: شهادة شاعر كبير على يوم استعاد فيه المصريون دولتهم من سطوة المرشد جمال بخيت: 30 يونيو قضت على الجزء الملوث فى 25 يناير

روز اليوسف 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كتب

عبدالله رامى

«30 يونيو ما بدأش يوم 30 يونيو».. بهذه الجملة الحاسمة بدأ الشاعر والكاتب الصحفى الكبير جمال بخيت شهادته لأحداث الثورة التى أطاحت بحكم جماعة الإخوان فى مصر، معتبرًا أن التاريخ الحقيقى لتلك اللحظة بدأ مع الإعلان الدستورى الذى أصدره محمد مرسى، واصفًا إياه بأنه «الإعلان الدستورى القذر» الذى جرّد مؤسّسات الدولة من صلاحياتها لصالح مكتب الإرشاد.

 

يرى «بخيت» أن هذا الإعلان كان الشرارة الأولى، وقد تجلّى الرفض الشعبى سريعًا عبر مظاهرات واعتصامات فى محيط قصر الاتحادية، ثم فى مشهد لم يُنسَ، حين اعتصم المثقفون فى وزارة الثقافة لمنع وزير محسوب على الجماعة من تولى منصبه.. يقول عن تلك اللحظة: «كان البيان العملى الأهم من قوى الثقافة لكل الشعب المصرى».

ويستدعى «بخيت» واحدة من محطات التصعيد المؤثرة: «تعيين مرسى لسبعة محافظين جُدُد من الإخوان، والمفارقة أن محافظ الأقصر الذى تم تعيينه كان من ضمن المتهمين فى حادث الأقصر الإرهابى.. وقتها الناس نزلت وحاصرت دواوين المحافظات، ومنعت المحافظين الجُدُد من دخول مكاتبهم.. زَىّ ما عَملنا مع وزير الثقافة، عملوا هم فى المحافظات من تلقاء أنفسهم، مش بأوامر من حد، ده كان الشعب لوحده اللى قرّر».

أمّا عن حجم الطمأنينة التى شعر بها الإخوان فى الحكم؛ فيرجعها «بخيت» إلى «التحالفات الخارجية»، وعلى رأسها المخابرات الأمريكية، قائلاً: «هم كانوا واثقين إنهم قاعدين 500 سنة زى ما قالوا، مش علشان شعبيتهم؛ لكن لأن فى أجهزة وراهم بتمولهم وتحميهم.. كانوا فى حالة غرور أدت للفجور».

بشكل واضح يرى «بخيت» أن الإخوان لم يأتوا إلى الحكم بديمقراطية حقيقية؛ بل بدعم مالى خارجى فادح: «الحد الأقصى للدعاية الانتخابية كان 10 مليون جنيه لكل مرشح، وهم صرفوا فوق 30 مليار جنيه.. دى ماكنتش انتخابات حقيقية أو ديمقراطية زى ما بعض الناس تظن».

ورغم أنه لم يكن يعرف مؤسّسى «تمرُّد» شخصيًا؛ لكنه تنبّأ بنجاح 30 يونيو قبل حدوثها. قبلها كان ضيفًا على الهواء مع الإعلامية لميس الحديدى يوم 28 يونيو، وقال بثقة على الهواء:

«الناس هتنزل فى كل المحافظات، مش بس القاهرة.. وده مش بناءً على معلومات سياسية؛ لكن لأن أى حد بسيط كنت بقابله، من سواق التاكسى للسّت اللى بتساعد فى البيت، كان بيسألنى: منين نجيب استمارات تمرُّد؟».

بل يذهب إلى أبعد من ذلك، حين يقول إن حتى فى الجنازات، كان الناس يسألونه عن استمارات تمرُّد: «الناس كانت جاهزة تنزل، حتى لو ما مضوش على الاستمارات، كانوا حاسّين إن ده يومهم.. 30 يونيو كان فى ضمير الناس قبل ما يكون فى الشارع».

وبَعد مرور أكثر من عقد، يرى «بخيت» أن الحدثين- يناير ويونيو- هما توأمان تاريخيان، أحدهما فتح الباب على الحقيقة، والثانى أغلقه فى وجه من حاولوا سرقتها.. يقول: «يناير كانت ثورة ضرورية ضد التراخى والفساد وتراجع دور مصر. بس اللى حصل إن فى وسط الصدق اللى كان فيها، تسللت أطراف مؤامرة.. و30 يونيو جاءت لتقطع الجزء التآمرى الملوث من 25 يناير».

ويختم الشاعر الكبير جمال بخيت شهادته بجملة تلخّص المعركة كلها:

«30 يونيو كانت لحظة استعادة صورة الشعب المصرى.. علشان تكون خالصة لوجه مصر، مش لوجه الإخوان، ولا لوجه من كانوا وراء الإخوان».

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" روز اليوسف "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??