belbalady.net ويتحدث وزير الخارجية اللبناني يوسف رجّي في مقابلة حصرية عن هذا المشهد، مركزا على ملف ترسيم الحدود البرية والعلاقات بين البلدين، ومعلقا على أهمية قرار رفع العقوبات عن سوريا وانعكاسه على لبنان.
رفع العقوبات ومستقبل دمشق
قال رجّي إن رفع العقوبات عن سوريا سيساعد دمشق اقتصاديا ويقودها نحو الأفضل.
وشدد الوزير اللبناني في مقابلة حصرية مع "سكاي نيوز عربية"، على أن "هذه الخطوة ستساعد سوريا وتسرع عملية إعادة إعمارها".
ولفت رجّي إلى أن "إعادة الإعمار ستتجاوز الحدود السورية لتنعكس على لبنان بشكل إيجابي. بيروت ستستفيد بشكل غير مباشر من هذه التطورات.
وبحسب الوزير، فإن "رفع العقوبات عن سوريا سيجلب الازدهار للبلاد، وسيساعدها على النهوض الاقتصادي"، مشيرا إلى أن "تحسن الأوضاع الاقتصادية في سوريا سيقود إلى انخفاض أعمال التهريب على الحدود مع لبنان".
علاقة شائكة
أدت التطورات الأخيرة في سوريا منذ سقوط النظام في ديسمبر الماضي، إلى رسم طريق جديد ومختلف للعلاقة بين دمشق وبيروت بعد عقود من التوتر والسيطرة والأحداث الأمنية والسياسية التي أثرت على كلا البلدين.
فسلسلة الأحداث التي تبعت سقوط النظام في سوريا وانبثاق سلطة جديدة في لبنان مع انتخاب رئيس جديد للبلاد بعد حرب إسرائيلية بدلت من موازين القوى، انعكست على طبيعة العلاقة السياسية بين البلدين.
يقول الوزير يوسف رجّي إن "العلاقة اللبنانية السورية لم تكن صحية منذ عقود، وكل الأنظمة والسلطات التي تعاقبت على سوريا لم تعترف بدولة مستقلة اسمها لبنان. وهذا ينطبق بشكل رئيسي على نظام الأسد".
ويذكّر رجّي أن "النظام السابق في دمشق كان يعتبر لبنان دولة تابعة وليس مستقلة، عبر التلميح والتصريح بأن لبنان وسوريا شعب واحد في دولتين، وأن لبنان قطعة مسلوخة عن سوريا ولا بد ان تعود إلى سوريا".
ويقول رجّي إن "التمثيل الدبلوماسي غاب حينها بين البلدين بسبب عدم اعتراف دمشق بسيادة لبنان". وهذا الأمر انسحب على ملف ترسيم الحدود، وملفات خلافية أخرى.
مسار جديد للعلاقات اللبنانية السورية
سلكت العلاقة بين الجارتين مسارا مختلفا عن النهج الذي تم اعتماده ابان حكم الأسد بعد التطورات الأخيرة.
وتتالت الزيارات واللقاءات بين المسؤولين اللبنانيين والسوريين في محاولة للبدء من جديد، والبناء لعلاقة ندية بين دولتين.
والعقلية السورية السابقة التي تمثلت بالسيطرة الأمنية والسياسية على لبنان لم تعد موجودة في ظل الادارة الجديدة بقيادة الرئيس السوري أحمد الشرع.
وأكد كل من الشرع والرئيس اللبناني جوزيف عون في عدة تصريحات على العلاقات الندية والصحية والاستراتيجية بين لبنان وسوريا.
استعدادات لترسيم الحدود؟
في مايو 2025، فتحت فرنسا أرشيفها الذي يعود إلى اكثر مئة عام، وزودت كلا من بيروت ودمشق بوثائق وخرائط.
وأخرجت باريس وثائق وخرائط للحدود بين لبنان وسوريا في محاولة لايجاد حل نهائي للحدود الهشّة بين البلدين، باعتبار ان ترسيم الحدود البرية سيؤدي إلى ضبطها، والى إرساء الأمن على ضفتيها، وحلّ عشرات الملفات العالقة منذ عقود.
يكشف رجّي من مكتبه في وزارة الخارجية وسط بيروت طبيعة هذه الوثائق التي سلمت للبنان. ويقول إنها "وثائق سرية، تتضمن تحديدا فرنسيا للحدود بين لبنان وسوريا".
ويشير رجّي إلى أن هذه الوثائق سلمتها باريس للبنان وسوريا، بعد وعد تلقاه الرئيس اللبناني جوزيف عون من نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون بالحصول عليها أثناء الزيارة التي قام بها عون إلى العاصمة الفرنسية".
وهذه الوثائق عبارة عن خرائط تعود لعشرينات وثلاثينات القرن الماضي، إبان الانتداب الفرنسي على المنطقة.
ويرى رجّي أن "النظر إلى هذه الخرائط يحتاج إلى اختصاصيين وهو موضوع تقني "، مشيرا إلى أنه اطلع على الوثائق المكتوبة، "لكن الخرائط والنقاط الجغرافية تتطلب اختصاصيين".
وبحسب رجّي فإن "تسليم فرنسا هذه الوثائق والخرائط للبنان وسوريا يحمل اهميتين. اولا الاهمية التقنية التي تساعد في تثبيت وترسيم الحدود، والاهمية السياسية التي تتعلق بأن سوريا اليوم مستعدة للتعاون مع لبنان لترسيم الحدود بين البلدين".
ولفت رجّي إلى أنه قام بتسليم الوثائق الفرنسية إلى وزارة الدفاع اللبنانية حيث يقوم جهاز تقني مختص بترسيم الحدود باللازم لدراستها بشكل مفصل.
وبرأي الوزير اللبناني، فإن "عملية الترسيم معقدة وتتطلب وقتا ولا بد من لجنة تقنية مشتركة سورية-لبنانية للتعامل مع هذا الملف".
ويؤكد رجّي أن "مسألة ترسيم الحدود تحتل الأولوية بالنسبة للسلطات اللبنانية، تضاف إلى ملفات أخرى، كعودة النازحين السوريين وملف المفقودين اللبنانيين في سوريا".
ويتفق المسؤولون في لبنان ان ترسيم الحدود بين البلدين سينهي عقودا من المفاوضات المعلقة والمعطلة والحدود المعقدة والمتداخلة. ومن شأن ذلك ان يفتح صفحة جديدة في تاريخ البلدين.
ويضيف رجّي: "الادارة الجديدة في الشام تقول علنا خلال اجتماعاتنا الثنائية إنها تعترف نهائيا بدولة لبنان واستقلاله وتحترم سيادته ولن تتدخل في شؤونه الداخلية".
ويقول إن "الإدارة السورية تؤكد استعدادها العمل مع بيروت على ترسيم الحدود بين البلدين وتثبيتها".
الترسيم يسد بوابات التهريب
وبينما تتواصل أعمال التهريب على الحدود اللبنانية السورية، يقول رجّي إن "ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا سيساعد بشكل كبير على ضبط عمليات التهريب". مشيرا إلى أن "قضية التهريب مسألة صعبة بسبب طول الحدود والتداخل الجغرافي بين الجانبين السوري واللبناني، اضافة إلى عدم توافر الامكانات الكافية".
ويضيف رجّي: "الجيش اللبناني يعمل بكل جهد وطاقة ويحاول ضبط الحدود ومكافحة تهريب البشر والمخدرات والمحروقات والسلع".
ويشير رجّي إلى أن "هناك دول عدة تساعدنا في تقنيات المراقبة ونحن نسير على الخط الصحيح". ويردف بالقول: "لا يوجد دولة في العالم يمكن أن تضبط حدودها بنسبة مئة في المئة لكننا نحاول تحقيق ذلك قدر المستطاع".
ويختم الوزير كلامه عن الحدود بالقول: "هدفنا ضبط الحدود بشكل كامل ونهائي، ولبنان وسوريا يعززان قدراتهما في هذا الإطار".
ويشدد رجّي على أنه "عندما يكون هناك دولتين قويتين وقادرتين تصبح هذه الحدود قوية وغير هشّة، وهذا ما نعمل عليه".
في الحلقة الثالثة من سلسلة "النقطة صفر" تحقيق خاص عن تهريب السلاح على الحدود اللبنانية السورية وكيف تحولت هذه المنطقة إلى طريق أساسي لإمداد السلاح لحزب الله على مدى سنوات قبل أن تتغير المعطيات بعد سقوط النظام السوري والتغيرات التي طرأت في لبنان.
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"
المصدر :" yahoo "
0 تعليق