belbalady دراسة: الأطفال الصغار يشكلون المصدر الأكبر لانتشار عدوى الفيروسات

cnnarabic 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يبدو أن الأطفال هم أكثر أفراد الأسرة حملًا للعدوى.

وإذا لم تكن قد أدركت ذلك من خلال تجربتك الخاصة، فقد كشفت أبحاث جديدة نُشرت في دورية "Pediatrics" أن الفيروسات التنفسية تنتشر بشكل متكرّر في البيئات المدرسية، موضحة أن الأطفال الأصغر سنًا أكثر عرضة لحمل هذه الفيروسات والإصابة بالأمراض.

لكن، لماذا يكون الأطفال الأصغر سنًا أكثر عرضة للإصابة بالعدوى ونقلها؟ وماذا يعني ذلك بالنسبة للمدارس والأسر ونحن ندخل موسم انتشار الفيروسات التنفسية على أشده، حيث يتعانق الأقارب من مختلف الأعمار وينقلون الجراثيم فيما بينهم؟

تجيب على هذه الأسئلة الخبيرة الطبية لدى CNN، الدكتورة لينا وين. وتعمل وين كطبيبة طوارئ وأستاذة مساعدة في جامعة جورج واشنطن، وقد شغلت سابقًا منصب مفوضة الصحة في مدينة بالتيمور. كما أن لديها طفلين في المرحلة الابتدائية، لذا فقد تعاملت مع الجراثيم خارج نطاق العمل أيضًا.

CNN: ما الذي كشفته الدراسة حول كيفية نقلنا للفيروسات؟

الدكتورة لينا وين: تُعد هذه الدراسة من أكثر التحليلات تفصيلاً حول كيفية انتشار الفيروسات التنفسية في المدارس.

قام الباحثون بمتابعة أكثر من 800 طالب وموظف من إحدى المناطق التعليمية العامة الكبرى في مدينة كانساس بولاية ميزوري الأمريكية، وذلك خلال الفترة بين نوفمبر/ تشرين الثاني عام   2022 حتى مايو/ أيار عام 2023.

وطُلب من المشاركين جمع عينات مسحات الأنف أسبوعيا وإكمال استبيانات قصيرة عن أي أعراض لأمراض تنفسية، مثل السعال، أو التهاب الحلق، أو الاحتقان، أو الحمى. وكان الهدف من ذلك تتبّع وجود الفيروسات وتكرار حدوث الأمراض المصاحبة بالأعراض على مدى الوقت.

أظهرت النتائج أن الفيروسات التنفسية والأمراض الناتجة عنها كانت شائعة جدًا. إذ ثبتت إصابة أكثر من 85% من جميع المشاركين بفيروس واحد على الأقل خلال فترة الدراسة، وواجه أكثر من 80% منهم نوبة واحدة على الأقل من مرض تنفسي حاد.

هذا يعني أن الأعراض كانت شديدة بما يكفي للتأثير على الأنشطة اليومية وإجبارهم على البقاء في المنزل، وليس مجرد أعراض خفيفة مثل سيلان الأنف أو سعال بسيط.

وكان الأطفال الأصغر سنًا في مرحلة ما قبل الروضة والمدرسة الابتدائية الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى والمرض في المتوسط، بينما كانت معدلات الإصابة والمرض أقل بين الطلاب الأكبر سنًا وأعضاء الكادر التعليمي.

وثبتت إصابة العديد من الأطفال بالفيروسات حتى عندما كانوا يشعر هؤلاء بأنهم بخير، ما يشير إلى أن المدارس قد تكون بمثابة خزّان دائم للفيروسات التنفسية، حيث يعمل الطلاب الصغار كحاملين ينقلون العدوى لبعضهم البعض في المدرسة، ثم يعودون بهذه الفيروسات إلى منازلهم وينقلونها لأفراد أسرهم.

قد يهمك أيضاً

CNN: ما أنواع الفيروسات التي كانت الأكثر شيوعًا في الدراسة؟

الدكتورة لينا وين: تم اكتشاف الفيروسات الأنفية، وهي المسببة لنزلات البرد العادية، في أغلب الحالات، حيث وُجدت لدى نحو 65% من المشاركين في مرحلة ما خلال العام الدراسي. أما فيروسات كورونا، التي غالباً ما تسبب نزلات البرد الموسمية، فقد وُجدت لدى حوالي 30% من المشاركين.

في حين تم اكتشاف الفيروس المسبب لمرض كوفيد-19 (سارس-كوف-2) لدى نحو 15% منهم. وقد دفع ذلك الباحثين إلى التأكيد على أنه حتى عندما تحظى فيروسات مثل "كوفيد-19" أو الإنفلونزا باهتمام أكبر، فإن هذه الفيروسات التنفسية اليومية تظل منتشرة على نطاق واسع.

كما تعلمنا أن العدوى حدثت حتى خارج فترات تفشي الأمراض الكبرى، ما يعني أن انتشار الفيروسات في المدارس يمكن أن يكون مستمرًا طوال الموسم، وليس فقط أثناء موجات الإنفلونزا أو "كوفيد-19".

CNN: لماذا يكون الأطفال الأصغر سنًا أكثر عرضة للإصابة بالفيروسات ونقلها؟

الدكتورة لينا وين: أجهزة المناعة لدى الأطفال الصغار لا تزال في طور النمو، وكثير منهم لم يتعرض بعد لمجموعة واسعة من الفيروسات التنفسية التي تنتشر عادة في فصلي الخريف والشتاء. وهذا يعني أن دفاعاتهم المناعية أقل خبرة، ما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالمرض عند التعرض للعدوى.

كما أن لدى الأطفال عادات تسهّل انتشار الفيروسات، إذ يقومون بلمس وجههم كثيرًا، ويشاركون الألعاب والأدوات مع بعضهم البعض، وقد لا يغطون أفواههم عند السعال أو يغسلون أيديهم بانتظام مثل الأطفال الأكبر سنًا أو البالغين.

في الفصول الدراسية أو مرافق رعاية الأطفال، يقضي هؤلاء ساعات طويلة في أماكن مغلقة مع أطفال آخرين.

ونظرًا لأن بعض الفيروسات يمكن أن تنتشر حتى عندما تكون الأعراض خفيفة أو غير موجودة، فقد ينقل الأطفال العدوى للآخرين من دون أن يدركوا ذلك.

قد يهمك أيضاً

CNN: ماذا تعني هذه النتائج بالنسبة للأسر؟

الدكتورة لينا وين: قد يُصاب الأطفال بما يصل إلى ثماني نزلات برد سنويًا، وغالبًا ما يشعر الأهل وكأن العائلة بالكاد تعافت من مرضٍ ما حتى يصيبها مرض آخر.

بالنسبة لغالبية الأطفال الأصحاء، تكون العدوى الفيروسية التنفسية خفيفة، لكنها مع ذلك قد تسبب اضطرابات كبيرة، مثل تغيب الأطفال عن المدرسة، وتغيب الوالدين عن العمل، وارتباك في روتين الأسرة.

وإدراك هذا النمط يمكن أن يساعد الأهل على الاستعداد مسبقًا واتخاذ خطوات عملية مبكرة، مثل مساعدة الأطفال على تحسين عادات النظافة الشخصية.

CNN: ما الذي يمكن للوالدين فعله لتقليل خطر العدوى؟

الدكتورة لينا وين: يتمثل الأسلوب الأكثر فعالية في الوقاية البسيطة والمستمرة. وتوصي المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها بغسل اليدين بشكل متكرر بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية، خصوصًا قبل تناول الطعام وبعد السعال، أو العطس، أو استخدام الحمّام.

ينبغي أيضًا إدراك أن الفيروسات يمكن أن تبقى على الأسطح التي تُلمس كثيرًا، لذلك يُستحسن غسل اليدين بعد لمس مقابض الأبواب، أو الأدوات المشتركة، أو الألعاب. وإذا لم يتوفر الماء والصابون، يمكن استخدام معقم اليدين الذي يحتوي على الكحول كخيار ثانٍ، مع العلم أنه لا يكون فعالًا ضد جميع الفيروسات.

يجب تعليم الأطفال تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس باستخدام المِرفق أو المنديل، وتجنب لمس العينين، أو الأنف، أو الفم. كما ينبغي للأسر تنظيف وتعقيم الأغراض والأسطح التي تُلمس كثيرًا مثل الألعاب، ومقابض الأبواب، ومفاتيح الإضاءة، وأسطح الطاولات يوميًا، وخصوصًا عندما يكون أحد أفراد الأسرة مريضًا.

كما أن تجنب الاتصال الوثيق، مثل التقبيل أو مشاركة المشروبات مع أي شخص تظهر عليه أعراض تنفسية، يمكن أن يقلل من انتشار العدوى.

وأخيرًا، يبقى البقاء في المنزل عند المرض، من أكثر الطرق فعالية لمنع الفيروسات من الانتشار في المجتمع.

CNN: هل هناك لقاحات تساعد في تقليل بعض هذه الأمراض؟

الدكتورة لينا وين: أجل، والبقاء على اطلاع وتحديث اللقاحات أمر مهم جدًا.

يُعد لقاح الإنفلونزا، الذي يُوصى بإعطائه سنويًا لكل طفل يبلغ 6 أشهر من العمر فما فوق، أداة بالغة الأهمية للوقاية من المرض الشديد. كما أن لقاحات "كوفيد-19" لا تزال توفر حماية ضد دخول المستشفى والإصابة بالأعراض الخطيرة.

تتوفر أيضًا لقاحات ضد الفيروس المخلوي التنفسي لكبار السن، والنساء الحوامل، وبعض فئات الرضع.

رغم عدم وجود لقاح لغالبية فيروسات نزلات البرد الشائعة، فإن الحصول على اللقاحات الموصى بها يمكن أن يقلل احتمال الإصابة بأمراض شديدة.

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" cnnarabic "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??