: ضم الضفة الغربية مقابل نجاحه فى الانتخابات: الإنجيليون يضغطون على ترامب لرد الجميل

روز اليوسف 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كتب

مرڤت الحطيم

ينتظر المسيحيون الإنجيليون الذين قدموا خدمة كبيرة للرئيس الأمريكى دونالد ترامب أثناء الانتخابات الرئاسية حيث صوت نحو 80 % لصالحه رد الجميل والسماح لإسرائيل بضم الضفة الغربية، وذلك استنادا إلى الوعد الذى قطعه الرب لليهود فى الكتاب المقدس. وأضافت إفرات ليڤنى مراسلة نيويورك تايمز فى تقرير وهى من المساهمين فى تغطية حرب إسرائيل على قطاع غزة أن المسيحيين الإنجيليين يسعون لإيجاد طريقة لضم أراضى الضفة الغربية التى ينظر إليها على الصعيد الدولى على أنها مخصصة للدولة الفلسطينية المستقبلية.

وتابعت ليڤنى أن أنصار ترامب من الإنجيليين البارزين يحرصون على زيارة إسرائيل وتوقيع عرائض تطالب بضم الضفة ويحشدون الدعم فى الكونجرس الأمريكى لمطالبهم.

وزادت أن القادة الإنجيليين هم جزء من حركة المسيحية الصهيونية وتؤمن بأن الأرض أعطيت لليهود فى الكتاب المقدس، ويؤمنون بأن المسيحيين الذى يساعدون فى تحقيق الوعد التوراتى مباركون، وأن تأسيس دولة إسرائيل الكبرى يشير إلى تحقق نبوءات توراتية أخرى وخاصة نهاية العالم والمجىء الثانى ليسوع (المسيح عيسى عليه السلام). ووفقا للكاتبة إفرات ليڤنى، فإن من أبرز المجموعات التى تعمل فى هذا الإطار مجموعة القادة المسيحيين الأمريكيين من أجل إسرائيل، والتى ترفض أن تمارس الإدارة الأمريكية أى ضغط على إسرائيل، وتصف نفسها وهى التى تأسست قبل عقد من الزمان بأنها شبكة تضم نحو 3 آلاف زعيم مسيحى يمثلون عشرات الملايين من المسيحيين الأمريكيين الذين يدافعون عن الحقيقة التوراتية والدعم الثابت المستمر لإسرائيل.

وتوضح الكاتبة أن أنصار ترامب من المسيحيين الإنجيليين يأملون منه دعم مشروع ضم الضفة الغربية حتى ينتهى أى نقاش بخصوص إقامة دولة فلسطينية مستقبلا. وشرحت بأن هذه المطالب تأتى متزامنة مع إعطاء حكومة بنيامين نتنياهو الضوء الأخضر لبناء المستوطنات وتوسيعها فى الضفة الغربية بوتيرة أسرع من الماضى، ووسط مداهمات عسكرية مكثفة فى المدن الفلسطينية منذ يناير وتشريد آلاف الفلسطينيين. وقالت إفرات ليڤنى إن بعضا من قرارات ترامب شدت من عضد المسيحيين الإنجيليين، حيث أيد الشهر الماضى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وألغى فى يناير أمرا تنفيذيا للرئيس الأمريكى السابق بايدن كان يسمح بفرض عقوبات على مستوطنين فى الضفة.

كما اختار ترامب عناصر من هذا التيار لشغل مناصب رئيسية فى إدارته، وبينهم باولا وايت كاين مستشارة لمكتب الإيمان فى البيت الأبيض، والذى أنشئ حديثا. وتوضح الكاتبة أن العديد من الإنجيليين لديهم خط مباشر مفتوح مع البيت الأبيض. ومن اللافت أن تشير إفرات ليڤنى فى تقريرها بنيويورك تايمز إلى أن الإنجيليين الأصغر سنا يتبنون بشكل متزايد وجهة نظر أكثر انفتاحا تركز على حقوق الإنسان والعدالة والتعاون المتبادل مع جميع الأطراف.

 

وتابعت أن استطلاعا للرأى، كان قد أجرى فى 2021 بتكليف من جامعة نورث كارولاينا، أظهر أن هناك تحولا حادا فى المواقف بين الإنجيليين الأصغر سنا بين 2018 و2021، حيث انخفض دعمهم لإسرائيل من 75 % إلى أقل من 35 %، وذلك إلى جانب ارتفاع فى الرغبة فى رؤية سياسة أمريكية تعكس أيضا وجهة نظر فلسطينية، ولا تختزل كل شىء فى وجهة النظر الإسرائيلية.

وعلى جانب آخر ذكرت شبكة فوكس نيوز أن مجموعة مؤثرة من المسيحيين الأمريكيين تسمى أصدقاء صهيون تسعى لدفع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للاعتراف بسيادة إسرائيل على الضفة الغربية. وأوضحت الشبكة أن هذه المجموعة أكدت علنا حق الشعب اليهودى فى الضفة الغربية باعتبارها القلب التوراتى لإسرائيل، وتضم منظمة أصدقاء صهيون نحو 30 مليون عضو. ونقلت فوكس نيوز عن مؤسس المنظمة مايك إيفانز قوله إن الإنجيليين منحوا ترامب الرئاسة، وإنه سيدعم موقفهم. وكان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أعلن الشهر الماضى أن إدارته ستصدر إعلانا بشأن هذه المسألة فى الأسابيع المقبلة. وسلط بحث مشروع القانون الإسرائيلى لشرعنة ضم المستوطنات فى منطقة القدس الضوءَ على خطط الاحتلال المتواصلة لتفكيك الضفة الغربية، وعزل القدس الشرقية وسكانها عن بقية الأراضى الفلسطينية؛ كما لا تتوقف جهود الحشد الإنجيلى الداعم لإسرائيل لأسباب عقائدية، الضاغطة على البيت الأبيض لجنى المزيد من المكاسب لإسرائيل على حساب الشعب الفلسطينى دون الاكتراث بالحقوق العربية المشروعة وسط تجاهل الاعتبارات التاريخية والقانونية والإنسانية المشروعة. ويقود الحراك الإنجيلى المطالب بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على أراضى الضفة الغربية باستخدام اللفظ العبرى يهودا والسامرة- والكثير من المؤسسات والمنظمات والكنائس الإنجيلية، وتعد منظمة القادة المسيحيين الأمريكيين من أجل إسرائيل (ACLI) إحدى أهم هذه الجهات الضاغطة بهذا الاتجاه.

وتؤمن هذه المنظمة وغيرها بحق الشعب اليهودى فى يهودا والسامرة باعتبارها معقل إسرائيل التوراتى وسبق ووقع 3000 من القادة الدينيين وثيقة سلموها للرئيس الأمريكى دونالد ترامب أثناء حملته الانتخابية الرئاسية تطالبه بدعم ضم إسرائيل للضفة الغربية، وفى تجمع عقد بمدينة دالاس بولاية تكساس، أكدت المنظمة على حق الشعب اليهودى غير القابل للتصرف فى يهودا والسامرة أى الضفة الغربية، حيث يمثل هذا الإعلان الذى يدعمه أكثر من 200 قس مسيحى وقادة تنظيميين موقفا موحدا يمثل ملايين المسيحيين الأمريكيين، الذين يدافعون عن سيادة إسرائيل على موطن أجدادها، وجاء الاجتماع تزامنا مع قرب إصدار ترامب قراره حول مستقبل الضفة الغربية، حيث سبق أن رد على سؤال وجه له بتاريخ 5 فبراير الماضى حول احتمالية الاعتراف بضم إسرائيل للضفة الغربية، قائلا إنه سيصدر إعلانا بشأن هذه المسألة فى غضون 4 أسابيع تقريبا. 

وحشدت المنظمة جهود الإنجيليين على مدى العقد الماضى خاصة بين كبار القادة المسيحيين للدفاع عن إسرائيل خلال اللحظات الحاسمة بالعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث قامت منذ تأسيسها عام 2015 بتسخير النفوذ الجماعى للحركات والكنائس الإنجيلية لدعم إسرائيل وزيادة الوعى حول ما يعتبرونه تهديدات من الدول المجاورة أو من الفلسطينيين أو حتى داخل الولايات المتحدة متمثلا فى ظاهرة معاداة السامية. ويذكر موقع المنظمة أن جهودها ساعدت فى تأمين التزام دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وفى أعقاب هجوم حركة حماس فى 7 أكتوبر 2023 اتخذت المنظمة التى تترأسها السيدة سوزان مايكل منحنى أكثر حسما تجاه ضرورة اعتراف أمريكا بسيادة إسرائيل على كامل الضفة الغربية.

وتستغل هذه المنظمات ضخامة صوتها الانتخابى لخدمة أهداف إسرائيل، فبدون أصوات الإنجيليين المسيحيين البروتستانت ما كان يمكن للرئيس دونالد ترامب الفور بانتخابات 2024 أو حتى انتخابات 2016. وتمثل كتلة الإنجيليين ما نسبته 41 % من إجمالى الناخبين الأمريكيين، ويمكن تصنيف هذه الكتلة الذى تصل نسبة دعم ترامب بينها إلى ما يقرب من 72 % ككتلة بيضاء محافظة فى أغلبها، تؤمن بحق إسرائيل الإلهى فى كل أراضى فلسطين بما فيها الضفة الغربية ومدينة القدس. وترتفع هذه النسبة لتصل إلى 81% بين الإنجيليين البيض، وبين متبعى طائفة البنتوكوستاليزم وليس من المستغرب أن تطالب هذه الفئة ترامب برد الجميل، ممثلا فى ضرورة اعترافه بسيادة إسرائيل على كل الضفة الغربية، كما سبق وفعل الشىء نفسه مع مدينة القدس ومرتفعات الجولان.

ويروج الإنجيليون لعدد من الادعاءات التى تكتسب زخما بين المتدينين المسيحين الغربيين داخل وخارج الولايات المتحدة، وتعد منظمة أصدقاء صهيون إحدى الجهات الفعالة لدفع ترامب باتخاذ قرار دعم ضم إسرائيل للضفة الغربية، وهى مؤسسة غير ربحية مقرها مدينة فينيكس بولاية أريزونا، ويترأسها الدكتور مايكل إيفانز. وتذكر المنظمة أنها موجودة لحراسة الشعب اليهودى والدفاع عنه وحمايته والصلاة من أجل سلام القدس وتذكر أيضا نحن ملتزمون بتشجيع الآخرين على الصلاة من أجل سلام أورشليم وشعب الله المختار. ويقول رئيسها إيفانز أعطى الإنجيليون ترامب الرئاسة، وهو سيدعم موقفنا مما جاء فى الكتاب المقدس، ولهذا السبب اختار مايك هاكابى سفيرا فى القدس، وهو الذى يدعم السيادة الإسرائيلية على يهودا والسامرة، وادعى إيفانز فى حديث لشبكة فوكس الإخبارية أن منظمته تضم 30 مليون عضو من مختلف دول العالم.

ويؤكد إيفانز أن الإنجيليين يدعمون إسرائيل لأنهم يؤمنون بالوضوح الأخلاقى الخير مقابل الشر، فهم أصدقاء صهيون، إنهم يرون اليهود يقتلون لأنهم يهود، وليس بسبب الأرض؛ فى حين يقول القس جون هاجى رئيس مجلس إدارة «المسيحيين المتحدين من أجل إسرائيل» وهى إحدى أهم المؤسسات الإنجيلية الداعمة لإسرائيل، إن الإنجيليين يعرفون أن إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب سيحافظ دائما على كلمته لبنى إسرائيل من البداية إلى النهاية، والكتاب المقدس وثيقة صهيونية تفرض على جميع المؤمنين الوقوف مع إسرائيل وشعبها ومباركتهم.

ويضيف القس المقرب من ترامب «منذ ما يقرب من نصف قرن، كنت أعظ برسالة مفادها أن إسرائيل لا تحتل الأرض، وإسرائيل تمتلك الأرض، والتى تم تسجيل سند ملكيتها فى صفحات الكتاب المقدس، لقد وهبها الله الأرض للشعب اليهودى إلى الأبد. 

 

الجدير بالذكر أن اتفاق أوسلو الموقع عام 1993 بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وبرعاية وصياغة أمريكية فى عهد إدارة الرئيس السابق بيل كلينتون، قسم الضفة الغربية إلى 3 مناطق: مناطق (أ) تحت الولاية الفلسطينية الكاملة، ومناطق (ب) تحت الإدارة المدنية الفلسطينية والسيطرة الأمنية الإسرائيلية، ومناطق (ج) تحت السلطة الإسرائيلية الكاملة.

 

وطورت خطة ترامب لسلام الشرق الأوسط والتى عرفت بصفقة القرن ضم إسرائيل أجزاء إضافية من أراضى الضفة الغربية، ولكن تم تأجيلها بعد التوصل للاتفاقيات الإبراهيمية مع عدد من الدول العربية. ويقوم الجيش الإسرائيلى بشن عمليات ضخمة داخل مدن الضفة، وقام مؤخرا بتهجير قسرى لأكثر من 60 ألف شخص من سكان مخيم جنين، وقتل ما لا يقل عن ألفى فلسطينى خلال العام الأخير داخل مدن ومخيمات الضفة الغربية الواقعة نظريا تحت حكم السلطة الفلسطينية.

منظمة أصدقاء صهيون أسسها الصحفى الأمريكى الإنجيلى مايك إيفانز ويقع مقرها فى مدينة القدس، تهدف لتعزيز الدعم المسيحى لإسرائيل، وتروج للمسيحية الصهيونية. وتدير المنظمة متحفا باسمها تعرض فيه قصص غير اليهود الذين دعموا إسرائيل، وتركز على تعزيز الدعم المسيحى لإسرائيل حول العالم، وتدير متحفا يسلط الضوء على الشخصيات غير اليهودية التى دعمت إسرائيل والصهيونية، وتحظى المنظمة بدعم رسمى من سياسيين إسرائيليين بارزين، بمن فيهم رؤساء الحكومة، وبلغ عدد أعضائها نحو 30 مليونا عام 2025.

وتهدف المنظمة لتعزيز الدعم المسيحى لإسرائيل، وتؤمن بأنه واجب دينى وتسعى لتوحيد المسيحيين الصهاينة حول دعم إسرائيل سياسيًا ومعنويًا وماديًا وتعمل على مواجهة ما تسميه معاداة السامية فى العالم عبر الترويج لإسرائيل واليهود وللصهيونية المسيحية، كما تسعى إلى كسب تأييد القادة والسياسيين والأمريكيين والغربيين لدعم إسرائيل.

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" روز اليوسف "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??