هديل غبّون
عمّان، الأردن (CNN)-- وصف نقيب الصحفيين الفلسطينيين، ناصر أبوبكر، ما يجرى للصحفيين في غزة من "عمليات قتل وجرائم ممنهجة" بأنه "أول إبادة إعلامية حقيقية شهدها العالم"، داعيًا المحكمة الجنائية الدولية إلى الإفصاح عن إجراءاتها حيال الشكاوى المقدمة أمامها في هذا الشأن.
وتحدث أبو بكر، الذي يشغل أيضًا موقع نائب رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين، في لقاء خاص مع موقع CNN بالعربية من العاصمة عمّان، عن أبرز جهود الاتحاد في التحرك أمام المحكمة الدولية، وكذلك حملات المناصرة على مستوى النقابات المهنية والبرلمان والحكومات الغربية والمحافل الدولية.
وقال أبو بكر إن أكثر "من 255 صحفيًا وصحفية قتلهم جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية الحرب على قطاع غزة حتى اليوم، كما أصيب 513 صحفيًا وتم اعتقال أكثر من 200 صحفي". وأضاف: "كما دمّر جيش الاحتلال الإسرائيلي، منازل الصحفيين وعائلاتهم في قطاع غزة. نحن نتحدث عن قرابة 1600 منزل، إضافة إلى تدمير أكثر من 200 مؤسسة إعلامية".
وبيّن أبو بكر، في حديثه على هامش انعقاد منتدى الإعلام المجتمعي في العصر الرقمي في العاصمة الأردنية، عمّان، مساء الأحد، بأن "ما حدث ولازال يحدث، سواء في قطاع غزة أو في عموم الأراضي الفلسطينية، يتجاوز جرائم الحرب ليشكل حرب إبادة إعلامية ضد الإعلام الفلسطيني وضد المؤسسات الصحفية بهدف قتل الحقيقة وشهود الحقيقة ومنع نقل الحقيقة إلى العالم".
وتابع: "نحن نتعرض إلى إبادة إعلامية حقيقية في عموم الأراضي الفلسطينية. في غزة الوضع صعب جدًا، وهناك سلاح التجويع الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى سلاح القتل والتشويه الإعلامي الذي تقوم به قوات الاحتلال. الحكومة الإسرائيلية أنشأت وحدة خاصة، تعمل على تشويه صورة الصحفيين الفلسطينيين ومهنيتهم والادّعاء بأن الشهداء منهم، قتلوا لأسباب أمنية وهذا غير صحيح بالمطلق".
وبشأن تحديات عمل الصحفيين مع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية، قال أبو بكر: "نحن نتعرض لهجوم واسع واعتداءات وجرائم، ففي نابلس أصيب 5 صحفيين إصابات بالغة وخطرة الأسبوع الماضي، وقبلها بأسبوع أحرقت سيارات صحفيين من قبل المستوطنين، والجيش الإسرائيلي يحمي المستوطنين خلال هجومه على الصحفيين، ويوفر لهم كل الإمكانيات لتنفيذ جرائمهم". وأضاف: "الاحتلال يريد ارتكاب جرائمه في الظلام، مستهدفاً عدسات الصحفيين لكي لا يوثقوا وكي لا يحاسب الجيش على جرائمه".
وقال أبوبكر إن مناطق الضفة الغربية حاليًا "تم تقطيعها بإقامة قرابة ألف حاجز أمني، تمتد من أقصى جنين شمالاً إلى أقصى الخليل جنوبًا على امتداد 250 كيلومترًا، مما يمنع الحركة والتنقل، والصحفيون متواجدون في كل مكان رغم الظروف القاسية."
كانت نقابة الصحفيين الفلسطينيين، بالتنسيق مع الاتحاد الدولي للصحفيين، قدمت 3 شكاوى إلى المحكمة الجنائية الدولية، فيما تعتزم التقدم بالدعوى الرابعة، في الأسابيع المقبلة، وفقا لأبو بكر.
وأوضح أبو بكر: "لدينا الآن 3 دعاوى أمام المحكمة الجنائية الدولية ضد الاحتلال لمحاسبته على الجرائم التي ارتكبها بحق الصحفيين الفلسطينيين، كان آخرها دعوى قدمناها في شهر رمضان الماضي. التقيت بالنائب العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، الذي أكد أن الإجراءات ماضية وفق القانون الدولي، وتلقينا رسالة بأن القضية في الإجراءات. طالبنا ونطالب اليوم أيضًا، بشكل واضح بأن تعلن المحكمة الدولية عن هذا المسار وإلى أين وصلت هذه الإجراءات، لأنه بدون ذلك، سيعتبر الاحتلال أنه فوق المحاسبة وأن القانون الدولي لا يعنيه".
وكشف أبو بكر عن وثيقة قانونية يعدّها الاتحاد الدولي للصحفيين حاليًا، من أجل تفعيل قرار مجلس الأمن الدولي 2222 الذي صدر في مايو/أيار 2015، والمتعلق بحماية الصحفيين أثناء النزاعات المسلحة، وعدم إفلات مرتكبي جرائم قتل الصحفيين من العقاب.
وأشار أبو بكر إلى أن النقابة، تعمل مع نقابات غربية تسمح قوانينها ودساتيرها الوطنية، برفع قضايا في محاكمها ضد الجيش الإسرائيلي، وقال:"سنكون شركاء مع هذه الدول لرفع دعوى. القضايا الثلاثة في المحكمة الجنائية الدولية تم تحريكها بالشراكة مع الاتحاد الدولي للصحفيين، والقضية الرابعة ستقدم خلال الأسابيع المقبلة، وستكون شاملة لكل الجرائم التي ارتكبها الاحتلال بعد قرار وقف إطلاق النار في غزة. نوثق كل هذه الجرائم يوميًا ونتعاون مع محامين في فلسطين ولندن ممن يتابعون مع المحكمة".
وتقدمت النقابة بشكاوى "تمثل نموذجًا لجرائم الإبادة للصحفيين"، بحسب أبوبكر، كما في "قضية المصور الصحفي في قناة الجزيرة سامر أبودقة، وقضية اغتيال الصحفيين الفلسطينيين داخل حرم مستشفى ناصر في قطاع غزة، وقضية الصحفية شيرين أبو عاقلة والصحفيات الفلسطينيات اللواتي استشهدن ووصل عددهن إلى 34 صحفية".
وقال:"لا نترك بابًا إلا ونطرقه، لأننا نريد حماية الصحفيين الأحياء على الأرض أيضًا. الصحفيون جميعهم للاحتلال والمستوطنين".
ولفت أبوبكر إلى أن الجيش الإسرائيلي منع الصحفيين الأجانب من دخول قطاع غزة، بحسب رصد أجرته نقابة الصحفيين الفلسطينيين، فيما سمح بالمقابل "لعدد محدود بالعمل وفق اشتراطات فرضها عليهم"، موضحًا: "منع الاحتلال 3420 صحفيًا من الدخول إلى قطاع غزة لتغطية الحرب، وبالمقابل نقل الاحتلال 10 صحفيين وفقًا لما تم توثيقه من مصادر إسرائيلية، بالدبابات وتحت حراسة عسكرية مشددة، ومنعهم من تصوير إلا ما يريده الاحتلال، ومنع أي مقابلة مع أي فلسطيني ومراجعة المحتوى قبل بثه".
ودعا أبو بكر "كل صحفي غربي"، على حد تعبيره، إلى "نقل الحقيقة فقط" لما يجري في الأراضي الفلسطينية، وأضاف: "نريد من كل صحفي غربي نقل الحقيقة إلى العالم فقط ولا نطلب منه تأييدنا. لأن من ينقل الحقيقة، سيجد نفسه مع الضحية ضد المجرم والجلاد".
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"
المصدر :" cnnarabic "
















0 تعليق