رغم إعلان شركة إنفيديا عن أرباح فصلية قياسية، تتزايد المخاوف في الأسواق العالمية من فقدان الزخم الذي دعم موجة الصعود الطويلة للأسهم.
ففي 19 نوفمبر، قال الرئيس التنفيذي لأكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية، جنسن هوانغ، إن مبيعات رقائق إنفيديا الأكثر تقدماً "تتجاوز كل التوقعات"، معلنًا تحقيق إيرادات بلغت 57 مليار دولار خلال الأشهر الثلاثة حتى أكتوبر، بهامش ربح إجمالي يفوق 70 بالمئة، وهي أرقام توصف بأنها حلم للمستثمرين.
لكن المفاجأة كانت في اليوم التالي، إذ تراجع سهم إنفيديا بنسبة 3 بالمئة، ليصبح أقل بـ13 بالمئة عن ذروته في أكتوبر، في إشارة إلى أن الأسواق لم تعد تستجيب للأخبار الإيجابية كما كان الحال سابقًا.
هذا التراجع يأتي في وقت تتزايد فيه المخاوف من فقاعة الذكاء الاصطناعي، خاصة مع مؤشرات مقلقة في شركات أخرى مثل أوراكل، التي تحولت إلى مقياس لهذه الفقاعة بحسب تقرير لوكالة بلومبرغ نيوز الأميركية. فقد قفزت تكاليف التحوط ضد مخاطر تخلف أوراكل عن سداد ديونها عبر عقود مقايضة مخاطر الائتمان (CDS) ثلاثة أضعاف في الأشهر الأخيرة، وسط إقبال كبير على هذه العقود إما للتحوط أو للمراهنة على حدوث الفقاعة.
سهم أوراكل خسر نحو 41 بالمئة من القمة التي سجلها في سبتمبر عقب الإعلان عن صفقة ضخمة بقيمة 300 مليار دولار مع OpenAI، ما يثير تساؤلات حول مدى استدامة التقييمات المرتفعة في قطاع الذكاء الاصطناعي.
مزاج المستثمرين يتحول من التفاؤل إلى الحذر
على مدى سنوات، ارتفعت الأسهم مدفوعة بآمال أن الذكاء الاصطناعي سيعزز الأرباح بشكل كبير، لكن معظم المستثمرين المحترفين باتوا يرون هذه الآمال مفرطة في التفاؤل، وفق تقرير لصحيفة ذي إيكونوميست.
ورغم أن مؤشر S&P 500 انخفض 4 بالمئة منذ ذروته في أكتوبر، فإنه لا يزال مرتفعًا بنسبة 84 بالمئة عن أدنى مستوى له في 2022، ما يجعل موجة البيع الأخيرة قابلة للتحمل حتى الآن.
لكن تراجع الأسهم رغم الأخبار الإيجابية يعد إشارة مقلقة إلى أن السوق الصاعدة الطويلة قد تكون على وشك فقدان زخمها. المتداولون في حالة ترقب، وفي الأسبوع المقبل سيبحثون عن مؤشرات على احتمال تسارع موجة البيع.
ثلاث إشارات تحذير تثير القلق
- تقلبات غير معتادة في الأسواق: بعد إعلان نتائج إنفيديا، قفز سهمها بنحو 5 بالمئة في بداية التداول، كما ارتفع مؤشرا S&P 500 وناسداك، قبل أن تتراجع جميعها وتغلق على انخفاض. وفي الوقت نفسه، شهد مؤشر VIX، المعروف بـ"مقياس الخوف"، تقلبات حادة، إذ ارتفع من 19 إلى 28 خلال أقل من ثلاث ساعات في 20 نوفمبر، ما يعكس حالة عدم اليقين. بعبارة أخرى، لم يعد المستثمرون واثقين من أن نتائج مذهلة مثل إنفيديا يمكنها الاستمرار في دفع الأسعار إلى الأعلى، بعدما وصلت التقييمات إلى مستويات مرتفعة بالفعل.
- إشارة التحذير الثانية... ضعف الملاذات الآمنة التقليدية: رغم ارتفاع الدولار مؤخرًا، تراجع سعر الذهب بنسبة 7 بالمئة منذ ذروته في أكتوبر، بعد الصعود القوي، ما يثير مخاوف من دخوله في فقاعة. وإذا فقد الذهب دوره كأداة تحوط، فإن أي انهيار في الأصول عالية المخاطر سيكون أكثر إيلامًا.
- أما الإشارة الثالثة المقلقة.. انهيار الارتباطات الطبيعية بين أسعار الأصول المختلفة: اليابان أصبحت محور القلق، إذ تراجع الين وسط اضطرابات الأسواق، بينما ارتفعت تكاليف الاقتراض بشكل قياسي، حيث بلغ العائد على السندات الحكومية لأجل عشر سنوات 1.8 بالمئة، وهو الأعلى منذ 2008، فيما وصل العائد على السندات لأجل 30 عامًا إلى 3.4 بالمئة، وهو مستوى غير مسبوق. هذا النمط، الذي يذكّر بما يحدث في الأسواق الناشئة، كان سببًا في ذعر المستثمرين عندما ظهر في الربيع الماضي على الدولار الأميركي والأسهم وسندات الخزانة. وإذا استمر هذا الوضع، أو الأسوأ، وانتشر إلى أسواق أخرى، فسيبدأ المتداولون في الذعر مجددًا.
هل الخروج الآن خطأ؟
رغم هذه الإشارات، لا يزال المستثمرون مترددين في البيع، مستذكرين تجربة فقاعة الدوت كوم، حين شهد مؤشر ناسداك بين 1995 و2000 أكثر من 12 تصحيحًا تجاوز كل منها 10 بالمئة، لكنه حقق في النهاية مكاسب تراكمية بلغت نحو 1,100 بالمئة لمن تمسكوا بمراكزهم، بحسب صحيفة ذي إيكونوميست.
واليوم، يبقى السؤال: هل موجة البيع الأخيرة مجرد تصحيح مؤقت أم بداية لانتهاء السوق الصاعدة؟
belbalady
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"
المصدر :" سكاي عربية "











0 تعليق