وردة.. حكاية حب «دوّبها الزمان» بعد سنين من العشق والفراق | BeLBaLaDy

الوطن 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تتبدد الظلمة فى عالمها، تعود الحياة إلى عينيها وصوتها يدوى شادياً فى أرجاء المسرح، بمجرد أن تلمح طيفه تنسى كل شىء حولها الجمهور والمسرح والفرقة الموسيقية، تتجه إليه بفرحة طفلة انتظرت قدوم العيد طويلاً، تطبع قبلة عفوية خفيفة على وجنتيه لم تكن كافية لتطفئ شوقها، ترفض أن تترك يده وتتمسك بها للحظات، قبل أن تبرر للجمهور فعلتها «ما شفتوش من شهر.. شهر ما شفتوش».

بوجه افترشت الابتسامة كل أبعاده وأداء فنانة عظيمة تعود وردة للغناء بـ«سلطنة» تتمايل على الأنغام المتراقصة، بعد ما شحنت قبلة بليغ حمدى طاقتها المنهكة، وتردد: «ويا روحى ساعة ما ألقاك مش بس أوقاتى بتحلو، دى العيشة والناس والجو والدنيا بتضحكلى معاك».

لا يعلم أحد تحديداً ما الجذور القوية التى جمعت وردة وبليغ، فليست علاقة حب تقليدية تكللت بالزواج بعد سنوات، أو تعاوناً فنياً بين مبدعين أثمر عن مجموعة كبيرة من أهم الأعمال فى مشوارهما وفى تاريخ الموسيقى المصرية والعربية، أو قصة أخرى تنتهى بشكل حزين بالانفصال بين الطرفين بعد سنوات من الحب والعطاء، أو تصريحات يطلقها الطرفان فى مناسبات مختلفة عن مدى استثنائية العلاقة التى جمعتهما فى يوم من الأيام.

«تخونوه» سر هيامها به قبل أن تراه عيناها.. «يا نخلتين» مهدت غرامهما.. «العيون السود» بشرى الزواج بعد الغياب.. «بودعك» سطرت كلمة النهاية

أغرمت به أذناها قبل أن تلقاه عيناها بسنوات، عندما تسلل إليها فى لحن «تخونوه» للفنان عبدالحليم حافظ، لم تكن تبلغ وقتها وردة أكثر من 16 عاماً، وكان عليها أن تنتظر حتى خمس سنوات حتى تلقاه فى منزل الموسيقار محمد فوزى عندما كانت تعمل على أغانى فيلم «ألمظ وعبده الحامولى» عام 1962، حيث لحن لها أغنية «يا نخلتين فى العلالى»، وكانت بداية قصة حب قوية بين الطرفين حيث تسللت وردة داخل وجدان بليغ من النظرة الأولى، ولكن والدها كان حائلاً بينهما، حيث رفض زواج ابنته من الملحن العبقرى، الذى كان يرى لها سيناريو آخر بعد مغادرتهم مصر إلى الجزائر. بالفعل تزوجت هناك من ضابط جزائرى يدعى جمال قصرى أنجبت منه رياض ووداد، وابتعدت فترة طويلة عن الفن والأضواء وتحولت إلى ربة منزل، ولكنها لم تنسه، ورغم زواجه من سيدة أخرى ظل قلبه معلقاً بـ«وردة»، ولم يستمر هذا الزواج إلا عاماً.

1972 كان العام الذى حول فيه القدر مسار حياة العاشقين، عندما طلب الرئيس الجزائرى هوارى بومدين من الفنانة الغناء فى عيد الاستقلال العاشر لبلادها، وكان «بليغ» ضمن الوفد المصرى المشارك فى الاحتفال، فكان اللقاء الأول بينهما بعد سنوات من الفراق. تغيرات كثيرة طرأت على حياتها، إذ قررت العودة إلى الغناء تارة أخرى، وهو الأمر الذى رفضه زوجها، فلم يكن هناك حل أمامها سوى الطلاق لتعود حرة من جديد.

«وعملت إيه فينا السنين فرقتنا لا، غربتنا لا، ولا دوبت فينا الحنين السنين، وبحبك والله بحبك، قد العيون السود بحبك»، كلمات كتبها محمد حمزة ولحنها بليغ حمدى، كانت موجهة إلى وردة تفضح ما بداخل الملحن إليها، تكشف ما فعله الفراق بحق مشاعره بعد غيابه عنها، حيث أقسم أن لن يغنيها أحد إلا وردة، وبالفعل كانت من أول الأعمال التى قدمتها بعد عودتها إلى الفن.

«أنا بحبك.. وعايز أتجوزك»، كانت الكلمات التى تنتظرها وردة ولم تجد رداً عليها سوى أن تحتضن صاحبها، الذى ملأ قلبها بالحب بعد ما كان خاوياً موحشاً، وبالفعل تم الزواج الذى استمر نحو 7 سنوات مليئة بالحب والموسيقى والإبداع، لم يمر يوم فيها دون أن يرسل لها باقة ورد، فالعلاقة التى جمعتهما لم تكن زواجاً فقط بل توأمة فنية قوية جمعت صوت وردة وألحان بليغ، وقدما خلالها مجموعة كبرى من أبرز الأعمال تجاوزت الـ26 أغنية منها «وحشتونى»، «ليالينا»، «على الربابة»، «مسا النور والهنا»، و«حكايتى مع الزمان».

دائماً تكون النهايات موجعة بقدر قوة البدايات، وكذلك كانت نهاية العلاقة المميزة التى جمعتهما، لم يكن هناك سبب واضح محدد للانفصال سوى تصريحات هنا وهناك عن الحياة غير المنظمة التى كان يعيشها بليغ حمدى، أو خيانته لها المتكررة مع فنانات صاعدات، شعرت وردة بالإهانة وطلبت الطلاق، فقالت فى أحد اللقاءات التليفزيونية: «سبنا بعض بعد ما حسيت إنى مش هقدر أعيش معاه»، وهو ما كان صدمة بالنسبة له، وكانت أغنية «بودعك» كلمة النهاية فى علاقتهما الزوجية والفنية عندما قال لها فى كلماتها «بودعك بودع الدنيا معك قتلتنى جرحتنى»، حيث كانت ترفض تقديمها فى البداية إلا أنها رضخت للأمر فى النهاية.

قالت: «صادفت الحب الحقيقى فى حياتى مرتين، الأولى مع أولادى والثانية مع بليغ حمدى»، وقال: «شكلت بفنها وبصوتها وبجمالها أكبر وأصدق حب فى حياتى»، لم يتزوج أى منهما بعد ذلك، ولكن العلاقة لم تنته وأخذت منحى صداقة طيبة إلى أقصى حد، حتى مع الأزمة التى مر بها بليغ حمدى بعد إلقاء فنانة نفسها من شرفة منزله كانت حاضرة وتدعمه بقوة.

| BeLBaLaDy

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" الوطن "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??