قال الدكتور محمد عبد العزيز، أستاذ العلوم والتربية بجامعة عين شمس، في تصريحات خاصة لموقع "كشكول"، إن على التعديلات الأخيرة المقترحة على نظام التعليم، واصفًا بعض القرارات بـ”غير المدروسة” و”غير المتسقة مع الواقع التعليمي”، مشددًا على أن “ما يحدث لا يمثل تطويرًا حقيقيًا، بل مجرد عبء إضافي على الطلاب والمعلمين”.

انتقد الدكتور عبد العزيز، فرض نسبة 20% لأعمال السنة على طلاب الصف الثالث الإعدادي، معتبرًا ذلك ضغطًا نفسيًا على الطلاب وتسليمًا خطيرًا لمصيرهم التعليمي في يد المعلم دون ضوابط واضحة.

وقال: “الصف الثالث الإعدادي مرحلة مصيرية تحدد مستقبل الطالب، فكيف نضع 20% من مجموعه النهائي في يد معلم واحد؟ هذا قرار يفتح الباب أمام الفوضى ويزيد من تفشي ظاهرة الدروس الخصوصية”.

وتساءل: “هل عالجت الوزارة الأسباب الحقيقية وراء عزوف الطلاب عن الحضور؟، وهل قدمت لهم خدمة تعليمية تجعل المدرسة جاذبة؟ أم أن القرار مجرد وسيلة ضغط لجذب الحضور بلا رؤية شاملة؟”.

أكد أستاذ التربية، أن المدارس تعاني من كثافة طلابية خانقة، ونقص حاد في أعداد المعلمين، بالإضافة إلى مشكلات جوهرية في المناهج، وعلق قائلًا: “بدلًا من معالجة هذه المشكلات، يتم إلزام الطالب بالحضور تحت تهديد خصم درجات أعمال السنة وهذا عبء لا يُحتمل”.

وعن النظام المقترح لما يسمى بـ”البكالوريا المصرية”، أعرب الدكتور عبد العزيز عن رفضه التام، معتبرًا أن “الفكرة المطروحة تفتقر للتكامل، وتعتمد على مناهج غير متسقة مع المراحل التعليمية السابقة”.

وأوضح أن المنظومة الجديدة لم تبنَ على معايير واضحة أو مصفوفة منهجية مدروسة تبدأ من مرحلة رياض الأطفال وحتى الثانوية العامة، وأردف: “كيف تدرّس للطالب مواد متقدمة في الثانوي دون أن يكون قد تأسس عليها في مراحل التعليم السابقة؟”.

وأشار إلى أن النظام الجديد لم يجب عن أسئلة أساسية، منها: من سيُعد هذه المناهج؟ ومن سيُدرّسها؟ وهل تمتلك الوزارة الإمكانيات لتوفير معلمين مؤهلين، وأبنية تعليمية كافية، لفكرتين تعليميتين في وقت واحد، بينما لم تستطع حتى الآن ضبط منظومة تعليمية واحدة؟.

وفي ختام حديثه، وجّه الدكتور محمد عبد العزيز، رسالة صريحة إلى وزارة التربية والتعليم، ومجلس النواب، ولجنة التعليم بالبرلمان، قائلًا:“أوقفوا هذا التسرع.. أوقفوا هذا التخبط.. ناقشوا المشروع بجدية، واعرضوا المصفوفة الكاملة للمعايير والمناهج، وافتحوا حوارًا مجتمعيًا حقيقيًا مع المتخصصين، وليس مجرد جلسات شكلية”.

وختم بقوله: “التعليم لا يُدار بردود أفعال أو قرارات مرتجلة.. نحتاج إلى نظام متكامل يراعي الطفل من بدايته، ولا يُفاجئه في نهايته بمنظومة لا يفهمها أحد”.