بالبلدي: الأطعمة فائقة المعالجة.. تهديد عالمي للصحة وأرباح الشركات فوق القانون

trends 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

belbalady.net دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تُشكّل الأطعمة فائقة المعالجة أكثر من نصف السعرات الحرارية التي يستهلكها البالغ الأمريكي، وترتبط بمشاكل صحية مثل أمراض القلب والسمنة والسكري. 

قصدت ميغ تيريل من CNN المعهد الوطني للصحة حيث يحاول الباحثون فهم سبب النتائج الصحية السيئة لهذه الأطعمة ولماذا يصعب التوقف عن تناولها.

انتشار الأطعمة فائقة المعالجة وأرباح الصناعة

تساهم بعض الأطعمة فائقة المعالجة في السمنة العالمية والأمراض المزمنة والوفاة المبكرة، وبخلاف ذلك يواصل قطاع الأغذية تسويق المنتجات الجديدة والحالية بشكل مكثف لتحقيق أرباح ضخمة، وفقًا لسلسلة كتبها 43 خبيرًا عالميًا في التغذية وبدعم من اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية. أظهرت الأبحاث في المجلة  الطبية العامة "The Lancet" أن أكثر من 50% من مبلغ 2.9 تريليون دولار الذي دفعته شركات الأغذية للمساهمين بين 1962 و2021 تم توزيعه من قبل مصنّعي الأطعمة فائقة المعالجة وحدهم.

قال كارلوس أوغوستو مونتيرو، أستاذ التغذية والصحة العامة الفخري في جامعة ساو باولو: "وجدنا دليلًا على أنّ استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة يتزايد في كل أنحاء العالم، مدفوعًا بشركات عالمية قوية". وأضاف: "للحفاظ على هذا النموذج التجاري، الذي يحقق أرباحًا عالية، لا يمكن للصناعة أن تصنع الأطعمة قليلة المعالجة كما في الماضي، لذلك تستخدم ضغطًا سياسيًا واسعًا لإيقاف السياسات الفعالة للصحة العامة".

قد يهمك أيضاً

وأشار باري بوبكن، الأستاذ في جامعة نورث كارولينا: "يمكن للشركات مضاعفة أرباحها مرتين أو 3 عبر تحويل الذرة والقمح والفاصولياء وغيرها إلى نشارة عديمة اللون والطعم يتم إعادة تركيبها مع نكهات ومواد مضافة صناعية". وأضاف: "صناعة الأغذية لا تريد أن تفقد مصدر أرباحها الرئيسي، لذلك هي مستعدة لإنفاق ملايين لمواجهة القيود الحكومية وتمويل خبراء التغذية الذين سيقولون إنه لا يوجد دليل على الضرر".

جهود تنظيمية ودعوة عالمية

تقدم السلسلة أبحاثًا حول الأضرار الصحية للأطعمة فائقة المعالجة، وتدعو إلى تنظيم الصناعة عبر ملصقات تحذيرية، وفرض الضرائب، وسن قوانين للحد من التسويق، لا سيما للأطفال.

أوضح التحالف الدولي للأغذية والمشروبات أن السلطات الصحية حول العالم رفضت مفهوم الأطعمة فائقة المعالجة بسبب غياب الإجماع العلمي. وقال روكو رينالدي، الأمين العام للتحالف: "توصيات السياسات تتجاوز الأدلة المتاحة، فهي تقترح إجراءات تنظيمية جديدة بناءً على المعالجة أو المؤشرات المضافة، وتدعو إلى استبعاد الصناعة من صنع السياسات". وأضاف: "إذا تم اعتمادها كما اقترحت، فقد تقيد الوصول إلى الأطعمة المعالجة الغنية بالمغذيات وتقلّل من توفر الخيارات الآمنة عالميًا".

الصناعة تنسّق الجهود

ذكرت مقالات Lancet أن صناعة الأغذية تنسق جهودها من خلال شبكة عالمية تشمل شركات الإعلان وسلاسل الوجبات السريعة وتجار التجزئة واللوبيات وشركاء البحث. وأوضح المقال أن بعض مؤثري التغذية تم توظيفهم للترويج لرسائل مضادة للوصمة، وقد تحاول الشبكة إلقاء اللوم على الإرادة الفردية وأسلوب الحياة، أو تصوير معارضي الأطعمة فائقة المعالجة بأنهم نخبويون أو مضللون.

وأشارت المقالات إلى أن الإجراءات تشمل الضغط المباشر والتسلل إلى الوكالات الحكومية والتقاضي، بالإضافة إلى تأطير النقاشات واستثارة الشك العلمي، وتمتد هذه الجهود إلى الأبحاث الممولة من الصناعة، حيث وُجد أن الدراسات الممولة من شركات الأغذية كانت أكثر احتمالًا بخمس مرات لإظهار عدم وجود علاقة بين السمنة واستهلاك الأطعمة فائقة المعالجة.

اعتماد استراتيجية شركات التبغ الكبرى

لتوسيع أسواقها، استخدمت شركات الأغذية والمشروبات التي استحوذت عليها شركات التبغ الكبرى بين ستينيات وثمانينيات القرن الماضي استراتيجيات صناعة التبغ لإنتاج أطعمة مصممة لتكون لذيذة وإدمانية، وفق ماريون نيستل، أستاذة بواليت غودارد الفخرية للتغذية في جامعة نيويورك. 

قد يهمك أيضاً

وقالت نيستل: "بحلول ثمانينيات القرن الماضي، كانت الأطعمة فائقة المعالجة موجودة في كل مكان، بحصص كبيرة، ومعالجة بشكل كثيف، ولذيذة جدًا، ولا يمكن مقاومتها، ومقبولة لتناولها طوال اليوم، في أي مكان، وبأي ظرف". وأضافت: "الشركات تستخدم تقنيات تسويقية مماثلة لتلك التي دفعت 45% من البالغين الأمريكيين للتدخين بحلول 1954، وغالبًا ما تستهدف الأطفال، وهو مجال يحتاج إلى تنظيم سريع وحازم".

الانتشار العالمي

يشكل نحو 70% من الأطعمة على رفوف المتاجر في الولايات المتحدة اليوم أطعمة فائقة المعالجة، ما يجعل من الصعب تجنبها لأنها غالبًا رخيصة ومريحة. وأظهر تقرير للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها أن الأطفال يحصلون على متوسط 62% من سعراتهم الحرارية اليومية من الأطعمة فائقة المعالجة، بينما تبلغ النسبة 53% للبالغين. 

وقالت ماريا لورا دا كوستا لوزادا: "مع تشبع أسواق الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، تدفع صناعة الأغذية بقوة نحو أمريكا الجنوبية وإفريقيا وشرق أوروبا، بالإضافة إلى الصين والهند".

أضرار الأطعمة فائقة المعالجة الصحية

أظهر استعراض منهجي في Lancet أن زيادة استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة ستكون كارثية، حيث وجدت 92 من أصل 104 دراسات علاقة بين هذه الأطعمة وارتفاع خطر الإصابة بمرض مزمن واحد أو أكثر. 

وأضاف تحليل تلو آخر وجود ارتباطات ذات دلالة إحصائية بين الأطعمة فائقة المعالجة وعشرات الأمراض المزمنة، بحسب مونتيرو، الذي قال إنّ "استبدال الأنظمة الغذائية التقليدية بالأطعمة فائقة المعالجة هو التفسير الأكثر إقناعًا للوباء العالمي للأمراض المزمنة المرتبطة بالتغذية مثل السمنة والسكري وأمراض القلب".

وأظهرت التجارب السريرية العشوائية أن الأطعمة فائقة المعالجة تؤدي إلى تناول 500 إلى 1,000 سعرة حرارية إضافية يوميًا مقارنة بالأطعمة الكاملة قليلة المعالجة. وأظهرت دراسة أغسطس/آب أن تناول الأطعمة قليلة المعالجة أدى إلى ضعف فقدان الوزن مقارنة بالأطعمة فائقة المعالجة، حتى وإن كانت "أكثر صحة". 

وقال مونتيرو: "هناك شيء في الأطعمة فائقة المعالجة يسبب الإفراط في الأكل لأنها تركيبات مصممة لتصيب 'نقطة السعادة' لدينا".

وأشار النقاد إلى أن معظم الدراسات رصدية ولا تثبت تأثيرًا مباشرًا على الصحة. وقال كيفن ماكونواي، أستاذ الإحصاء التطبيقي: "سلسلة Lancet لا تثبت أن جميع الأطعمة فائقة المعالجة تزيد من خطر الإصابة بالأمراض، ولا يزال هناك مجال للشك والبحث".

التجارب التنظيمية الدولية

استعرضت الورقة الثانية نجاح بعض الإجراءات التنظيمية، مثل فرض الضرائب على المشروبات الغازية وتقييد استخدام الدهون المتحولة والأصباغ الغذائية. وقالت كارلا سوندرز: "تحويل المكونات إلى مجرد مؤشرات على المعالجة الفائقة هو رد مبالغ فيه. المحليات منخفضة أو خالية من السعرات تلعب دورًا مهمًا في إدارة الأمراض المزمنة مثل السكري والسمنة".

قد يهمك أيضاً

نفذت دول مثل تشيلي والمكسيك والنرويج والمملكة المتحدة وكوريا الجنوبية وأيرلندا قوانين تمنع تسويق الأطعمة فائقة المعالجة للأطفال، وتطلب ملصقات على العبوات، لكن اقتصار الرسالة على أطعمة HFSS لا يحد من الأطعمة فائقة المعالجة المعاد صياغتها. وقال مونتيرو: "إذا أضفنا النكهات الصناعية والألوان والمحليات غير المغذية، فإننا نغطي قرابة 100% من الأطعمة فائقة المعالجة".

دعوة عالمية للعمل

تشير Lancet إلى أن التغيير الحقيقي سيأتي من جهد عالمي منسق يشمل قادة الحكومات ووكالات الأمم المتحدة والعلماء والأكاديميين والجمهور، مع إعطاء الأولوية للأطفال. وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة يشكل "تهديدًا منهجيًا للصحة العامة والعدالة والاستدامة البيئية"، وأن السلسلة تقدم "حجة مقنعة لاتخاذ إجراءات عاجلة".

وقدمت اليونيسف دعمها الكامل للشبكة العالمية لتطوير إطار سياسة دولية يهدف إلى حماية الأطفال والأسر والمجتمعات من الأطعمة فائقة المعالجة. وكتب جوان ماتجي وماورو بريرو: "تتطلب الحماية الفعالة للأطفال مواجهة القوة الاقتصادية والسياسية التي تمكّن الصناعة من إضعاف أو تأخير عمل الحكومة. يجب على الحكومات قيادة نهج شامل لضمان أن يكون هذا الجيل الأول الذي تُعطى فيه حقوق الأطفال في التغذية والغذاء والصحة الأولوية على أرباح الشركات".

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" trends "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??