شهدت قضية الاعتداء على أطفال مرحلة KG2 بمدرسة «سيدز» الدولية في منطقة السلام تطورًا جديدًا، بعد إعلان اثنين من محامي الدفاع انسحابهما رسميًا من القضية، وذلك عقب اعتراف المتهم الثالث أمام جهات التحقيق بارتكاب الواقعة، وجاء هذا الاعتراف ليضع مسار التحقيقات في اتجاه جديد، ويزيد من تعقيد موقف المتهمين الأربعة الذين يخضعون للحبس الاحتياطي.

انسحاب دفاع المتهمين في مدرسة «سيدز» بسبب اعتراف المتهم الثالث

كشف المحاميان المنسحبان، في بث مباشر لوسائل إعلام محلية، أن قرار الخروج من القضية جاء نتيجة عدم توافق أقوال المتهمين وتضارب اعترافاتهم خلال التحقيقات، وهو ما اعتبراه مؤشرًا يفقد الدفاع القدرة على الاستمرار، وأوضحا أن اعتراف المتهم الثالث كان النقطة الفاصلة التي دفعتهم لاتخاذ هذا القرار، مؤكدين احترامهما لسير العدالة وحق الأطفال في الوصول للحقيقة كاملة.

وتُعد هذه الخطوة إحدى المحطات المؤثرة في سير القضية، إذ تكشف عن حجم التعقيدات المحيطة بالاعتداء الذي أثار غضبًا واسعًا داخل المجتمع.

تجديد الحبس والتحقيقات مستمرة

قررت جهات التحقيق المختصة بالقاهرة تجديد حبس المتهمين لمدة 15 يومًا على ذمة القضية، مع استمرار إجراءات البحث والتحري لجمع المزيد من الأدلة والشهادات، وتعمل الجهات المعنية على تتبع كافة التفاصيل المرتبطة بالاعتداء الذي طال ستة أطفال داخل المدرسة الدولية الواقعة على طريق مصر–الإسماعيلية الصحراوي.

كما تواصل فرق التحقيق فحص الأدلة الرقمية واستجواب العاملين والإداريين للتأكد من أدوار كل منهم في الواقعة، سواء بالمشاركة أو التستر أو الإهمال.

معاينة ميدانية داخل المدرسة

وفي إطار التحقيقات المكثفة، رافقت النيابة العامة أحد المتهمين وأحد الأطفال الضحايا في معاينة ميدانية داخل المدرسة، وشملت الجولة تفقد الأماكن التي يُشتبه في وقوع الاعتداء داخلها، وذلك لتوثيق الأدلة بشكل دقيق ومطابقتها مع أقوال كل من المتهمين والضحايا.

وتأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة من المعاينات والإجراءات الفنية التي تهدف إلى الوصول لصورة كاملة حول كيفية وقوع الاعتداء والظروف التي سمحت بحدوثه داخل حرم تعليمي يفترض أن يكون آمنًا.

دعم نفسي وقانوني للضحايا

من جانبه، أكد عبد العزيز عز الدين، المحامي عن الأطفال الضحايا، أن التحقيقات جارية على مدار الساعة دون صدور أي قرار نهائي حتى الآن، وشدد على أهمية تقديم الدعم النفسي للتلاميذ المتضررين، إلى جانب المساندة القانونية التي تضمن لهم حقهم الكامل في القضية.

وأشار إلى أن الواقعة أثارت ردود فعل واسعة دفعت الجهات المعنية لاتخاذ إجراءات رسمية تجاه إدارة المدرسة، في إطار محاسبة المسؤولين عن أي تقصير أدى إلى حدوث الاعتداء.

خطوات رسمية لمحاسبة المسؤولين

وتواصل جهات التحقيق العمل على تحديد المسؤوليات الإدارية داخل المدرسة، وسط توقعات باتخاذ قرارات إضافية بحق الإدارة والعاملين، وتؤكد المصادر أن القضية ما زالت في طور الفحص المتعمق، وأن العدالة ستأخذ مجراها في واحدة من أكثر القضايا التي شغلت الرأي العام خلال الأسابيع الأخيرة.