في قلب أبيدوس بمحافظة سوهاج، يقبع معبد الأوزريون خلف معبد سيتي الأول، كأحد أكثر المعالم الأثرية إثارة للجدل في مصر القديمة. اكتُشف عام 1902، لكنه ظل حتى اليوم لغزًا مفتوحًا أمام الباحثين، تتداخل فيه الحقائق التاريخية مع الأساطير الروحية والتأويلات الفلكية.
البناء والتصميم
– المعبد بُني من كتل حجرية ضخمة تحت مستوى سطح الأرض، ما جعله أشبه بسرداب جنائزي.
– تصميمه يختلف عن المعابد التقليدية، إذ يضم قاعات حجرية وأحواض مياه، ويُعتقد أنه كان مخصصًا لطقوس مرتبطة بالإله أوزوريس، إله العالم الآخر والبعث.
– بعض الباحثين يرون أن ضخامة أحجاره تشبه أسلوب البناء في الأهرامات، مما يفتح بابًا للتساؤل حول قدمه مقارنة بعصر سيتي الأول نفسه.
سر المياه الجوفية
– المعبد يقوم على ينابيع طبيعية، ما جعله يبدو وكأنه يطفو فوق الماء.
– في العقيدة المصرية القديمة، كان الماء رمزًا للبداية الأزلية والبعث، وهو ما يفسر وجوده في قلب المعبد.
– هناك فرضيات حديثة ترى أن المياه كانت جزءًا من طقوس التطهير والقداسة، بينما يذهب آخرون إلى أنها دليل على معرفة المصريين بالهندسة الهيدروليكية.
جدل إدريس عليه السلام
– لا توجد نصوص مصرية قديمة تربط المعبد مباشرة بالنبي إدريس، لكن بعض المفكرين والباحثين في التراث الإسلامي يرون أن إدريس، الذي يُنسب إليه العلم والحكمة، قد يكون مرتبطًا رمزيًا بالمكان باعتباره مركزًا للمعرفة القديمة.
– هذه الفرضية تبقى في إطار التأويلات الفكرية، لكنها تعكس رغبة في ربط المعبد بتاريخ أوسع يتجاوز حدود الأسطورة المصرية.
الفلك والخلود
– أبيدوس كانت مركزًا دينيًا مهمًا، ويُعتقد أن تصميم الأوزريون يعكس معرفة المصريين القدماء بعلم الفلك.
– بعض الدراسات الحديثة تشير إلى أن المعبد قد بُني بحيث يتماشى مع اتجاهات نجمية محددة، خصوصًا المرتبطة بأسطورة أوزوريس والبعث.
– النقوش والرموز في المعبد تحمل إشارات إلى حركات الكواكب والنجوم، ما يعكس اهتمام المصريين القدماء بالسماء وربطها بفكرة الخلود.
بين الأسطورة والعلم
– الأوزريون يجمع بين الأسطورة الدينية (دفن أوزوريس)، والهندسة المعمارية (كتل حجرية ضخمة تحت الأرض)، والرمزية الفلكية (ارتباطه بالنجوم والمياه الأزلية).
– هذا المزج جعله مادة خصبة للباحثين والروحانيين، بين من يراه شاهدًا على عبقرية المصريين القدماء، ومن يربطه بالمعرفة الكونية وإدريس الحكيم.
معبد الأوزريون في أبيدوس ليس مجرد أثر جنائزي، بل هو لغز مفتوح يربط بين أسطورة أوزوريس، رمزية المياه الأزلية، وتأويلات الفلك والخلود. أما الربط بالنبي إدريس، فهو طرح حديث يندرج ضمن التفسيرات الرمزية لا الأدلة الأثرية. يظل الأوزريون شاهدًا على عبقرية المصريين القدماء في المزج بين الهندسة، الدين، والفلك، مما يجعله أحد أعظم أسرار سوهاج الأثرية وأكثرها إثارة للجدل.
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"
المصدر :" almessa "








0 تعليق