في تصريحات جديدة تزيد من الجدل المشتعل حول دقة تصحيح امتحانات الثانوية العامة، كشف المستشار عصام مهنا، محامي الطعون التعليمية، أن مكتبه تمكّن خلال الشهور الماضية من تعديل درجات 211 طالبًا في الثانوية العامة، مؤكّدًا أن أغلبهم الحقوا بعد تعديل مجاميعهم بكليات الطب البشري وطب الأسنان والعلاج الطبيعي بدلًا من كليات أقل، ما غيّر مستقبلهم ومسارهم العلمي بالكامل.

وأضاف أن المكتب أقام أمس قضايا مستعجلة جديدة لإعادة تصحيح أوراق إجابات لطلاب آخرين لا يزالون متضررين، معتبرًا أن حجم الأخطاء المكتشفة يستدعي مراجعة جذرية للمنظومة.

الأنصاري من سوهاج.. 6.5 درجات أعادت إليه حلم الطب الحكومي

وسط هذا المشهد المتصاعد، برزت قصة الطالب الأنصاري عبد الحميد علي الأنصاري من محافظة سوهاج، الذي حصل بحكم قضائي على ست درجات ونصف ضائعة، لتنقله من دراسة الطب البشري في جامعة أهلية بمصاريف مرتفعة إلى التحاق كامل ومجاني بكلية الطب الحكومي.

وتُعد حالة الأنصاري ثالث قضية ناجحة يكشف عنها المستشار مهنا خلال الأسابيع الأخيرة، في سلسلة تبرز حجم الفجوات داخل منظومة التصحيح الإلكتروني والتظلمات.

 حبيبة أحمد رشدي… 11 درجة تغيّر الترتيب الجامعي بالكامل

وفي قضية أخرى لا تقل صدى، حصلت الطالبة حبيبة أحمد رشدي على 11 درجة كاملة بحكم قضائي، لترتفع نسبتها إلى 94.6%، ما أهلها للالتحاق بكلية طب سوهاج وتصدّر ترتيب مدرستها.
هذه الوقائع المتلاحقة أشعلت نقاشًا واسعًا حول موثوقية التصحيح الإلكتروني وكيفية مراجعة أوراق الإجابات.

غضب أولياء الأمور: “هو لازم نرفع قضية عشان نجيب حق ولادنا؟”

تدفقت موجات الغضب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر كثير من أولياء الأمور أن اللجوء للقضاء أصبح الطريق الوحيد لاسترداد الحقوق، بينما يفترض أن تقوم به مؤسسات التصحيح والمراجعة.
وجاء في تعليق متداول لولي أمر:
«هو أنا لازم أرفع قضية عشان أجيب حق ابني؟»
وهو ما يعبّر عن أزمة ثقة تزداد عمقًا عامًا بعد آخر.

أخطاء تغيّر مستقبل الطلاب… من العلاج الطبيعي إلى الطب

أوضح المستشار مهنا أن من بين الحالات التي تابعها مكتبه طالبًا انتقل من كلية العلاج الطبيعي إلى الطب البشري بعد تعديل درجتين ونصف فقط، في دليل جديد على أن أي خطأ—even لو نصف درجة—قد يبدّل مستقبل طالب بالكامل.
وأشار إلى أن تأخر إعلان النتيجة حتى 11 نوفمبر 2025 كان مؤشرًا مقلقًا على وجود اضطرابات داخل عمليات التصحيح والمراجعة.