بعد إعلان رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات إلغاء الانتخابات في 19 دائرة واعتماد النتائج في باقي دوائر المرحلة الأولى، ظهر سيناريوهان واضحان في قراءة المشهد:

السيناريو الأول: الغضب وعدم الرضا

هناك من يرى أن حجم المخالفات كان كبيرًا بما يكفي ليشمل جميع اللجان، وأن إلغاء الانتخابات يجب أن يتم في كل الدوائر وليس فقط في 19 دائرة، باعتبار أن التجاوزات – من وجهة نظرهم – لم تكن محصورة في مناطق محددة.

السيناريو الثاني: خطوة إيجابية لضمان النزاهة

على الجانب الآخر، هناك من يعتبر ما حدث تطورًا مهمًا؛ لأن اتخاذ قرار بالإلغاء الفوري في الدوائر التي ظهرت بها مخالفات واضحة هو في حد ذاته تأكيد على النزاهة وحرص على عدم تمرير عملية انتخابية مشوبة.
والحقيقة أنني أميل لهذا الرأي، لأن:

ما لا يُدرك كله لا يُترك كله.

هذا القرار يُعد خطوة جادة حتى لو لم يكن مثاليًا، لأنه يضمن نزاهة مرحلة الإعادة في الدوائر السليمة، ويمثل رسالة واضحة بأن أي تجاوز لن يمر.

 لكن… كان من الممكن أن تكون الخطوة أعمق

ورغم تقديري للقرار، كنت أتمنى – وما زلت أتوقع – أن يتم إلغاء العملية بالكامل في المرحلة الأولى وإعادتها بضمانات أوضح تضمن:
• تكافؤ الفرص بين المرشحين.
• تنظيمًا إداريًا يمنع التكدس والفوضى.
• شفافية أكبر في الإشراف والفرز.

خصوصًا أن هناك دوائر عدد الناخبين فيها أقل من 10،000، وتضم صندوقًا واحدًا فقط، وهو أمر يجعل من المستحيل منطقيًا استيعاب نسبة حضور كبيرة خلال يومين،
لأن أقصى ما يستوعبه الصندوق في ظل 5 دقائق لكل ناخب لا يتجاوز 2000 ناخب في أفضل الظروف… وهذا خلل إداري يستحق إعادة النظر قبل المرحلة الثانية.

نحتاج لحلول تشريعية لا تنتظر التوجيهات

المفترض ألا ننتظر كل مرة توجيهًا من الرئيس لإصلاح مشاكل نعرفها منذ سنوات.
هذه الملفات يجب أن تُحل عبر:
• تشريعات واضحة،
• ونظم انتخابية أكثر مرونة،
• وقواعد تنظيمية تمنع التكدسات وتعزز النزاهة بدلًا من إرباك المشهد

 القائمة الحزبية.. مصدر غضب مشروع

الغضب الذي ظهر بسبب “القائمة” في المرحلة الأولى يجب التعامل معه بجدية.
ونتمنى أن يتم تداركه بذكاء في المرحلة الثانية من خلال:
• اختيارات أفضل
• ووجود قائمة قادرة على المنافسة الفعلية،

وحتى يشعر الناس أن العملية ليست شكلية، بل عملية ديمقراطية حقيقية:

• أري ان قرار إلغاء الانتخابات في 19 دائرة خطوة جيدة، لكنها ليست كافية.
• نحتاج ضمانات أوضح، حلولًا تشريعية أعمق، وتطويرًا حقيقيًا في إدارة العملية الانتخابية…
• حتى نعطي للمواطنين إحساسًا بأن صوتهم مؤثر وأن المنافسة العادلة ليست مجرد شعار.

للمزيد من مقالات رئيس التحرير: اضغط هنا