من المرجّح أن يؤدي الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة إلى زيادة غير مباشرة في استهلاك النفط، وذلك لأسباب تتعلق بزيادة الطلب الكلي على الكهرباء. فهناك علاقة بين التكنولوجيا والطاقة، الذكاء الاصطناعي (خاصةً النماذج التوليدية) وتعدين العملات المشفرة (مثل البيتكوين) هما عمليتان تستهلكان كميات هائلة من الكهرباء لتشغيل كل من:
مراكز البيانات الضخمة التي تدعم عمليات الذكاء الاصطناعي وتخزين البيانات.
أجهزة التعدين المتخصصة والمكثفة حاسوبياً للعملات المشفرة.
وتأتي هذه الزيادة في الطلب على الكهرباء بالتبعية من مصادر توليد الطاقة الحالية، التي لا يزال جزء كبير منها يعتمد على الوقود الأحفوري (مثل الفحم، الغاز الطبيعي، والنفط).
ولكن كيف يؤثر هذا على النفط؟
على الرغم من أن النفط ليس المصدر الرئيسي لتوليد الكهرباء عالمياً (الغاز الطبيعي والفحم يتصدّران عادةً)، إلا أن الزيادة في الطلب على الكهرباء تؤثر على استهلاك النفط من جوانب عدة:
توليد الكهرباء الاحتياطي: في بعض المناطق أو في أوقات الذروة، قد يتم استخدام محطات توليد تعمل بالنفط الثقيل أو الديزل لتلبية الزيادة المفاجئة والكبيرة في طلب شبكات الكهرباء، التي يُساهم فيها بشكل متزايد تشغيل مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي.
وهناك دعم البنية التحتية: النفط ومنتجاته (مثل الديزل) تُستخدم في تشغيل مولدات الطوارئ والتبريد في مراكز البيانات، وكذلك في نقل وبناء وتصنيع المكوّنات اللازمة لإنشاء هذه المراكز وأجهزة التعدين (مثل الرقائق والخوادم).
الطلب المتزايد على الطاقة بشكل عام، الذي تسببه هذه التقنيات، يشجع على استمرار الاعتماد على جميع مصادر الطاقة الرخيصة والمتاحة، ومن ضمنها النفط.
قدّرت وكالة الطاقة الدولية أن قطاعي الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة استهلكا حوالى 460 تيراواط ساعة من الكهرباء في عام 2022، وهو ما يعادل حوالى 2% من الإنتاج العالمي الإجمالي للكهرباء، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم بشكل كبير.
تجدر الإشارة إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يُستخدم أيضاً في تحسين كفاءة عمليات استكشاف وإنتاج وتوزيع النفط والغاز، مما قد يؤدي نظرياً إلى تقليل الهدر وتحسين الكفاءة التشغيلية في القطاع نفسه. ومع ذلك، فإن الزيادة الكبيرة في استهلاك الطاقة لتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي نفسها غالباً ما تطغى على هذه التوفيرات.
انتشار استخدام الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة كما هو متوقع ومنتظر سيكون له الأثر الإيجابي المتوقع على استهلاك النفط للدول المنتجة.
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"
المصدر :" جريدة عكاظ "






0 تعليق