«العدوى» أكبر خطر يطارد المرضى وأسرهم داخل معظم المستشفيات الحكومية فى المنيا، خاصة المترددين على وحدات الغسيل الكلوى، وعلى حضَّانات الأطفال حديثى الولادة، نظراً لسوء الأوضاع داخل هذه المستشفيات والمراكز الطبية والوحدات الصحية، وعدم الاهتمام بنظافتها، والتقاعس عن اتخاذ إجراءات مكافحة العدوى بها، الأمر الذى يشكل أيضاً تهديداً خطيراً على العاملين ضمن أطقم التمريض بها، الذين يشكو معظمهم من أنهم يعيشون واقعاً مريراً، فى الوقت الذى لا يتجاوز فيه «بدل العدوى»، الذى يتم صرفه لهم، 19 جنيهاً شهرياً.
«جمال رمضان»، موظف بالمعاش، تحدث لـ«الوطن» عن ظروف إصابته بالعدوى قائلاً إنه بدأ يتردد على أحد المستشفيات الحكومية فى مدينة المنيا، قبل ما يقرب من سنة، للخضوع لجلسات الغسيل الكلوى، وكان يعلم أنه مصاب بالتهاب كبدى فيروسى «سى»، ولكن كان الفيروس «كامناً»، وبعد إجراء أول جلسة غسيل كلوى، بدأت حالته الصحية فى التدهور، وحينما أجرى بعض التحاليل فى أحد المراكز الطبية الخاصة، فوجئ بأن الفيروس أصبح «نشطاً»، وأبلغه الأطباء أنه على الأرجح أصيب بالعدوى نتيجة استخدام أجهزة غسيل كلوى ملوثة بالفيروس.
ولفت «رمضان» إلى أن معظم وحدات الغسيل الكلوى بالمستشفيات الحكومية تعانى ضعف الإمكانيات، وقلة عدد المتابعين للأجهزة من أطقم التمريض والأطباء، فضلاً عن الإهمال والتردى الذى أصاب غالبيتها، حيث إن الأرضيات عادة ما تكون غير نظيفة، كما أن بعض مرافقى المرضى يقومون بممارسات تؤدى إلى تلوثها، مثل تناول الأطعمة والمشروبات والوجبات السريعة، واعتبر أن المشهد العام فى تلك الوحدات، فى حد ذاته، يصيب المريض بحالة من الأذى النفسى، ويشعر بالاستياء فى كل مرة يذهب لإجراء جلسة غسيل كلوى، وغالبيتهم ينتظرون مرور وقت الجلسة بفارغ الصبر، حتى يعودوا إلى منازلهم، وبعضهم يتمنى ألا يعود إلى المستشفى مرة أخرى.
أما محمد عبدالموجود، أحد أهالى المنيا، فقال إنه قبل نحو شهرين رُزق بمولود ذكر، وطلب منه الطبيب أن يودعه إحدى حضَّانات الأطفال لمدة 3 أيام على الأقل، نظراً لإصابته بـ«الصفراء»، ونظراً لأن مصاريف اليوم فى الحضَّانات الخاصة يتكلف نحو 500 جنيه، اضطر أن يودع طفله فى حضَّانة بمستشفى حكومى، وبعد مرور يومين، طلب منه أحد الأطباء المشرفين على الوحدة أن يأخذ الرضيع إلى المنزل، بداعى تحسن حالته الصحية، وعندما حاول إقناع الطبيب ليسمح ببقاء الطفل ليومين آخرين، أصر الطبيب على خروج الطفل، مؤكداً أن بقاءه فى الحضَّانة لفترة أطول قد يعرضه للإصابة بعدوى فيروسية.
من جانبها، أكدت «انتصار رئيف»، نقيبة التمريض بالمنيا، عدم وجود إحصائيات بعدد الممرضين والممرضات الذين أصيبوا بالعدوى بسبب مباشرة عملهم، وقالت إنه فى حالة حدوث إصابة لأحد من أطقم التمريض، تصرف له النقابة منحة بقيمة 2900 جنيه لمرة واحدة، وأشارت إلى أن جميع المستشفيات توجد بها غرف مكافحة العدوى، مسئولة عن توعية الممرضين، كما تعقد نقابة التمريض دورات توعوية وتدريبية للممرضين، خاصة الجدد منهم، بالاشتراك مع قسم الإدارة الثقافية الصحية بمديرية الصحة بالمحافظة، مشيرة إلى أن النقابة تقوم أيضاً بتوجيه بعض الإرشادات إلى أعضائها، بشكل مستمر، لحمايتهم من التعرض للعدوى، تتضمن التعامل مع أى حالة مرضية، حتى وإن كان طفلاً، باعتبار أنه «حامل للفيروس»، واتخاذ جميع الاحتياطات والتدابير اللازمة، وأيضاً الحرص على ارتداء القفازات الطبية، وغسل وتطهير الأيدى بشكل مستمر.
بالبلدي | BeLBaLaDy
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"
المصدر :" الوطن "
0 تعليق