بالبلدي: مالي أمام أخطر تصعيد أمني منذ سنوات.. حصار خانق لباماكو وتفاقم الأزمة الإنسانية

الفجر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

belbalady.net  

تشهد مالي منذ ما يقارب الشهرين تصعيدًا غير مسبوق في مستوى العنف والفوضى الأمنية، بعدما فرضت جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" المرتبطة بتنظيم القاعدة حصارًا محكمًا على العاصمة باماكو، في تطور خطير ينذر بانهيار شامل للمنظومة الأمنية والخدمية في البلاد.

حصار يخنق العاصمة ويشلّ الحياة اليومية
 

 

اعتمدت الجماعة المتشددة على استراتيجية بطيئة لكنها خانقة للضغط على العاصمة، إذ فضّلت حصار باماكو تدريجيًا بدل اللجوء إلى هجوم مباشر. ومع إحكام قبضتها على الطرق المؤدية للمدينة، بدأت إمدادات الوقود والغذاء تتراجع حتى انقطعت عن المدن المحيطة، فتوقفت حركة النقل العسكري والمدني مع تفاقم نقص الوقود.

وشيئًا فشيئًا، ارتفعت أسعار المواد الأساسية إلى مستويات غير مسبوقة، واختفت الكثير منها من الأسواق، ما أدى إلى شلل شبه كامل في الخدمات العامة. وفي ظل هذا الانهيار المتسارع، اصطفت طوابير طويلة من السكان في محاولة يائسة للحصول على أي من السلع الضرورية.


هذا الحصار أدى إلى شلل اقتصادي وأمني واسع، وخلق حالة غضب شعبي مكتوم، مع تخوفات من انفجار داخل العاصمة في أي لحظة.

استراتيجية استنزاف بدلًا من الهجوم

 

 

تركز الجماعة على حرب استنزاف طويلة، عبر:

استهداف قوافل الجيش ومواقعه العسكرية بالعبوات الناسفة والهجمات المباغتة.

توسيع نطاق العمليات ليشمل مناطق جنوب العاصمة واقترابها التدريجي من باماكو.

محاولة خلق توتر داخلي قد يؤدي إلى انقلاب أو انتفاضة، بما يمهد لزيادة نفوذها السياسي.


الهجمات الأخيرة خلفت عددًا من القتلى والجرحى في صفوف القوات الحكومية، وسط صعوبة في تحريك التعزيزات العسكرية.

شلل اقتصادي وأمني كامل

 

 

النتيجة المباشرة للحصار تمثلت في:

تفشي الخطف والجرائم مع غياب شبه كامل للدولة في بعض المناطق.

إضراب واسع أصاب قطاعات النقل والخدمات والإمدادات.

انهيار ثقة المواطنين في قدرة الحكومة على حماية العاصمة.


محللون وصفوا الوضع بأنه أقرب إلى الانهيار التدريجي للدولة وسط صمت دولي.

مواقف إقليمية ودولية

أعربت الجزائر عن قلقها المتزايد من تصاعد الهجمات، مؤكدة استعدادها لدعم استقرار مالي “بحكمة وروية”، في إشارة إلى رفض أي تدخل عسكري واسع قد يعمّق الأزمة.

أما على الأرض، فإن دخول الفيلق الأفريقي الروسي وتحالفات المجلس العسكري لم ينجحا حتى الآن في وقف تمدد الجماعات المسلحة أو تخفيف حدّة الحصار.

في خلاصة المشهد، تبدو مالي اليوم وكأنها تنزلق نحو أخطر منعطف في تاريخها الحديث؛ فالعاصمة باماكو ترزح تحت حصار خانق تفرضه جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، التي اختارت خنق المدينة تدريجيًا بدل الهجوم المباشر، ما أدى إلى شلل اقتصادي وأمني كامل، ونقص حاد في الوقود والغذاء، وتوقف واسع للخدمات.

وتتقدم الجماعة بثبات عبر هجمات استنزاف تستهدف الجيش وتقترب من العاصمة يومًا بعد يوم، بينما تتسع حالة الفوضى والخطف والجرائم في الداخل. وفي الوقت الذي تعرب فيه دول الجوار، وعلى رأسها الجزائر، عن قلقها مما يجري، تبدو محاولات التدخل الإقليمي والدولي، بما فيها دخول الفيلق الأفريقي الروسي، عاجزة عن وقف الانهيار.

وهكذا تقف مالي على حافة انفجار داخلي كبير، في ظل أزمة إنسانية تتفاقم وغياب حلول سياسية أو عسكرية قادرة على تغيير مسار الأزمة حتى الآن.

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" الفجر "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??