كشفت مصادر أميركية ودولية، مساء الإثنين، أن الجيش الأميركي كان على علم مسبق بالهجوم الإيراني على قاعدة العديد الجوية في قطر، في خطوة تشير إلى تنسيق غير مباشر لتفادي الخسائر البشرية.
وأكدت كل من واشنطن والدوحة اتخاذ إجراءات احترازية شملت إخلاء القاعدة قبيل الضربة، وسط تصعيد عسكري متبادل بين إيران والولايات المتحدة في أعقاب استهداف منشآت نووية إيرانية.
تنسيق مسبق وتحذيرات إيرانية
نقلت شبكة "فوكس نيوز" عن مسؤولين أميركيين أن الجيش الأميركي لم يُفاجأ بالضربة، وكان مستعدًا لها بالكامل، مشيرين إلى أن المعلومات الاستخباراتية والتقديرات الميدانية رجّحت الهجوم في توقيته وموقعه. كما أفادت وكالة "رويترز" بأن إيران أبلغت الولايات المتحدة وقطر قبل ساعات من تنفيذ الضربة.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن طهران نسقت بشكل غير مباشر مع الدوحة لتقليل الأضرار، ما يفسر نجاح عملية الإخلاء وسلامة الجنود والعاملين في القاعدة.
الإجراءات القطرية: إخلاء مسبق وصدّ محكم
أعلنت وزارة الخارجية القطرية أن قاعدة العديد كانت قد أُخليت في وقت سابق، ضمن إجراءات احترازية معتمدة. وأكدت أن الدفاعات الجوية القطرية تصدّت للهجوم بنجاح، وأنه لم تسجّل أي إصابات أو خسائر بشرية.
كما شددت وزارة الدفاع على جاهزية القوات المسلحة القطرية، وطمأنت المواطنين والمقيمين بأن الأجواء القطرية آمنة وتحت السيطرة.
قاعدة العديد وأهميتها الاستراتيجية
قاعدة العديد الجوية تقع جنوب غرب العاصمة القطرية الدوحة، وتُعدّ أكبر منشأة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط، حيث تضم أكثر من 10 آلاف جندي أميركي. وقد لعبت دورًا محوريًا في العمليات الأميركية في العراق وأفغانستان وسوريا.
تفاصيل العملية الإيرانية
في بيان رسمي، أعلن الحرس الثوري الإيراني تنفيذ عملية أطلق عليها اسم "بشائر الفتح"، استهدفت القاعدة بـ "صواريخ مدمرة وقوية"، ردًا على ما وصفه بـ "العدوان الأميركي على المنشآت النووية السلمية".
ورغم استهداف الأراضي القطرية، أكد البيان الإيراني أن "الهجوم لا يمثل تهديدًا لدولة قطر"، ما يبرز رغبة طهران في حصر المواجهة مع واشنطن.
تكشف الوقائع أن الهجوم الإيراني على قاعدة العديد كان محسوبًا بدقة لتفادي التصعيد الإقليمي المباشر مع قطر، إذ تشير التقارير إلى تنسيق غير معلن بين طهران، والدوحة، وواشنطن لضمان خلو القاعدة من الأفراد خلال الضربة، وهو ما يعكس معادلة "التصعيد المضبوط" التي تحاول إيران فرضها للرد دون الانزلاق إلى حرب شاملة.
في المقابل، هذا النوع من الهجمات قد يعزز الضغوط الأميركية والدولية لعزل طهران، ويدفع دول الخليج إلى مراجعة مواقفها الأمنية في ظل تحول المواجهة إلى قلب المنطقة.
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"
المصدر :" النبأ "
0 تعليق