بالبلدي: 18 نوفمبر.. الذكرى التي تطارد جيلًا كاملًا… من القاهرة إلى أم درمان

الفجر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

belbalady.net يظل يوم 18 نوفمبر 2009 واحدًا من أكثر الأيام حضورًا في الذاكرة الرياضية المصرية والعربية، ليس لنتيجته فحسب، بل لما ارتبط به من مشاهد وتوترات وأحداث جعلت منه محطة فارقة تجاوزت حدود كرة القدم، ففي مثل هذا اليوم، خسر المنتخب المصري أمام نظيره الجزائري بهدف دون رد في المباراة الفاصلة على ستاد أم درمان بالسودان، ليحجز “محاربو الصحراء” بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا، البطولة التي توّج بها المنتخب الإسباني لاحقًا.

معركة مصرية جزائرية في أم درمان

بدأت فصول الحكاية قبل المواجهة الفاصلة بأيام، حين حقق المنتخب المصري فوزًا مثيرًا على الجزائر في ستاد القاهرة الدولي وسط حضور جماهيري تجاوز 80 ألف متفرج، سجل يومها عمرو زكي وعماد متعب هدفي الفوز، لتتعادل مصر والجزائر في عدد النقاط والأهداف وكل بنود الترتيب، وهو ما دفع الاتحاد الإفريقي لكرة القدم إلى اللجوء لقرعة لتحديد مقر المباراة الفاصلة.

اختار المنتخب المصري السودان، بينما اختارت الجزائر جنوب إفريقيا، قبل أن تذهب القرعة في النهاية لصالح مصر، وتُحدد مدينة أم درمان مسرحًا للمباراة المنتظرة.

دخل المنتخبان ملعب أم درمان في ظل أجواء مشحونة على المستويين الجماهيري والإعلامي، وتعرّضت المنطقة المحيطة بالاستاد قبل المباراة لأحداث شغب وتوترات، ترددت خلالها تقارير عن وجود أسلحة بيضاء وتعديات خارج حدود المنافسة الرياضية، ما أسهم في زيادة التوتر النفسي على اللاعبين والجماهير على حد سواء.

بن يحيي يضرب مصر بهدف قاتل ويقتنص بطاقة المونديال

ومع حلول الدقيقة الأربعين، سجّل الجزائري عنتر بن يحيى هدف المباراة الوحيد، وهو الهدف الذي منح الجزائر بطاقة التأهل إلى كأس العالم بعد غياب طويل، وحرم مصر من حلم العودة إلى المونديال لأول مرة منذ مشاركتها عام 1990 في إيطاليا.

لم يكن وقع الخسارة عاديًا على الشارع المصري، فبعد صافرة النهاية، خيّم الصمت على المدن والبيوت، في مشهد لم يعتده المصريون من قبل، توقفت البرامج المباشرة، وانسحب المذيعون إلى بث المواد المسجلة، بينما ساد شعور عام بالذهول وخيبة الأمل.

المباراة لم تكن مجرد حدث رياضي، بل تجربة نفسية لجيل كامل، كثيرون ارتبطت مشاعرهم تجاه المباراة بذكرياتهم الأولى مع كرة القدم، بينما عاش صغار السن آنذاك صدمة تحولت لدى البعض منهم إلى حساسية مؤقتة تجاه كل ما يتعلق بالكرة الجزائرية، قبل أن تتغير الصورة لاحقًا مع النضج وعودة العلاقات الرياضية والجماهيرية إلى طبيعتها.

18 نوفمبر 2009 ذكرى غير سعيدة للمصريين

اليوم، وبعد مرور أكثر من 15 عامًا، تتراجع حدة تلك اللحظات، لكن تأثيرها لا يزال حاضرًا في ذاكرة من عاشوها، فقد أظهرت تلك الليلة الوجه الآخر لكرة القدم، حين تنتقل من كونها لعبة وشغفًا ومتعة، إلى كونها مساحة تتقاطع فيها العاطفة الوطنية مع الحسرة والإحباط.

ومع تمنيات المصريين بعودة بريق كرة القدم المحلية والمنتخب الوطني كما كان وأفضل، يبقى درس 18 نوفمبر 2009 حاضرًا أن الكرة قد تُسعد أو تُحزن لكنها لا ينبغي أن تتحول إلى مصدر جرح نفسي أو شرخ اجتماعي.

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" الفجر "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??