belbalady.net شهدت مكتبة مصر العامة بأسيوط ندوة ثقافية كبرى حول مستقبل التوظيف وسوق العمل في ظل الذكاء الاصطناعي، تحت رعاية وحضور اللواء الدكتور هشام أبو النصر محافظ أسيوط، وبمشاركة نخبة من الخبراء والأكاديميين والمتخصصين، وطلاب جامعة أسيوط وجامعة الأزهر بأسيوط، ونظمها نادي الترجمة بأسيوط بالتعاون مع الاتحاد العربي للتدريب وتنمية الموارد ومكتبة مصر العامة، وبحضور الدكتورة حنان سعد الدين وهاجر محروس.
وأكد اللواء الدكتور هشام أبو النصر محافظ أسيوط خلال كلمته على عمق اهتمام الدولة بتطوير قدرات الشباب في مجال الذكاء الاصطناعي، انطلاقًا من إدراكها أن هذا المجال هو محرك وظائف المستقبل. وحث الشباب على المشاركة الفاعلة في البرامج التي تتيحها وزارة الاتصالات، وكذلك في نادي الذكاء الاصطناعي الذي تعتزم المحافظة إطلاقه، مشددًا على أن العصر الحالي لا يضمن فرصًا حقيقية إلا لأصحاب الكفاءات والمهارات المتميزة.
صناعة اللغة.. من الترجمة إلى التوطين الثقافي
وكشف الدكتور سعيد أحمد أبوضيف، أستاذ الترجمة بجامعة أسيوط ومؤسس نادي الترجمة الحديثة، عن تحول جوهري يشهده سوق العمل في مجال اللغات والترجمة، مشيرًا إلى أن الدراسات العالمية تتوقع وصول حجم سوق خدمات اللغات إلى أكثر من 70 مليار دولار بحلول نهاية 2025م.
وأوضح أبوضيف أن هذا النمو غير المسبوق مدفوع بعوامل عدة أهمها: الانفجار الرقمي في المحتوى الذي يتطلب توطينًا ثقافيًا كاملًا، وتوسع نطاق التجارة الإلكترونية عابرة الحدود، والقوة الدافعة للذكاء الاصطناعي في خفض التكاليف ورفع الكفاءة. مؤكدًا أن الذكاء الاصطناعي أصبح شريكًا استراتيجيًا يخلق وظائف جديدة، فيما يظل التحدي الأكبر هو إعداد خريج قادر على توظيف هذه الأدوات باحترافية ونقد، محتفظًا بروح الهوية والوعي الثقافي.
المهارات المزدوجة ومواجهة تحيز الخوارزميات
وساد الاتفاق بين المتحدثين على ضرورة أن يتسلح الخريج بما أطلقوا عليه "المهارات المزدوجة"، وهي الجمع بين التخصص الأصلي وإتقان أدوات الذكاء الاصطناعي، وذلك خلال الندوة التي قدمتها الإعلامية أمل سلامة كبير مقدمي البرامج بإذاعة شمال الصعيد
وبينما حذر حمدي سعيد، رئيس الإدارة المركزية لإعلام شمال ووسط الصعيد بالهيئة العامة للاستعلامات، من أن مقاومة التكنولوجيا تهدد فرص التوظيف، ولكن هذا يتطلب أيضا زيادة قدرات الشباب والوعي الثقافي لديهم، مشيرًا إلى تأثير ذلك على الهوية الوطنية في ظل انتشار المعلومات المغلوطة، وأساليب التزييف والاحتيال والتحريف التي تستخدم
وشدد حمدي سعيد وكيل الوزارة بهيئة الاستعلامات أن الذكاء الاصطناعي لم يعد ترفًا فكريًا، بل أصبح أداة تحول استراتيجية تخلق فرصًا جديدة، وتفرض في الوقت نفسه ضرورة التسلح بالمهارات المزدوجة والوعي النقدي لمواجهة تحديات العصر الرقمي.
وأدار الدكتور أحمد مصطفى علي حسين، عضو اتحاد كتاب مصر، حوارًا مفتوحًا ناقش مع الحضور إشكاليات مصداقية المعلومات التي تقدمها تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وكيفية تحول منصات التواصل إلى قنوات لنشر المعلومات المغلوطة، مؤكدًا على أهمية التحقق من صحة المحتوى الرقمي، شارحا بعض أدوات الذكاء الاصطناعي بالغة الأهمية وفي الوقت ذاته السلبيات الخطيرة حال الاستخدام غير الواعي.
وسلطت الكاتبة مها المقداد، مديرة دار النشر المصرية السودانية الإماراتية، الضوء على الطلب المتزايد على الكتب المترجمة في الأسواق الدولية، مشيرة إلى اهتمامها بالشراكة مع نادي الترجمة لنشر إبداعات كتاب الصعيد، مستعرضة كيفية استغلال المنصات الرقمية والكتب المسموعة للوصول إلى جمهور أوسع.
واختتمت الفعاليات بعرض فيلم تسجيلي عن إنجازات نادي الترجمة قدمته الباحثة آلاء أسامة، والاحتفاء بتوقيع الإصدار المشترك "في ضوء القمر" الذي يضم أعمالًا مترجمة لأدباء مصريين وعالميين، والمقرر مشاركته في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2026م.
إتاحة شاملة وتكريم المشاركين
وتميزت الندوة بترجمتها بلغة الإشارة بمبادرة من المدربة هالة كرم، بهدف ضمان شمولية الاستفادة لذوي الهمم، وفي الختام، سلم المحافظ شهادات تقدير للمحاضرين وهم الدكتور سعيد أبو ضيف أستاذ الترجمة بجامعة أسيوط، وحمدي سعيد وكيل الوزارة بالهيئة العامة للاستعلامات والدكتور أحمد مصطفى علي حسين عضو اتحاد كتاب مصر، فيما قدم الاتحاد العربي للتدريب درعًا تذكاريًا للمحافظ عرفانًا بدوره في دعم الحركة الثقافية وتنمية المحافظة.
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"
المصدر :" الفجر "

















0 تعليق