في الوقت الذي كان من المفترض أن تمر احتفالات عاشوراء في أجواء من الفرح والروح الشعبية، تحولت بعض الأحياء، وعلى رأسها حي سيدي موسى بمدينة سلا، إلى مسرح لأحداث عنف أثارت الكثير من الجدل، لتصل أصداؤها إلى المؤسسة التشريعية، وتُطرح كقضية رأي عام داخل قبة البرلمان.
وفي هذا السياق، أشار النائب البرلماني محمد أوزين، عضو الفريق الحركي، إلى أن ما جرى في سيدي موسى لا يمكن التعامل معه كحدث عابر، موضحًا أن هذه التحولات من “احتفالات عاشوراء” إلى “انتكاسات أمنية” تطرح تساؤلات عميقة على الحكومة والأغلبية والمعارضة على حد سواء، داعيًا إلى تجاوز منطق المزايدات السياسية.
من جهة أخرى، شدد النائب الحركي على أن الشباب الذي كان في قلب تلك الأحداث، والذي وصفه بـ”شباب النت”، ليس إلا نتاجًا لواقع اجتماعي مأزوم، محذرًا من أن هؤلاء باتوا “قنابل موقوتة” تستغل أي مناسبة لتفريغ غضبها جراء ما وصفه بالإقصاء والتهميش الممنهج.
وعلى صعيد متصل، استعرض أوزين مضمون مقطع موسيقي على تطبيق “تيك توك” قال إنه يعكس، بلغة فنية صارخة، نظرة جيل اليوم للمنظومة الصحية، مردفًا: “بلادي بلاد الراميد، فيها كلشي مريض، لا سبيطار لا طبيب، تبغي غير برا حك الجيب”، وهو ما اعتبره تعبيرًا عن السخط الشعبي من الوضع الصحي بالمغرب.
وفي سياق متابعته لموضوع المنظومة الصحية، لفت المتحدث إلى أن فئة عريضة من الشباب باتت ترى أن الصحة العمومية أصبحت حكرًا على الفقراء، بينما يفضل عدد من المسؤولين التوجه للعلاج خارج البلاد، بمن فيهم مسؤولون داخل قطاع الصحة نفسه، وهو ما يرسّخ، حسب أوزين، انعدام الثقة في المؤسسات الصحية الوطنية.
وخلص النائب البرلماني إلى أن الأولوية اليوم يجب أن تكون للاستماع لهذا الجيل وفهم لغته وتطلعاته، بدل الاكتفاء برفض سلوكه، مشددًا على أن الحراك الاجتماعي غير المهيكل بات يتمدد، وأن التعامل معه يتطلب جرأة سياسية وتدبيرًا يضع كرامة المواطن في صلب السياسات العمومية.
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"
المصدر :" أخبار الداخلة "
0 تعليق