يدخل منتخب مصر آخر مواجهاته أمام السعودية ضمن منافسات الجولة الثالثة والختامية للمجموعة الأولى بمونديال روسيا 2018 وهي الأخيرة لكل منهما بعد أن فقدا أي فرصة للتأهل للدور التالي مما يضع مدربيهما أمام شبح الرحيل بعد النتائج المحبطة والأداء الباهت.

 

كان الفراعنة قد وصلوا إلى روسيا يحدوهم شغف لا نهاية له بعد النجاح في العودة للمشاركة في العرس العالمي بعد غياب دام لـ28 عاما، وأمل في منتخب صلد يضم لاعبين شباب لهم قيمتهم بعد بدايتهم الجيدة في أوروبا، وفي ظل وجود النجم الأبرز على الساحة العالمية، وليست المصرية فقط، خلال الموسم المنقضي، محمد صلاح.

 

ويقود صلاح، نجم ليفربول الإنجليزي، التشكيلة المصرية المكونة من مزيج بين لاعبين شباب أمثال رمضان صبحي (ستوك سيتي الإنجليزي) ومحمد النني (آرسنال الإنجليزي)، وأصحاب الخبرات مثل الحارس المخضرم عصام الحضري الذي سيصبح أكبر لاعب في تاريخ المونديال حال مشاركته (45 عاما).

 

ومع ذلك، لم يلمع أي من لاعبي الفراعنة كما كام متوقعا. وزاد الأمر سوء انخفاض الأداء البدني لـ"الملك المصري" بسبب إصابة الكتف التي تعرض لها مع فريقه الإنجليزي بنهائي دوري الأبطال مما أبعده عن أولى مباريات الفريق العربي الذي خسره بهدف نظيف في الثواني الأخيرة أمام أوروجواي.

 

وفي اللقاء الثاني الذي خسره الفراعنة أيضا أمام أصحاب الأرض، روسيا، بنتيجة 1-3 ، كانت مساهمة صلاح محدودة في ظل عدم اكتمال لياقته وتعافيه رغم أنه كان السبب في الحصول على ركلة جزاء تولى تنفيذها بنفسه ليسجل أول أهداف المصريين المونديالية منذ نسخة إيطاليا 1990 التي شهدت الظهور الأخير لهم.

 

وبعيدا عن صلاح، شهدت خطة المنتخب المصري تغييبا لدور وسط الملعب وتراجعا دفاعيا، بل ربما خوفا غير مبرر من المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر، ظهر جليا في مباراتي أوروجواي، التي كاد الحظ أن يهدي الفراعنة فيها نقطة تعادل لولا الهدف القاتل لمدافع أتلتيكو مدريد خوسيه ماريا خيمينيث، وروسيا التي سجلت ثلاثيتها في غضون 15 دقيقة فقط.

 

وبذلك أصبحت حصيلة مصر في المونديال حتى الآن هي خسارتين وصفر من النقاط، استقبال أربعة أهداف وتسجيل واحد فقط، ليصبح كوبر في مرمى النيران بعد هذا الأداء الباهت للغاية رغم أنه كان "الرجل الأسطوري" في بلد الأهرامات بعد أن نجح في قيادة الفراعنة للعودة إلى المونديال بعد كل تلك الفترة من الفشل في التأهل منذ عام 1990.

 

وفي تصريحات عشية لقاء السعودية، أكد كوبر أنه لن يتقدم "أي خطوة للأمام من أجل تجديد العقد إن كان 90% من المتابعين والإداريين في مصر على خلاف مع أسلوبي".

 

وأضاف "لا أريد الحديث عن تجديد العقد الآن، وكفى. حتى وإن كنا نجحنا في تحقيق الأهداف التي نسعى إليها. الأمر حاليا مختلف بالنسبة لي".

 

وصرح أيضا أن "النتائج كانت هي سبب طموحنا، ولكن يجب أن أشكر اللاعبين. الكثير منهم لم يصلوا للمستوى، فهي المرة الأولى في تاريخهم التي يشاركون فيها في بطولة بهذا الحجم وكذلك الأمر بالنسبة لي كمدرب".

 

وفي ظل كل هذه الأجواء، بالإضافة للمناداة بتحقيق أول فوز عربي في هذه النسخة من المونديال، وكذلك الانتصار الأول للمنتخب المصري في تاريخ مشاركاته بالحدث العالمي (1934 و1990 و2018)، تبرز مسألة إشراك الحضري لحماية عرين المصريين أمام السعودية ليكسر الرقم المسجل لأكبر لاعب شارك في النهائيات.