شهدت جامعة القاهرة احتفالًا مهيبًا داخل قاعة الاحتفالات الكبرى، حيث نظّمت كلية الاقتصاد والعلوم السياسية واحدة من أبرز فعالياتها السنوية بتخريج دفعة 2025، إلى جانب تكريم حملة الماجستير والدكتوراه، والاحتفاء بالدفعات التاريخية من خريجي اليوبيل الذهبي لعام 1975 واليوبيل الفضي لعام 2000. 

نواب رئيس جامعة القاهرة

وجاءت هذه المناسبة بحضور رفيع المستوى تقدّمه رئيس الجامعة الدكتور محمد سامي عبدالصادق، ونواب رئيس جامعة القاهرة، وعميد الكلية، وعدد من السفراء والشخصيات العامة وأعضاء السلك الدبلوماسي، إضافة إلى حشد كبير من أعضاء هيئة التدريس وأسر الخريجين.

بدأت فعاليات اليوم بالتقاط الصور التذكارية أمام قبة جامعة القاهرة، قبل انتقال الحضور إلى قاعة الاحتفالات الكبرى لافتتاح الحفل بعزف السلام الجمهوري وتلاوة آيات من القرآن الكريم، لتتوالى بعدها كلمات كبار الحضور التي عكست الفخر بتاريخ الكلية ودورها الريادي في الساحة العلمية والسياسية داخل مصر وخارجها. 

وقد تنوعت الكلمات ما بين رسائل تهنئة للخريجين وتأكيد على مسؤوليتهم تجاه الوطن، وإشادة بالدور التاريخي للكلية في إعداد قيادات وكفاءات بارزة أثرت الحياة العامة ومؤسسات الدولة على مدار عقود.

وفي كلمته أمام الحضور، عبّر الدكتور محمد سامي عبدالصادق رئيس جامعة القاهرة عن اعتزازه بالمشاركة في هذه المناسبة التي وصفها بمحطة فارقة في مسيرة الطلاب والخريجين. وأكد أن كلية الاقتصاد والعلوم السياسية تعد من أبرز كليات الجامعة وأكثرها تأثيرًا في صناعة الفكر والسياسات العامة، لافتًا إلى أن خريجيها يمثلون نماذج مضيئة في مؤسسات الدولة والمنظمات الدولية.

 كما وجّه رسالة للخريجين دعاهم فيها إلى أن يكونوا خير سفراء لمصر وجامعة القاهرة، وأن ينقلوا ما اكتسبوه من العلم والخبرة إلى مجتمعهم وأجيال المستقبل، استكمالًا لمسيرة الجامعة التي صنعت أجيالًا من القادة وصناع القرار.

ومن جانبه، نوّه الدكتور محمود السعيد نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث إلى رمزية الاحتفال بالدفعات التاريخية، مؤكدًا أن دفعة 1975 تمثل جيلًا من الرواد الذين تركوا بصمة واضحة في مجالات السياسة والاقتصاد والتنمية داخل مصر وخارجها، وأن دفعة 2000 جاءت في مرحلة تطوير مهمة شهدت تأسيس أقسام وشعب جديدة عززت مكانة الكلية وريادتها الأكاديمية. 

وأكد أن الكلية ما زالت تواصل رسالتها في إعداد أجيال قادرة على التفكير النقدي وصنع القرار والمساهمة في بناء المجتمع.

كما قدّم الدكتور أحمد رجب نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون التعليم والطلاب تهنئته للخريجين، مؤكدًا أن يوم التخرج هو يوم الحصاد بعد سنوات من الجهد المتواصل. 

وأشار إلى أن الانتماء لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية هو مصدر فخر لأي طالب، لما تحمله من تاريخ أكاديمي ودبلوماسي عريق، مؤكدًا أن جامعة القاهرة في صدارة المؤسسات التي ترفد مصر والمنطقة بقيادات مؤثرة. ووجّه الشكر إلى أعضاء هيئة التدريس وأولياء الأمور الذين قدموا الدعم اللازم لنجاح الطلاب وتفوقهم.

وفي سياق متصل، عبّر الدكتور ممدوح إسماعيل عميد الكلية عن سعادته بتخريج جيل جديد من أبناء الوطن الذين أنهوا دراستهم في كلية تمثل نموذجًا للتكامل بين العلم والممارسة، مشيرًا إلى أن السفراء من خريجي الكلية هم الشاهد الأبرز على دورها في خدمة المجتمع الوطني والدولي. 

وأضاف أن دفعة اليوبيل الذهبي والفضي تؤكدان أن الكلية مستمرة في أداء رسالتها منذ عقود، وأن خريجيها يساهمون بقوة في دوائر اتخاذ القرار محليًا وإقليميًا ودوليًا.

وقدمت السفيرة مشيرة خطاب، ممثلة عن السفراء والرواد، كلمة أشادت فيها بمكانة خريجي كلية الاقتصاد والعلوم السياسية الذين تولوا مناصب رفيعة داخل مصر وفي منظمات دولية، مؤكدة أن تميزهم يرجع إلى ما تلقوه من تدريب أكاديمي رصين على أيدي أساتذة عالميين.

 وأوضحت أن الدراسة في الكلية تُكسب الطلاب مهارات تحليل الأسواق والحكومات، وتنمّي التفكير النقدي، مما يجعلهم قادرين على المنافسة في مجالات متعددة مثل التمويل وإدارة المخاطر والسياسات العامة.

وفي ختام الكلمات، تحدث السفير عادل المليجي رئيس جمعية خريجي الكلية، مؤكدًا قدرة الكلية على التجديد والعطاء المستمر، ووصفها بأنها قلعة علمية شامخة وغرفة عمليات قادرة على الإسهام الفعّال في صياغة السياسات العامة وإعداد دراسات معمّقة تخدم الدولة في مختلف المجالات. 

وأشار إلى أن خريجي الكلية يشغَلون مواقع مهمة في مؤسسات الدولة، ويقدمون إسهامات بارزة تعكس مستوى التميز الذي تواصل الكلية الحفاظ عليه منذ تأسيسها.

واختُتِم الحفل بمراسم التكريم وسط أجواء احتفالية مميزة، ليبدأ الخريجون مرحلة جديدة من حياتهم المهنية والعلمية، حاملين معهم إرثًا أكاديميًا عريقًا، وطموحًا لمواصلة مسيرة النجاح التي اشتهرت بها كلية الاقتصاد والعلوم السياسية على مدار عقود من الإسهام في تشكيل الفكر والسياسة داخل مصر وخارجها.