بالبلدي: التعليم الفني هو الحل

الأسبوع 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
التعليم الفني هو الحل

أمجد المصري

أمجد عبد الحليم

مرة أخرى يمنحنا بعض شباب مصر المميز فرصة ذهبية لأن نصحح- لأنفسنا أولاً- بعض المفاهيم الخاطئة التى توارثناها جيلا بعد جيل حتى باتت ثوابت راسخة فى عقولنا دون أن يكون لها أدنى أساس من الصحة. فى قلعة من قلاع التعليم الفنى كان لي لقاء هذا الأسبوع مع طالبات المدرسة وحوار شديد العمق عن الآمال المشروعة والمشكلات التي تؤرق عقولهن كشريحة هامة وعريضة من شرائح الشباب المصرى فى مثل هذا العمر.

مع الحوار نكتشف أن هؤلاء الفتيات لديهن نفس المشاكل الفكرية والسلوكية التى يعاني منها أغلب أبناء هذا الجيل، إضافة إلى مشكلات خاصة بهن باعتبارهن من طالبات التعليم الفني الذى آن أوان فتح ملفاته بشكل كامل وتغيير الفكر الذى مازال يطغى على المجتمع منذ عقود بأنه تعليم من الدرجة الثانية، عفوًا فلم يعد هذا مقبولا فالتعليم الفني اليوم هو الأمل والحل المنشود لبناء هذا الوطن وجمهوريتنا الجديدة.

بعد أن أصبحنا فى عالم لا يعترف إلا بالأقوياء لم يعد هناك مجال للجدال، لن يبنى هذا الوطن أصحاب الياقات البيضاء وحدهم وإنما هو أوان من يجيدون العمل بأيديهم فى شتى الحرف والمهن التى أصبحنا نفتقر إليها بسبب تلك الموروثات البائدة، ثم ماذا سيفيد المجتمع لو أصبح كل شبابه من خريجى كليات نظرية ينتظرون فرصه عمل لن تأتي؟

أي تطور سيحدث مع كل هذا التكدس الذى توارثناه جيلا بعد جيل داخل الجهاز الإدارى للدولة وهذا الجيش من العاطلين عن العمل أصحاب المؤهلات الجامعي؟ لماذا لا ننظر حولنا لنرى كيف قامت الدول من عثراتها بفضل الاهتمام بالتعليم الفني وخاصة الزراعى والصناعي؟ ولماذا لا نعى درس ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية حين أعادت بناء مجدها بالاعتماد على التعليم الصناعي والفني؟

ثم كيف نفرق بين طالب اجتهد وحصل على مجموع مرتفع فى مرحلة الثانوي الفنى وبين نظيره طالب الثانوى العام عند التقدم للجامعة وأى ظلم يقع عليهم حين نعتبرهم طلابا من الدرجة الثانية فنخصص لهم قليلا من المعاهد والكليات التى تقبلهم بعد عناء، رغم أنهم مؤهلون أكثر من طالب الثانوى العام لتلك الدراسة باعتبارهم قد درسوا مبادئها فى مرحلتهمة؟

في بلادنا الطيبة التي تسعى لأن تحجز مكانًا تحت شمس الحياة كيف لا نمنح هؤلاء الفنيين قدرًا كبيرًا من الاحترام الذى يستحقونه؟ كيف لا يتطور فكر الآباء والأمهات ليعوا أن التعليم الفني ليس سبة أو خطيئة، بل إنه هو الأنسب اليوم لسوق العمل واحتياجات التنمية، ثم من الذى صنف التعليم الفني على أنه تعليم من الدرجة الثانية لأصحاب الدرجات المنخفضة، يبدو أننا نحتاج إلى ثورة في الفكر لنعدل هذه الموروثات التي عفى عليها الزمن ولكن على أحدهم أن يبدأ فالتغيير لا يحدث بين يوم وليلة.

كل الفخر والإعزاز لكل طالب وطالبة في التعليم الفني اليوم وكل التشجيع للآباء والأمهات ليعيدوا تفكيرهم مرة أخرى قبل أن يدفعوا بأبنائهم إلى تعليم عام روتيني لن ينتج إلا مزيدًا من العاطلين، كل الاحترام للقائمين على هذه القلعة التعليمية التي زرتها مؤخرًا وأمثالها في ربوع مصر، وكل الحب والدعم لطلاب وطالبات المدارس الفنية، فهؤلاء جزء من الحل واستمرار الأمل لنظل نردد دائمًا "فيها حاجة حلوة"

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" الأسبوع "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??