لقد أصبحت مواقع التواصل الاجتماعى جزءا من تفاصيل الحياة اليومية،ولقد ظهرت ظاهرة خطيرة تستدعى الانتباه والتحذير، إنها حسابات نسائية وهمية تدّعى البحث عن الزواج أو الارتباط.
ورغم المظهر البريء الذي تتخذه هذه الحسابات أحيانا والمظهر الإغرائى أحيانا أخرى، لكنها باب من أبواب الاحتيال والفساد الدينى والأخلاقى والاجتماعى.
خطورة الأمر
هذه الحسابات غالبًا ما تستخدم صورًا مزيفة، وتُدار من أشخاص مجهولين، يهدفون إلى استدراج الرجال عبر محادثات خادعة تنتهى بالابتزاز المالى أو التهديد بنشر الصور والمحادثات أو الوقوع فى ما حرم الله.
وبين سذاجة البعض وضعف البعض الآخر وفضول آخرين، ورغبة القلة، فإن المشهد ينتهى بوقوع الفريسة فى براثن المأساه.
لذلك، فقد نهانا الشارع الحكيم عن اتباع خطوات الشيطان "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ "، فالشيطان لا يوقع الإنسان مباشرة في الفاحشة، بل يقرّبه إليها خطوة بعد خطوة.
احذر وابتعد
إن الإسلام لم يترك الناس دون توجيه في زمن الفتن. فقد دعا القرآن إلى حفظ البصر وحراسة القلب:
" قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ".
ونصح رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم إلى الابتعاد عن مواطن الريبة بقوله "مَن اتَّقى الشُّبُهاتِ فقد استبرأ لدينِه وعِرضِه".
إن الإسلام الذى حذر من الخلوة قإنها لا تقتصر اليوم عن الخلوة المكانية،حيث أن الخلوة الإلكترونية اليوم قد تكون أشد خطرا،لسهولة تحقيقها،لذلك قال صلى الله عليه وسلم:
"لا يخلو رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما".
الأثر الاجتماعى
لا تقف الظاهرة عند هذا الحد بل تمتد آثارها إلى تفكك الأسرة وانهيار بسبب الابتزاز أو علم أحد من الأسرة بما وقع فيه الضحية،هذا ناهيك عن تشويه صورة المجتمع وانتشار روايات الفساد
عن أبطالها الحقيقيين الذين فضحوا أسريا ومجتمعيا.
إن تعريض الشباب لابتزازات لا تنتهى، قد تدفع بعضهم لقرارات مدمرة فتتحول الخدعة إلى أزمة أخلاقية واجتماعية تهدد المجتمع بأكمله.
كن مسؤلا
من الواجب على كل رجل أن يدرك أن الزواج لا يُطلب من إعلانات مجهولة ولا من حسابات بلا هوية، فالزواج ميثاق غليظ، لا يليق به أن يبدأ عبر رسائل مجهولة أو مع سراب يحسبه الظمآن ماء.
لا تنخدع بما ينشر على هذه الحسابات واحم نفسك وأهلك ومجتمعك بالإبلاغ عنها لغلقها، ونشر الوعي بين الناس، فإن "الدِّينُ النَّصِيحَةُ" كما أوصى صلوات ربي وسلامه عليه.
وأخيرا أنادى أجهزة الدولة أن تراقب هذه الصفحات وتلاحق أصحابها باتهامهم وتقديمهم إلى المحاكمة والعقاب.
مهندس محمد الفيشاوى
خبير التنمية البشرية
دراسات عليا من المعهد العالى للدراسات الإنسانية.
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"
المصدر :" النبأ "









0 تعليق