كتب
شيماء سليم
فى العدد الماضى نشرنا شهادة واحد من أهم مَن أطلقوا شرارة ثورة 30 يونيو.. «هانى حسن»، راقص الباليه الأول فى مصر والذى جازف بمستقبله المهنى عندما رقص على الأسفلت أمام وزارة الثقافة فى تحدٍ صريح لجماعة الإخوان الإرهابية التى كانت تحكم البلاد فى تلك الفترة.
«هانى» قال لـ«روزاليوسف» فى شهادته أنه تعرّض لمضايقات سواء هو وزملاؤه من الثوار والمعتصمين أو خطابات جاءته بشكل شخصى على باب منزله بها تهديد ببتر ساقيه.. ولكن ما الذى حدث بعد ذلك لنفاجَأ العام الماضى بإعلان «هانى حسن» الاعتزال كراقص باليه أول.. والسؤال ما الذى جعل هذا الراقص «العالمى» والذى لا يزال يتلقى عروضًا من مختلف بلدان العالم لرقص وإخراج عروض باليه.. وكيف يبتعد هذا العاشق لفنه عن خشبة المسرح الذى لم يفارقه لسنين طويلة.
بداية المعارك
يروى هانى حسن ويقول: بعد نجاح ثورة 30 يونيو وعودتنا للأوبرا شعرت بالفخر والإنجاز ثم بدأت معارك داخلية من نوعية «أنت فاكر نفسك عملت إيه».
مشاكل داخل أكاديمية الفنون التى أقوم بالتدريس بها فى معهد الباليه.
وقال إنه لم يحصل على الترقيات ثم تم استبعاده من التدريس بالمعهد «نظرًا لعدم الحاجة» فتمت إقالة 7 مدرسين وأنا منهم وبعد فترة تم إعادة الـ6 الآخرين لمواصلة العمل وأنا لم أعد.. وفى الأوبرا شعرت بأننى غير مرغوب.. مثلاً تكريمات الوزارة لم أحصل عليها مثل جائزة الدولة التشجعية التى كنت ولا أزال أتمنى الحصول عليها لتاريخى الفنى ومساهماتى لمدة 35 عامًا كراقص أول باليه، والراقص الوحيد الذى رقص فى 15 مسرح أوبرا حكومية ودولية كراقص زائر ولا أزال أعيش على أرض مصر.. وكنت واجهة لفرقة باليه القاهرة والأوبرا المصرية داخل وخارج مصر.. كنت أتمنى الحصول على هذا التكريم الرسمى.. ولكن هذا لم يحدث.
سر الاعتزال
يضيف هانى حسن أنه أعلن اعتزاله فى نهاية العام الماضى، والواقع أنه فُرض علىّ الاعتزال.. وأجبرت عليه.. وقد حدث ذلك بعد عودة فرقة باليه أوبرا القاهرة من روسيا وتقديمنا لعرض هناك على مسرح البولشوى..حدث موقف أنه من المفترض أن يكون المسئول هو المديرة الفنية ونائبها والنائب الثانى وليس المدرب الذى هو أنا.. فكنت راقصًا ومسئولاً وقدّمنا العرض وبعد عودتنا فوجئت بهم يطالبوننى بالاعتزال لأننى «كبرت وتخنت وشكلى وحِش».
والسؤال الآن: إذا كنت كل ذلك فلماذا تم اختيارى للسفر؟
شعرت أن الوزيرة فى ذاك الحين «نيفين الكيلانى» ورئيس الأوبرا والمدير الفنى ونائبيه يريدوننى أن أرحل.
صُدِمت لأن هذه الاتهامات جاءتنى فى نفس الفترة التى كنت قدمت بها عرض البولشوى وعرضين فى أوبرا مسقط وبطولة عرض (بحيرة البجع) هنا على المسرح الكبير.. لم يكن أمامى سوى اختيارين إمّا أواجه زملائى أو أنسحب فقررت الانسحاب، ولكن بعد أن أقدّم آخر عرض بوجود «بناتى» اللائى أدربهن فى أكاديمتى الخاصة.. ورغم موقفى فى مواجهة الإخوان؛ فإننى لا أعتبر نفسى استسلمت، لقد وافقت على الاعتزال.. وأنا لا أزال أقدّم فنًا للجمهور فى مسرح دار الأوبرا وخارج مصر.. وفى كل أزمة كنت أرى محبة الناس.
بعد الاعتزال
بعد الاعتزال يضيف هانى حسن أن الاعتزال حدث فى ديسمبر الماضى، وفى يناير فوجئت بعرض من أكاديمية فى ألمانيا تطلبنى للقيام بدور البطولة وإخراج عرض (الجميلة والوحش) هناك، وكان اختيارى من بين 27 راقصًا حول العالم.. وبالفعل قدمت هذا العرض فى مايو الماضى ولاقى نجاحًا كبيرًا لدرجة أن وزير الخارجية أرسل لى وللأوبرا جواب شكر وتم الإشادة بى وبالمجهود الذى بُذل فى العرض الذى كان نجاحه سببًا فى تجديد العرض من نفس الأكاديمية لأقدّم العام المقبل باليه (علاء الدين).
عن حياته الخاصة يتحدث هانى حسن أن زوجته روسية الجنسية وأنه رفض الحصول على أى جنسية أخرى غير الجنسية المصرية وسوف أعيش وأموت بجواز السفر المصرى والذى سافرت به للرقص فى أمريكا وروسيا وإيطاليا وألمانيا وغيرها وشاركت فى دعاية أوليمبياد أثينا وأوليمبياد بكين.. وكان من الممكن أن أحترف الرقص فى الخارج فى أى لحظة لكنى لن أترك بلدى.
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"
المصدر :" روز اليوسف "
0 تعليق