عمّان، الأردن (CNN) -- يبحث زوار الأردن وقاطنوه اليوم، عن وجهات جديدة تحاكي تجارب المجتمع المحلّي ببيئته التراثية الأصيلة في القرى والأرياف، والاستمتاع بتناول أطباق معدّة من مكونات غذائية بلدية وطازجة على طريقة الأجداد، بعيدا عن صخب المدينة وووجهات الإقامة الفاخرة.
تحولت مئات المنازل في الأرياف والبوادي في الأردن، إلى بيوت ضيافة محلّية تقدم تجربة المجتمع المحلي من خلال سكان المنازل وتحديدا النساء، عبر المشاركة بإعداد الأطباق التقليدية مع الزوار المحليين والسيّاح، من دون أن تضيع فرصة التعرف أيضا على العادات والتقاليد الخاصة بالمنطقة ومعايشة حياة الريف.
وأدخلت هذه المشاريع مفهوما جديدا للسياحة في الأردن، يقوم على معايشة تجارب المجتمع المحلي، حيث أطلقت وزارة السياحة الأردنية منصة Travel Jordan، وهي مخصصة لعرض معلومات وتفاصيل هذه التجارب القائمة منها والناشئة تحت مُسمى "السياحة الريفية والزراعية".
منتجات الأجداد
حوّلت الأردنية ميسر الحياري منزلها الريفي وأرضها الزراعية الصغيرة في منطقة وادي شعيب بمحافظة البلقاء منذ سنوات، إلى بيت ضيافة يحمل مسمى "منتجات الأجداد"، حيث تحرص على استقبال زوارها بابتسامة رحبة، مرتدية الزي التقليدي لمنطقتها.
تجالس الحياري المعروفة بأم عمر، كل زائر في فناء بيتها الريفي، وتشرح له قائمة الطعام التي تقدم من المنتجات البلدية الطبيعية، خاصة المربّيات، التي بدأت تصنعها منذ سنوات من كميات المنتجات الزراعية الفائضة عن الحاجة، إذ اشتهرت الحياري بمربيّات الحمضيات العضوية، ومخللات الزيتون، والجبن البلدي، ودبس الرمان وتخزينها.
قالت الحياري في مقابلة مع موقع CNN بالعربية، إنها كانت تقدم هذه الأطعمة لزوار للمنطقة من الأجانب وغيرهم، وكان الطلب يزداد عليها حتى قررت أن تبيع هذه المنتجات.
وأصبح بيتها الريفي الذي وسعته على مدار سنوات، وجهة جذابة للزوار من داخل الأردن وخارجها، وخصصت غرفة للأثواب التراثية الأردنية لتهديها لكبار الزوار كتذكار .
تعمل مع الحياري ما يقرب من 20 امرأة في المنطقة بشكل دوري لإعداد واستقبال الزوار، عدا عن قرابة استفادة 40 عائلة من المنطقة التي تزودها بالمنتجات الزراعية والألبان وغيرها.
أفران الحطب
أسست الأردنية صباح بني سلمان المعروفة بأم أحمد، المقيمة في منطقة كفرنجة بمحافظة عجلون شمال الأردن، "بيت الضيافة -فطور أم أحمد" منذ نحو 7 سنوات، حيث اضطرت بعد إصابة والدتها بالمرض أن تخبز بنفسها خبز القمح الريفي في المنزل، ليتطوّر الأمر لتصنيع الفرن الخاص به المعروف باسم "الوقّادية أو فرّان الوقدة" باللهجة المحلية.
وأوضحت بني سلمان في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: "ترعرعت في منزل ريفي، وكانت أمي تصنع خبز القمح الخالص، لم أعتد تناول خبز السوق حتى أقعدها المرض، وقررت أن أصنعه بمنزلي في فرن خاص كنا نقوم بتحضيره من قشر القمح".
وأضافت أن "الفكرة راجت خلال جائحة كورونا، حيث طلب بعض المعارف مني المشاركة في عدة معارض للمنتجات الريفية، حتى أسست صفحة على منصات التواصل الاجتماعي، مخصصة لصناعة الأفران الوقادية، وأصبحت مطلوبة".
في وقت لاحق اقترحت إحدى المنظمات الدولية على بني سلمان، توسيع فكرة المشروع لاستضافة مجموعات سياحية محلية وأجنبية للمشاركة في تجربة صناعة الخبز الريفي، وكذلك تجربة الحياة الريفية في منزلها الذي قامت بتوسعة ساحاته الخارجية تدريجيا، ما جعلها تقدم للزوار أيضَا تجربة الخبز البلدي، والفطور البلدي، والأكلات الأردنية التقليدية.
طبق "الكشكة"
تحرص بني سلمان على تقديم أطباق أردنية شعبية من وحي تراث عجلون والمناطق الأخرى، مثل المنسف الأردني، والمقلوبة، والمسخّن بفرن الحطب، وقلاية البندورة والبيض الطازج المقلي بالسمنة البلدية والمقدوس، حيث تزود المزارع المجاورة ونساء المنطقة مطبخها بمنتجات عضوية .
لكن أكلة "الكشكة" هي الأكثر تميزا في بيت ضيافتها، وتتكونّ من جريش القمح مع اللبن.
وأشارت بني سلمان إلى أن المشروع المرتبط بموسم السياحة تستفيد منه ما يقرب من 10 نساء كمزودات للمنتجات الزراعية والألبان، و6 نساء في الطهي والإعداد، و10 شبان لتقديم الضيافة للزبائن.
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"
المصدر :" cnnarabic "
0 تعليق