بالبلدي: ما علاقة تساقط الشعر عند بعض الأشخاص بأدوية GLP-1؟

trends 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

belbalady.net دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بدأت كارول سافران باستخدام أوزيمبيك قبل عام، بغية تنظيم مستوى السكر في دمها بعدما فشلت الأدوية الأخرى بذلك. كانت تعاني من مرحلة ما قبل السكري، ووصف لها الطبيب أوزيمبيك حتى تتجنّب الإصابة بالسكري. 

باتت سافران التي تبلغ من العمر 71 عامًا، على قاب قوسين من وزنها المثالي، لكنها لاحظت بعد زيادة الجرعة، أنّ شعرها أصبح أرقّ وأقل كثافة.. إذ "عندما أمشّط شعري أرى القليل من الشعر أكثر من المعتاد. الشعر لا يتساقط على شكل خصل، لكنه أصبح أرق".

شخّصت الدكتورة فرح مصطفى، اختصاصية تساقط الشعر ومديرة قسم الليزر والتجميل في مركز تافتس الطبي، حالتها على أنها تيلوجين إيفلوفيوم، وهو تساقط ناتج عن الضغط على الجسم، وفي حالة سافران كان السبب فقدان الوزن الكبير منذ استخدام أوزيمبيك.

قالت كارول سافران إن شعرها لم يعد كثيفًا مثلما كان قبل أن تستخدم دواء من فئة GLP-1.Credit: Courtesy Carol Saffran

وفي الآونة الأخيرة، ازداد استخدام أدوية GLP-1 شعبية، إذ أظهر استطلاع جمعية KFF أنّ شخصًا من كل ثمانية بالغين يستخدمها لعلاج مرض مزمن أو لفقدان الوزن، بزيادة 6% منذ مايو/أيار 2024. غير أنّ الآثار الجانبية ما برحت سببًا رئيسيًا لتوقّف بعض المستخدمين عن تناولها، وفقدان الشعر أقل شيوعًا، لكنه يُناقش كثيرًا بين مجموعات فقدان الوزن.

ما هو تيلوجين إيفلوفيوم؟

يمر الشعر بأربع مراحل: 

  1. الأناجين (النمو)،
  2. الكاتاجين (الانتقال)،
  3. التيلوجين (الراحة)،
  4. والإكسوجين (التساقط).

تيلوجين إيفلوفيوم يدفع عددًا غير طبيعي من بصيلات الشعر إلى مرحلة الراحة، ما يتسبب بتساقط للشعر أكثر من المعتاد.

قد يهمك أيضاً

وأوضح الدكتور أنتوني روسي، طبيب الجلد: "يظهر غالبًا بعد ضغط نفسي أو بدني مثل الولادة، أو التخدير أو حمية صارمة". 

وأضاف الدكتور أرون نوسباوم، من معهد ميامي للشعر: "فقدان وزن كبير خلال فترة قصيرة يُحدث تغييرًا في دورة نمو الشعر بحيث تدخل نسبة غير طبيعية من البصيلات في مرحلة التساقط". ويمكن أن يحدث بعد ثلاثة إلى ستة أشهر من حدث محفّز، سواء ضغط جسدي، أو نفسي، أو دواء جديد.

وأوضح روسي: "الجسم يحوّل أولوياته من الأمور غير الأساسية إلى الأساسية، والشعر يُعتبر ملحقًا غير أساسي". وأكد نوسباوم أنّ فقدان الوزن الكبير وليس الدواء بحد ذاته يعتبر سببًا رئيسيًا لتساقط الشعر.

سوء التغذية والتحولات الغذائية

قد تلعب التحوّلات المفاجئة في التغذية أو نقص الفيتامينات دورًا أيضًا، بحسب الدكتور بريان ووجيك من جامعة ييل، الذي شبّه الأمر بما يحدث بعد جراحة علاج السمنة حيث يحدث تساقط مؤقت نتيجة الضغط والتغيّرات الأيضية. 

وأضاف ووجيك أن بعض الأشخاص قد يتناولون مكملات غذائية للتخفيف من التساقط، رغم عدم وجود بيانات قوية تثبت فعاليتها.

وأشار روسي إلى أن بعض المرضى يعانون من حالة سوء تغذية مزمنة أثناء استخدام أدوية GLP-1 لأنها تقلّل الشهية، مضيفًا أنه "إذا لم يحصل الجسم على المغذيات الدقيقة اللازمة، فلن يعطي أولوية لنمو الشعر. الأمر مزيج من الضغط الأيضي ونقص نسبي في السعرات والبروتين".  

وأوضح أن المشكلة تزداد شيوعًا مع استخدام هذه الأدوية لأسباب تجميلية، حيث لا يحصل الأشخاص غالبًا على تغذية كافية، لافتًا إلى أنّ "الكثير يستخدمونها بشكل عشوائي في مراكز التجميل والصيدليات التي تصنع الأدوية مباشرة للمستهلك. يبدأ الناس بجرعات ربما لا ينبغي عليهم البدء بها، ما يؤدي إلى قلة تناول الطعام، ونقص امتصاص الحديد والزنك وفيتامين د وب-12، والأحماض الأمينية الأساسية". 

قد يهمك أيضاً

وتابع أن كل شخص يحتاج إلى غرام واحد من البروتين لكل كيلوغرام من وزنه يوميًا، مع كميات كافية من الفيريتين والزنك والفيتامينات ب، د، وب-12 للحفاظ على شعر صحي.

وحذّر روسي من أن أدوية GLP-1 لها آثار جانبية أخرى خطيرة مثل التهاب البنكرياس والغثيان والقيء، وأنها أدوية حقيقية يجب استخدامها بحذر، مع أن تساقط الشعر تأثيره تجميليًا لكنّه قد يكون مدمّرًا نفسيًا.

عوامل وراثية محتملة

قد تلعب عوامل أخرى دورًا في تساقط الشعر، وفق سبنسر كوبورن، مؤسّس الجمعية الأمريكية لتساقط الشعر، الذي أوضح أنّ بعض الحالات قد تكون تيلوجين إيفلوفيوم مؤقّت مرتبط بفقدان الوزن، لكنّ الأشخاص المهيّئون وراثيًا للألوبيسيا الأندروجينية، قد تُحفّز لديهم هذه الأدوية بداية مبكرة للمرض. وعلّق نوسباوم على الأمر: "بدأت أرى مرضى لديهم الألوبيسيا الأندروجينية الكامنة تتفاقم بسبب استخدام هذه الأدوية".

وأوضح أنّ الألوبيسيا الأندروجينية لها نمط مميز، إذ تؤثر على خط الشعر الأمامي عند النساء، وعلى جوانب الرأس والتاج عند الرجال، بينما يظهر تيلوجين إيفلوفيوم كتساقط منتظم في جميع مناطق فروة الرأس. 

وأشار نوسباوم إلى دراسة تناولت العلاقة المحتملة بين الأدوية والألوبيسيا الأندروجينية، لكن النتائج لم تكن حاسمة.

وقال نوسباوم: "سريريًا، نرى العديد من المرضى يعانون من تيلوجين إيفلوفيوم، أو ألوبيسيا أندروجينية، ونعتقد أنها ناجمة بطريقة ما عن هذه الأدوية". 

قد يهمك أيضاً

فيما يرى ووجيك أن أفضل آلية مثبتة لتساقط الشعر مع هذه الأدوية هي تيلوجين إيفلوفيوم، وأنّ آليات أخرى ما زالت قيد الدراسة. 

أما روسي فأضاف "الألوبيسيا الأندروجينية عملية تدريجية ونمطية".

المخاطر المثبتة سريريًا

أوضح متحدث من نوفو نورديسك أن تساقط الشعر مسجل كأثر جانبي للسيماغلوتايد، مع تفاقم هذه الحالة عند فقدان وزن يعادل أو تخطى نسبة 20% من الوزن الأساسي. كما أُدرجت الألوبيسيا في المعلومات الدوائية بعد التسويق لكل من أوزمبيك وريبيلسوس. 

وذكر متحدث من إيلي ليلي أن تساقط الشعر لوحظ مع تدخلات فقدان الوزن، ومُدرج على ملصقات زيبباوند لكنه ليس على مونجارو، لأنه غير معتمد لفقدان الوزن.

علاج تساقط الشعر

عادة يكون تيلوجين إيفلوفيوم مؤقتًا، لكن بعض الحالات قد تستمر لأكثر من ستة أشهر. وقالت د. مصطفى: "متى زال العامل المسبّب، يتعافى المرضى"، مضيفة أن "المينوكسيديل الفموي دواء رائع يمكن أن يسرع استعادة الشعر"، وهو شائع لدى المرضى الذين يحتاجون إلى البقاء على أدوية مثل أوزيمبيك. 

وتُخطّط سافران لتقليل جرعتها وبدء المينوكسيديل.

وأشار نوسباوم إلى أنّ التشخيص الصحيح ضروري للحصول على العلاج المناسب: "نفحص نقص الفيتامينات والمعادن والاختلالات الهرمونية، وإذا كان السبب تيلوجين إيفلوفيوم، فإنّ تصحيح السبب يؤدي لتوقف التساقط ونمو الشعر". 

وخلصت د. مصطفى إلى نصيحة هامة: "راقب معدل تساقط شعرك ودرجة فقدان الوزن، وكن مدافعًا عن نفسك من خلال مناقشة الأمور مع طبيبك وطلب الدعم لتقليل الأثر".

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" trends "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??