في إطار التعاون بين المركز القومي للبحوث والمركز القومي لثقافة الطفل، شارك عدد من علماء المركز في فعاليات صالون ابن الهيثم التوعوي، حيث ألقت الدكتورة ماريان عزيز – الباحث بقسم طب الأطفال بمعهد البحوث الطبية والدراسات الإكلينيكية – محاضرة علمية بعنوان “الأنيميا: الوقاية والعلاج”، تناولت فيها مجموعة من النصائح الغذائية والصحية المهمة لتلاميذ المدارس
وخلال المحاضرة، أكدت د. ماريان على أن التغذية السليمة تعد حجر الأساس للحفاظ على صحة الأطفال والوقاية من الأنيميا، مشيرة إلى أهمية تناول وجبة الإفطار يومياً لزيادة التركيز والطاقة، على أن تحتوي على مصادر للبروتين مثل البيض أو الحليب، إلى جانب الفواكه الغنية بفيتامين (ج). كما شددت على ضرورة تنويع الغذاء اليومي ليشمل البروتينات، الفواكه، الخضروات، الحبوب الكاملة، والدهون الصحية، مع الحد من تناول السكريات والمشروبات الغازية والأطعمة المصنعة منخفضة القيمة الغذائية.
وأضافت أن من المهم أن يتناول التلميذ ثلاث وجبات رئيسية ووجبتين إلى ثلاث وجبات خفيفة صحية للحفاظ على مستوى الطاقة والتركيز طوال اليوم الدراسي، مع الاهتمام بممارسة النشاط البدني المنتظم والابتعاد عن الجلوس الطويل أمام الشاشات والألعاب الإلكترونية.
وفيما يخص الوقاية من الأنيميا وعلاجها، أوضحت د. ماريان أهمية تناول الأغذية الغنية بالحديد مثل اللحوم الحمراء، الكبدة، البقوليات، والخضروات الورقية الداكنة كالسّبانخ بعد طهيها جيدًا لتحسين امتصاص الحديد، إلى جانب تناول فيتامين (ج) مع هذه الأطعمة لتعزيز امتصاص الحديد من الأمعاء. كما نبهت إلى ضرورة تجنب شرب الشاي أو القهوة أثناء أو بعد الوجبات مباشرة لأنها تقلل من امتصاص الحديد.
وأكدت د. ماريان أن مكملات الحديد يجب أن تُستخدم فقط تحت إشراف الطبيب في حالات الأنيميا المثبتة، مع معالجة الأسباب المحتملة للأنيميا مثل الطفيليات أو النزيف، مشيرة إلى أهمية تناول فيتامينات أخرى مثل فيتامين ب12 وحمض الفوليك لدعم تكوين خلايا الدم الحمراء
واختتمت المحاضرة بالتأكيد على أن التوازن الغذائي، والنوم الكافي، والنشاط البدني المنتظم تشكل معًا منظومة متكاملة للحفاظ على صحة التلاميذ، والوقاية من الأنيميا، وتحسين الأداء الدراسي وجودة الحياة.
ويأتي هذا النشاط التوعوي ضمن جهود المركز القومي للبحوث برئاسة أ.د ممدوح معوض المستمرة لتعزيز الوعي الصحي لدى الأطفال والمجتمع، حيث يساهم علماء المركز بشكل مباشر في نشر المعرفة العلمية والتثقيف الغذائي والصحي، انطلاقًا من دورهم الاجتماعي والمسؤولية العلمية في تحسين جودة الحياة وتعزيز الصحة العامة لدى الأجيال الصاعدة.