belbalady.net
شهد السودان اليوم واحدة من أكثر جولات التصعيد العسكري والسياسي حساسية منذ اندلاع النزاع، حيث ترافقت مكاسب ميدانية واسعة للقوات المسلحة في شمال وغرب كردفان مع تحركات سياسية داخلية وخارجية تهدف إلى تثبيت الاستقرار ومنع انزلاق البلاد نحو مستويات أخطر من الفوضى.
وبين انهيارات واضحة في صفوف مليشيا الدعم السريع وتنامٍ في زخم الدعم الدولي لإيجاد مخرج سياسي، يدخل السودان مرحلة مفصلية قد تعيد رسم خريطة الصراع برمتها.
تقدم ميداني حاسم للقوات المسلحة شمال وغرب كردفان
سجّلت القوات المسلحة السودانية، مدعومة بقوات درع السودان والقوات المشتركة، تقدمًا نوعيًا في محاور استراتيجية بشمال وغرب كردفان، حيث نفّذت عملية عسكرية واسعة في جبل أبو سنون والمناطق المتاخمة له، أسفرت عن إلحاق خسائر غير مسبوقة بمليشيا الدعم السريع.
وتمكنت القوات خلال أقل من 20 دقيقة من تدمير نحو 200 مركبة قتالية بضربات جوية ومدفعية دقيقة، فيما استسلمت 42 عربة بكامل عناصرها دون قتال، في مؤشر واضح على انهيار الروح المعنوية داخل صفوف المليشيا.
كما استعادت القوات السيطرة على أباية وجبال أبو سنون وهبيلة، مؤمنةً مناطق ذات أهمية استراتيجية في عمق شمال كردفان، بالتزامن مع عمليات نوعية قضت على أعداد كبيرة من عناصر وقيادات المليشيا باستخدام الطائرات المسيرة، وتواصل القوات الحكومية تعزيز مواقعها باتجاه المحور المؤدي إلى الفاشر، مع استمرار العمليات التمهيدية في عدة جبهات.
ظهور القائد أبو عاقلة كيكل
ظهر القائد أبو عاقلة كيكل بين جنوده بصحة جيدة، في تسجيل مصوّر متداول، ما وضع حدًا للشائعات التي تحدثت عن إصابته أو مقتله خلال المعارك الأخيرة.
نفي استقالة رئيس الوزراء كامل إدريس: وثيقة “مزورة” لإثارة الفتنة
نفى مصدر رفيع لـ«الفجر» صحة الخطاب المتداول بشأن استقالة رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس، مؤكدًا أن الوثيقة “مزورة بالكامل” وتهدف إلى إشاعة الفوضى وزعزعة الاستقرار.
تفاصيل النفي الرسمي
رئيس الوزراء يواصل مهامه من الخارج في مهمة رسمية، ويتابع العمل مع الوزراء بشكل يومي.
الحكومة أكدت أن الشائعة تستهدف إضعاف الثقة بين الشعب ومؤسسات الدولة.
تعهّدت الجهات المختصة باتخاذ إجراءات قانونية ضد المتورطين في نشر الوثائق المزوّرة.
البرهان في غرب أم درمان: التفاف شعبي ورسائل ميدانية
في غرب أم درمان، تحوّلت شوارع المنطقة إلى ساحة استقبال شعبي واسع مع وصول رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، في زيارة ميدانية جديدة تعكس حضورًا مباشرًا في قلب المشهد. آلاف المواطنين احتشدوا على جانبي الطرق، يهتفون ويحيّون القائد العام، في مشهد يُظهر بوضوح تنامي الدعم الشعبي للجيش خلال هذه المرحلة الحساسة.
وتنقّل البرهان بين عدد من المواقع الحيوية، مستمعًا إلى المواطنين ومطلعًا على أوضاعهم الخدمية والمعيشية، في وقت شدد فيه على أن القوات المسلحة ماضية في “أداء واجبها الوطني في حماية البلاد والحفاظ على أمنها واستقرارها”.
وأكد البرهان أن المرحلة الحالية لا تحتمل التشتت، داعيًا إلى وحدة الصف وتكاتف السودانيين خلف مؤسساتهم الوطنية لمواجهة تحديات الحرب واستعادة الأمن في كامل أنحاء البلاد.
زيارة ميدانية بحضور شعبي لافت… ورسالة واضحة بأن الجيش موجود بين الناس، يسمعهم ويؤكد لهم أن المعركة ليست فقط في الجبهات، بل أيضًا في حماية ما تبقى من حياة المواطنين وأمنهم.
ضغوط دولية لحلحلة الأزمة… وترامب يعلن التزامه بإيجاد تسوية
على الصعيد السياسي الدولي، برزت تطورات لافتة بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التزامه بالتحرك نحو تسوية النزاع في السودان، استجابة لطلب مباشر من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي قدّم لترامب شرحًا معمّقًا لتاريخ السودان وتعقيدات الصراع الدائر فيه.
وأكّد ترامب أن الأزمة السودانية، التي وصفها بأنها “أكبر كارثة إنسانية على الإطلاق” و“أكثر الأماكن عنفًا في العالم”، لم تكن ضمن أولوياته قبل أن يدفعه ولي العهد السعودي للتعامل معها بجدية.
وتشمل التحركات الدولية تعاونًا أمريكيًا–سعوديًا–إماراتيًا–مصريًا لدفع مسار الحل، إلى جانب مقترح أمريكي بهدنة إنسانية تمتد بين 3 و9 أشهر لتسهيل مرور المساعدات، رغم عدم إحراز تقدّم ملموس حتى الآن.
وأوضح ترامب أنه سيستخدم سلطاته الرئاسية لدعم وقف الفظائع المستمرة والسعي نحو سلام دائم، مؤكدًا أن السودان بلد عريق يستحق الاستقرار، وأنه يتحرك الآن بشكل عاجل لوقف المأساة استجابة لجهود ولي العهد السعودي ودعوته الملحّة للتدخل.
ترحيب واسع بتدخل ترامب
قوبلت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن تدخله الشخصي لدعم جهود وقف الحرب في السودان بترحيب واسع من القوى السياسية والمدنية والحقوقية داخل البلاد، في خطوة عكست توافقًا نادرًا على أهمية الدور الدولي في إنهاء الصراع الدائر.
فقد رحّب حزب الأمة القومي بالتصريحات، معتبرًا أنها تشكل "خطوة إيجابية" تعزّز الجهود الدولية لإنهاء معاناة الشعب السوداني، ومثمنًا المبادرة التي قادها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إلى جانب دعم دول الرباعية: الولايات المتحدة، الإمارات، ومصر. وأكد الحزب أن التنفيذ الجاد لبيان الرباعية يمثل خريطة طريق متكاملة تبدأ بوقف إطلاق النار وفتح الممرات الإنسانية وصولًا إلى عملية سياسية تعيد تأسيس الدولة السودانية على مبادئ الحرية والسلام والعدالة.
وفي الاتجاه ذاته، عبّر التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود) عن ترحيبه بالتحرك الأميركي، واعتبره مؤشرًا على عودة الاهتمام الدولي الحقيقي بملف السودان. وأكد التحالف أن هذه الخطوة قد تمنح مسار الرباعية قوة دفع جديدة نحو هدنة إنسانية عاجلة، لكنه شدد في الوقت نفسه على ضرورة مواجهة الجهات التي –حسب وصفه– تعمل على إطالة أمد الحرب وإعادة إنتاج النظام السابق. ودعا التحالف الجماهير السودانية إلى مواصلة الضغط من أجل عملية تفاوض جادة تضع مصلحة المواطنين فوق أي حسابات ضيقة.
كما رحبت المجموعة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات وهيئة محامي دارفور بتصريحات ترامب، واعتبرتها تحولًا مهمًا يعكس إدراك العالم لحجم الانتهاكات الجسيمة التي شهدتها الفاشر ومناطق أخرى. وأشارت المؤسستان إلى أن التحرك المباشر من الرئيس الأميركي يعني أن الجهود السابقة، رغم أهميتها، لم تكن كافية لإحداث اختراق حقيقي، معربة عن أملها في أن يسهم هذا التطور، إلى جانب الجهود السعودية، في تحقيق وقف عاجل للحرب وإنهاء المأساة الإنسانية.
وبهذا الترحيب المتقاطع من أطراف سياسية ومدنية وحقوقية، بدا واضحًا أن تصريحات ترامب أعادت تحريك المياه الراكدة في مسار السلام، وفتحت نافذة جديدة للأمل لدى السودانيين الذين يترقبون نهاية هذه الحرب المدمرة.
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"
المصدر :" الفجر "
















0 تعليق