كتب
أحمد عبدالعظيم
فى قلب القاهرة التاريخية، ظلت منطقة تلال الفسطاط لعقود أحد أكبر مقالب القمامة فى مصر، من حيث المساحة وحجم ما تحويه من المخلفات بكل أنواعها، كانت المنطقة التى تطل على متحف الحضارة الوطنى ومجمع الأديان ومسجد عمرو بن العاص، قطعة مثالية للعشوائية والقبح، تملؤها بقع ضخمة من مياه الصرف الصحى والحيوانات النافقة والروائح الكريهة، لا مكان فيها لأى مظهر جمالى، ولا متنفس للبشر، رغم موقعها المتميز.
وفى ذات المنطقة، وبعد جهود استمرت سنوات، تحولت المنطقة إلى أكبر حديقة مركزية فى الشرق الأوسط على مساحة 500 فدان.
ومؤخرًا، شهد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، تدشين مهرجان الفسطاط الشتوى الأول 2025، بانطلاق أمسية للموسيقار عمر خيرت على مسرح الأرينا بحديقة تلال الفسطاط، الذى تم تشييده على هضبة مرتفعة تتيح رؤية بانورامية فريدة، تجمع بين أهرامات الجيزة وقلعة صلاح الدين الأيوبى، ليروى هذا الإنجاز الفريد كيف يمكن تحويل القبح والعشوائية بالعمل والجهد والتخطيط، وبتوجيهات مباشرة من الرئيس السيسى، إلى جمال صافٍ.
معلم حضارى
وفى سياق العمل على تطوير المنطقة، واستغلال موقعها الفريد بحيث تخدم الحركة السياحية المتنامية، وتضيف للأهالى متنفسًا ومظهرًا حضاريًا، تم نقل جميع قاطنى المنطقة العشوائية إلى مجمعات سكنية متكاملة الخدمات بمستوى معيشى راقٍ، فيما أصبحت المنطقة نفسها متنفسًا فريدًا تتوسطه هضبة مرتفعة تتيح رؤية بانورامية فريدة.
مناطق استثنائية
تضم تلال الفسطاط حاليًا 8 مناطق متميزة، هي:
- حدائق وتلال خضراء
- نهر صناعى
- مناطق ترفيهية وخدمية.
- بحيرة عين الصيرة المُعاد تأهيلها.
- ساحة مسجد عمرو بن العاص.
- منطقة التلال والوادى (تضم 3 تلال متباينة الارتفاع: تلة القصبة – تلة الحفائر – تلة الحدائق التراثية) يمر بينها ممر مائي.
- منطقة ثقافية تشمل ممرًا مائيًا وصفوف نخيل ومنطقة مغامرات وحديقة إسلامية ونافورة راقصة .
- منطقة استثمارية على 131 ألف متر مربع تضم مبانى تجارية ومطاعم ومسرحًا رومانيًا ونافورة مائية .
- منطقة القصبة بها فندق سياحى ومبانٍ خدمية ومواقف وبحيرة صناعية ومساحات خضراء .
- منطقة المغامرات ببحيرات وزراعات ومبانٍ خدمية .
- منطقة الحدائق التراثية تضم مبانى زوار ومطاعم.
- منطقة الأسواق على 60 ألف متر مربع بها 19 محلًا تجاريًا ومواقف وبحيرة وفندق 3 نجوم.
- منطقة احتفالات كبرى تتضمن المسرح الروماني.
العصور الإسلامية
خلال حفل التدشين، قال الدكتور مصطفى مدبولى، إن اسم «تلال الفسطاط» جاء من ثلاثة تلال أصلها رماد حريق القاهرة فى العصور الإسلامية، الذى تم نقله إلى هذه البقعة التى كانت مهجورة، ثم تحولت مع الوقت إلى أكبر مقالب القمامة العمومية للقاهرة، وكانت المنطقة المحيطة مليئة بالمخلفات والحيوانات النافقة، وبحيرة عين الصيرة ملوثة بالمجارى، وتضم منطقتى «عزبة أبو قرن» و«بطن البقرة»، وكانا من أخطر المناطق العشوائية غير الآمنة فى مصر.
وأضاف رئيس الوزراء: «أتذكر أنا وزملائى الوزراء اليوم الذى وقف فيه الرئيس السيسى أمام الشعب المصرى كله وأقسم أننا لن ننام ولا نسكت حتى نزيل هذه المناطق، وننقل أهلنا وأولادنا إلى سكن كريم. و«الحمد لله هذا ما حدث بالضبط، فقد أنشأنا لهم مجمعات سكنية على أعلى مستوى بكل الخدمات، بعد أن كانت بيوتهم «عششًا»، وكانت المنطقة – بحكم خبرتى المهنية السابقة – غير آدمية بكل ما تحمله الكلمة، وفيها ممارسات غير قانونية كثيرة».
افتتاح كامل
أوضح الدكتور مدبولى أن مساحة حديقة تلال الفسطاط تصل إلى عشرة أضعاف مساحة حديقة الأزهر، ما يجعلها أكبر حديقة مركزية فى الشرق الأوسط، ومن المتوقع افتتاحها رسميًا بكامل مرافقها فى بداية عام 2026، لتصبح متنفس القاهرة الكبرى الجديد.
رد قاطع
وجه رئيس الوزراء رسالة ضمنية لكل من ردد أن الدولة أنشأت العاصمة الإدارية الجديدة لتهرب من مشاكل القاهرة القديمة، مؤكدًا أن الانتقال للعاصمة الجديدة كان لتخفيف الضغط عن القاهرة التاريخية، وبدء علاج أمراضها المزمنة، وأن «تلال الفسطاط» خير دليل على أن الدولة لم تترك القاهرة، بل تعيد لها روحها وجمالها.
واختتم الدكتور مدبولى كلمته معربًا عن تقديره لكل الشركات والمهندسين والعقول التى صممت وخططت ونفذت هذا الإنجاز التاريخى الذى حول مقلب قمامة إلى أيقونة خضراء فى قلب القاهرة الألفية.
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"
المصدر :" روز اليوسف "

















0 تعليق