بالبلدي: الإمارات ترسّخ ريادتها في دعم التنمية الرقمية للدول النامية

سكاي عربية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تبرز دولة الإمارات العربية المتحدة بوصفها أحد أكثر الفاعلين تأثيراً في توظيف الذكاء الاصطناعي لخدمة التنمية المستدامة؛ فمن خلال استراتيجيات بعيدة المدى ومبادرات ذات طابع دولي، تتقدم الإمارات نحو ترسيخ نموذج يقوم على استخدام التكنولوجيا كأداة دعم وتمكين.

خلال السنوات الأخيرة، عملت الدولة على تعزيز حضورها العالمي في مجالات الابتكار والتقنيات الذكية، عبر إطلاق برامج ومشروعات تستهدف الارتقاء بالبنية التحتية الرقمية وتوسيع نطاق الاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاعات الحيوية. وجاءت مشاركات الإمارات في المحافل الدولية المختلفة،  مثل قمم مجموعة العشرين، لتؤكد التزامها بنهج يرتكز على شراكات دولية واسعة تضع التكنولوجيا في قلب جهود التنمية العالمية.

وفي هذا الإطار، تمثل مبادرة "الذكاء الاصطناعي من أجل التنمية" التي أعلنت عنها الإمارات بقيمة مليار دولار خطوة نوعية تعكس هذا التوجه، إذ تضع القارة الإفريقية في بؤرة اهتمام استراتيجي يهدف إلى بناء قدرات رقمية متقدمة، وتوفير حلول مبتكرة تسرّع من وتيرة النمو وتدعم المجتمعات الأكثر حاجة.

وتُعد المبادرة امتداداً للدور الإماراتي الراسخ في دعم التنمية الدولية، وتجسيداً لرؤية تسعى إلى تحويل الذكاء الاصطناعي إلى رافعة تنموية شاملة تتجاوز الحدود الجغرافية.

تفاصيل المبادرة

في سياق البصمات الإماراتية البارزة في قطاع الذكاء الاصطناعي، فقد أعلنت الدولة عن إطلاق مبادرة "الذكاء الاصطناعي من أجل التنمية" بقيمة مليار دولار؛ لدعم وتمويل مشاريع الذكاء الاصطناعي في الدول الإفريقية، تعزيزاً لجهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية في القارة، عبر تطوير البنية التحتية الرقمية، وتحسين الخدمات الحكومية، ورفع مستويات الإنتاجية.

جاء الإعلان عن المبادرة خلال الكلمة التي ألقاها الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، في قمة مجموعة العشرين، حيث أكَّد التزام دولة الإمارات بدفع مسار النمو المستدام من خلال شراكات دولية أوسع وحلول تمويلية مبتكرة تُسهم في دعم التنمية في الدول النامية.

  • سيتم تنفيذ المبادرة عبر مكتب أبوظبي للصادرات "أدكس"، التابع لصندوق أبوظبي للتنمية، وبالتعاون مع وكالة الإمارات للمساعدات الدولية، في إطار شراكة مؤسسية تُجسّد دور دولة الإمارات في تمكين الدول النامية من الاستفادة من التقنيات المتقدمة وتسخير قدرات الذكاء الاصطناعي لخدمة التنمية الشاملة.
  • تهدف المبادرة إلى دعم الدول النامية في تجاوز التحديات التنموية من خلال دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في القطاعات الحيوية كالتعليم، والزراعة، والبنية التحتية، بما يخلق حلولاً مبتكرة تسرّع من وتيرة النمو وتوسّع فرص التنمية المستدامة.
  • تنسجم المبادرة مع رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة لبناء اقتصاد قائم على المعرفة، مما يُعزز مكانتها كمركز عالمي رائد لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي وتسخيرها لخدمة المجتمعات.

وتعد مبادرة "الذكاء الاصطناعي من أجل التنمية" المخصصة للدول الإفريقية تأتي امتداداً للدعم الخارجي الذي تُقدّمه دولة الإمارات لمختلف دول قارة إفريقيا، حيث قدمت الدولة أكثر من 152 مليار درهم إماراتي منذ عام 1971، وستواصل دولة الإمارات دورها العالمي الريادي من خلال هذه المبادرة بالتركيز على تعزيز مساهمة الجهات الإماراتية المانحة من خلال وكالة الإمارات للمساعدات الدولية بالتعاون مع مكتب أبوظبي للصادرات لتنفيذ مشروعات الذكاء الاصطناعي في الدول الإفريقية، بحسب وام.

كما يُشار أيضاً إلى أن هذه المبادرة النوعية تعكس المكانة العالمية الرائدة التي تحظى بها دولة الإمارات كمركز عالمي للتكنولوجيا الحديثة والتقنيات والخوارزميات الذكية، ما يدعم التنمية والتطوير والابتكار على المستويات الإقليمية والدولية، ويسهم في تقديم حلول مبتكرة لدفع عجلة النمو الشامل والمستدام.

التنمية المستدامة

من جانبه، يقول الخبير الاقتصادي، الأمين العام السابق لمجلس الإمارات للمستثمرين في الخارج، جمال الجروان، لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية":

  • المبادرة الإماراتية لدعم الدول النامية عبر تطوير البنية التحتية الرقمية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي تمثل نقلة نوعية في مسار التنمية المستدامة.
  • تسهم المبادرة في تمكين الاقتصادات الإفريقية من الاندماج في الثورة الرقمية العالمية.
  • المبادرة تركز على بناء بنية تحتية رقمية متكاملة تشمل مراكز بيانات وقدرات حوسبة سحابية وبنى داعمة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، مما يتيح للحكومات والقطاع الخاص في الدول النامية تسريع التحول الرقمي وتحسين الخدمات العامة.
  • المبادرة تولي اهتماماً خاصاً بالقطاعات الحيوية مثل التعليم، الزراعة، والصحة، عبر إدخال حلول ذكاء اصطناعي تعزز الإنتاجية وتقلل الفجوة التنموية، إلى جانب برامج لنقل المعرفة وتطوير المهارات التقنية بالتعاون مع الشركات الإماراتية.

ويشير إلى أن تنفيذ المبادرة من خلال مؤسسات تمويل وتنمية إماراتية، مثل مكتب الصادرات ووكالة التنمية، يعكس نموذجاً مبتكراً للتمويل المستدام، يدمج بين الشراكات الدولية والاستثمار طويل الأمد في القدرات المحلية، بما يعزز العدالة الرقمية ويقلل الفجوة التقنية بين الشمال والجنوب.

ويشدد الجروان على أن هذا التوجه ينسجم مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، ويعزز استقلالية الدول الإفريقية تكنولوجيًا، لتصبح منتجة للمعرفة ومطورة للحلول الرقمية في المستقبل.

قوة حقيقية

ووفق محمد سيف السويدي، مدير عام صندوق أبوظبي للتنمية، رئيس اللجنة التنفيذية لمكتب أبوظبي للصادرات "أدكس"، فإن:

  • "قيادة مكتب أبوظبي للصادرات (أدكس) لمبادرة الذكاء الاصطناعي من أجل التنمية، تعكس إيمان دولة الإمارات بأن الذكاء الاصطناعي يُمثّل قوةً حقيقيةً لتحقيق النمو العادل والتنمية المستدامة، وذلك من خلال الجمع بين التكنولوجيا والتمويل والشراكات، بهدف دعم الدول النامية في تجاوز التحديات التنموية وتحقيق المرونة الاقتصادية على المدى البعيد".
  • "إن دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في قطاعات التعليم والزراعة والبنية التحتية يفتح آفاقاً جديدة للتنمية الشاملة".
  • "من خلال هذه المبادرة، نهدف إلى تمكين الشركات الإماراتية من تنفيذ مشاريع تنموية نموذجية ورائدة تُعزز التعاون الاقتصادي والتكنولوجي بين دولة الإمارات والدول الإفريقية، وتدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة عالمياً"، وفق وكالة أنباء الإمارات الرسمية "وام".
  • هذه المبادرة تأتي امتداداً للإرث التنموي للمغفور له الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، "طيَّب الله ثراه"، في البذل والعطاء، وتجسيداً لرؤية صاحب ال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة "حفظه الله".
  • كما تعكس المبادرة حرص الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، والشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، على مواصلة إسهامات دولة الإمارات في مجال تنمية المجتمعات وازدهار الشعوب، عبر تنفيذ مشروعات ومبادرات وبرامج تنموية رائدة تنطلق من دولة الإمارات إلى العالم أجمع.

تعزيز القدرات

ومن جانبه، أكَّد الدكتور طارق أحمد العامري، رئيس وكالة الإمارات للمساعدات الدولية، على الدور الإنساني والتنموي العالمي الرائد لدولة الإمارات في تنمية المجتمعات وتعزيز القدرات وتلبية الاحتياجات، سيراً على نهج المغفور له الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، "طيَّب الله ثراه"، حيث تواصل الدولة تنفيذ مبادرات ومشروعات نوعية لخدمة البشرية في جميع أنحاء العالم، مثل تسخير أدوات وحلول الذكاء الاصطناعي لدعم الجهود التنموية في مجتمعات وشعوب القارة الإفريقية.

وأوضح أن:

  • مبادرة "الذكاء الاصطناعي من أجل التنمية" التي تأتي ضمن جهود الدولة المستمرة تنطلق من الرسالة الحضارية لدولة الإمارات نحو استدامة التضامن الإنساني وترسيخ التعاون التنموي لبناء مستقبل أفضل للجميع وتحسين الواقع المعيشي لمختلف المجتمعات والشعوب، لاسيَّما التي تواجه تحديات تنموية عدة في مختلف القطاعات الحيوية.
  • العديد من الدول الإفريقية تحتاج إلى مثل هذه المبادرات النوعية لتلبية احتياجاتها المتعددة في مختلف القطاعات الحيوية، مثل التعليم والصحة والبنية التحتية، في وقت تُرسّخ فيه دولة الإمارات مكانتها كمركز عالمي للذكاء الاصطناعي، متصدرةً العديد من المؤشرات الدولية التي تعكس تقدّمها التكنولوجي والرقمي عبر مختلف القطاعات.

ريادة إماراتية

من جانبه، يقول استشاري العلوم الإدارية وتكنولوجيا المعلومات في G&K عاصم جلال، لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية":

  • دولة الإمارات العربية المتحدة باتت اليوم تُرسّخ ملامح نظام عالمي جديد من خلال الانتقال من مفهوم "دبلوماسية القروض" إلى ما يمكن تسميته بـ "ديمقراطية الذكاء الاصطناعي".
  • الإمارات قوة تكنولوجية ترسم معايير المستقبل.

ويضيف: الإمارات، التي جاءت في المرتبة الثانية عالمياً في جاهزية وقدرات الذكاء الاصطناعي لعام 2025 وفق تصنيف TRG، قدّمت نموذجاً غير مسبوق في إدارة القوة الناعمة، مردفاً:

  • "هذا التصنيف ليس رقماً عابراً؛ إنه اعتراف دولي بنضج التجربة الإماراتية التي تنظر إلى الذكاء الاصطناعي كحق تنموي عالمي، وليس امتيازاً يحتكره الغرب".
  • "الإمارات اليوم تصدّر المعرفة، وتضع التكنولوجيا المتقدمة في متناول الدول النامية بشراكة عادلة ومستدامة".

طوق نجاة رقمي

ويشدد على أن مبادرة "الذكاء الاصطناعي من أجل التنمية" بقيمة مليار دولار تمثل التطبيق العملي لهذه الفلسفة الجديدة، واصفاً إياها بأنها "طوق نجاة رقمي للقارة الأفريقية"، حيث تمنح الدول المتعثرة القدرة ليس فقط على امتلاك الأدوات، بل على صناعة الأدوات نفسها.

ويتابع جلال: "الإمارات لا تقدم السمك ولا السنارة فقط، بل تقدم تكنولوجيا صناعة السنارة.. من الطب الاتصالي الذي يشخّص الأمراض في القرى النائية، إلى تقنيات تعزيز الإنتاج الزراعي عبر التحليل التنبؤي للتربة والطقس.. تحوّل الإمارات التحديات التاريخية إلى مسائل حسابية قابلة للحل. إنها معادلة جديدة تتفوّق على أي مساعدات نقدية تقليدية"، على حد تعبيره.

ويختتم حديثه قائلاً:  "الإمارات تثبت اليوم أن القوة الناعمة في القرن الحادي والعشرين تُقاس بقدرتها على تمكين الآخرين من امتلاك مفاتيح المستقبل، وجعل تعلم الآلة أداة تنمية وسلام، مما يرسخ مكانتها كفاعل محوري في تشكيل الاقتصاد الرقمي العالمي".

belbalady

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" سكاي عربية "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??