء، لكن يمكنني فعل كل شيء'. أن أصبح أقوى وأسرع هما طريقة لأستمر في القيام بالأنشطة التي أحبها لبقية حياتي، خصوصًا مع اقتراب موسم التزلج".
لا وقت أفضل من الآن

برأي المتحدثة في مجال الصحة والعافية، مونا شارما، إنّ إحدى الأمور الجيدة في "تجربة التركيز الكامل" أنها طريقة التزام شخصية جدًا لكلّ فرد.
ولفتت شارما إلى "أننا عشنا أعوامًا مضطربة فعلًا، والناس اليوم يبحثون عن نوع من السيطرة ونُظُم يمكنهم تطبيقها في المنزل. كما أنّ فترة تمتد بين ثلاثة وأربعة أشهر تبدو ممكنة ومحفّزة جدًا، بخلاف الضغط الذي يرافق عادة شهر يناير/كانون الثاني".
وقالت إنّ الطقس الأكثر برودة في هذا الوقت من العام يُحفّز الناس للبقاء وقت أطول في المنزل، ما قد يشجّعهم على تحقيق هدفهم، مضيفة أنّ "تجربة التركيز الكامل تتعلّق بتحويل هذا التباطؤ الطبيعي إلى موسم من الاستثمار الذاتي".
وأوضحت شارما أنّ الأشخاص الذين سينجحون في "تجربة التركيز الكامل" سيركّزون على قيمة ما يفعلونه، عوض الانشغال بأمور مثل الأرقام على الميزان.
قد يهمك أيضاً
لكنها حذّرت من أن تُتبع "تجربة التركيز الكامل" بحذر خصوصًا لمن يعانون من التوتر، أو يميلون إلى اليقظة المفرطة، إذ قد تتحوّل إلى فرصة للاختباء خلف الانشغال بدل الشعور بالتوازن.
وقالت: "إذا كنت شخصًا يعيش بالفعل في عزلة، أو لديه قواعد صارمة جدًا وفق نمط ’كل شيء أو لا شيء‘، أو يعيش مع القلق المزمن، أو لا ينام جيدًا، وأنت على وشك الدخول في هذا الوضع.. فقد يساهم ذلك بنكسة كبيرة".
ولفتت ميلكمان إلى أنّ الأشخاص الذين يحاولون "تجربة التركيز الكامل" يجب أن يركزوا على ما يجعل أهدافهم ممتعة حتى لا يشعرون بالخوف من العملية. وعليهم أيضًا أخذ النصائح التي تصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي بقدر صحي من الشك.
ورغم أنّ تحدي وسائل التواصل الاجتماعي قد بدأ في 1 سبتمبر/أيلول، لم يفت الأوان أبدًا لـ"تجربة التركيز الكامل"، أو تجربة أي تغيير آخر، إذا كنت تعتقد أنه قد يساعدك على تحقيق أهدافك.
وخلصت ميلكمان إلى أنه من الضروري "التأكد من أن يكون الهدف معقولًا،و مقسمًا إلى خطوات يومية أو أسبوعية، بحيث يؤدي في النهاية إلى نتيجة تفخر بها. هناك وقت كافٍ للقيام بجميع الأمور الرائعة، ومن الجيد الاستفادة من التحفيز الذي توفره أي صيحة جديدة، لأننا غالبًا ما نحتاج إلى دافع إضافي لتحفيز أنفسنا على إحداث تغيير".
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"
المصدر :" cnnarabic "

















0 تعليق