عندما يصبح الهواء أكثر برودة، من الطبيعي أن تشعر بحالة برودة اليدين والقدمين، ولكن إذا بقيت باردة باستمرار، فقد يكون ذلك علامة على شيء أكثر خطورة.

ماذا يحدث لأيدينا وأقدامنا خلال الطقس البارد؟ 

يُنظّم الجهاز العصبي اللاإرادي الدورة الدموية في اليدين والقدمين، وهو جهاز عصبي لاإرادي موجود لدينا جميعًا، ومهمته هي توسيع الشرايين؛ لتشجيع تدفق الدم في الطقس الدافئ. 

على العكس، في الطقس البارد، يُضيّق هذا الجهاز الأوعية الدموية الصغيرة في الأطراف [مثل اليدين والقدمين] لتقييد تدفق الدم (تضيق الأوعية الدموية) إلى الأطراف، وذلك للحفاظ على حرارة الجسم وحرارته.

ما هي الحالات الطبية التي تُؤدي إلى برودة اليدين؟

تتضمن حالات مثل ظاهرة رينود استجابة مُبالغ فيها للجهاز العصبي اللاإرادي، وهي حالة يكون فيها هذا التضيق مُبالغًا فيه استجابةً للبيئات الباردة. 

ولا يقتصر الأمر على ضعف الدورة الدموية فحسب، بل قد تتوقف الدورة الدموية تمامًا في بعض الحالات، مما يُسبب تغيرًا في لون أطراف الأصابع إلى الأبيض أو الأزرق، وهو أمر قد يكون مؤلمًا للغاية، هناك أيضًا حالات أخرى مرتبطة بهذا.

وتشمل الحالات المرتبطة عادةً بحالة برودة اليدين بمتلازمة رينود تصلب الجلد، والتهاب المفاصل الروماتويدي، والذئبة الحمامية الجهازية (SLE)، وهي حالة من أمراض المناعة الذاتية.

بالإضافة إلى ذلك، قد يعاني المرضى أيضًا من ظاهرة رينود نتيجة لإصابة في أحد الأطراف، وقد يعاني المرضى الذين يعانون من إصابة عصبية في أذرعهم من استجابات لا إرادية غريبة للغاية، حيث يمكن أن تتراوح في الواقع بين انقباض كامل للأوعية الدموية، يليه توسع شديد للأوعية الدموية.

يمكن أن يتسبب هذا في تحول لون الأطراف إلى الأزرق والأبيض، ثم إلى اللون الوردي الفاتح، وقد يكون مؤلمًا للغاية، وعلاوة على ذلك، يمكن لبعض الأدوية أيضًا أن تُحفز ظهور متلازمة رينود.

علاوة على ذلك ارتبطت حاصرات بيتا، وهي نوع من أدوية القلب، بمتلازمة رينود لأنها تمنع هذا المستقبل الودي.

ما هي العلامات التحذيرية؟ 

في الطقس البارد جدًا، نعاني جميعًا من خدر في أطراف الأصابع، ولكن إذا لاحظت تغيرًا شديدًا في اللون يستغرق وقتًا طويلًا لتصحيحه، أنصحك باستشارة الطبيب. 

وبالنسبة لمعظمنا، يعود كل شيء إلى طبيعته بعد دقيقة أو دقيقتين، ولكن قد يستغرق الأمر وقتًا طويلًا مع مرضى رينود، إذا لاحظت تغيرًا دائمًا في اللون أو تغيرًا في مظهر أطراف أصابعك أو أظافرك، فهذا ليس طبيعيًا.