بالبلدي: فرصة ذهبية أم مخاطرة؟ هكذا يسافر الشباب حول العالم مجاناً

trends 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

belbalady.net دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بينما كانت تتصفح مقاطع الفيديو التي تُظهر مسافرين يقومون بأعمال تطوعية مقابل إقامة مجانية، ظنت الرحّالة الرقمية نايارا سايز بيلباو أنها عثرت على فرصة ذهبية.

وذهبت إلى إحدى أشهر منصات السفر التطوعي، وبحثت عن تجربة مشابهة، فصادفت إعلانًا لوظيفة في نُزل يقع في كوستاريكا.

وكان الشعار المرفق بالإعلان يقول: "هل تحب الطبيعة وتحلم بالعيش بجانب البحر؟"، ما أثار اهتمامها على الفور.

وأثناء قراءتها للتفاصيل، اكتشفت سايث بيلباو، وهي من أصل إسباني، أن الوظيفة التطوعية تتضمن تنفيذ مهام على منصات التواصل الاجتماعي لبضع ساعات يوميًا، خمسة أيام في الأسبوع، مقابل إقامة مجانية في نُزل أنيق يقع في بلدة ساحلية شهيرة، تحيط به الغابات الكثيفة ويضم مسبحًا نظيفًا وجميلًا.

السفر التطوعي
استجابت نايارا سايز بيلباو لإعلان يبحث عن متطوع للقيام بمهام على منصات التواصل الاجتماعي.Credit: Courtesy Naiara Saiz Bilbao

كونها مسافرة خبيرة وقد وقعت في حب هذا البلد الواقع في أمريكا الوسطى بعد زيارات عديدة، كانت سايز بيلباو متحمسة لهذه الفرصة وسارعت إلى التسجيل فيها.

بدا الأمر وكأنه حلم تحقق، وبالنسبة لسايز بيلباو، وهي امرأة تسافر بمفردها، بدت الوظيفة أيضًا آمنة ومضمونة.

للأسف، لم تجرِ الأمور كما كانت تتوقع. ففي وقت سابق من هذا العام، وصلت سايز بيلباو إلى مبنى متهالك لا يزال قيد الإنشاء، وكان مدخله عبر درج طويل لا نهاية له تقريبًا يؤدي إلى نُزل بلا نوافذ.

وتقول سايز بيلباو: "كان الأمر كارثيًا، لقد بدا المكان وكأنه سجن".

لاحقًا، اكتشفت أن المظهر غير الجذاب للنُزل كان أقل مشكلاتها.

قد يهمك أيضاً

صناعة مزدهرة

تعد سايز بيلباو واحدة من عدد لا يُحصى من المسافرين الذين جذبهم إغراء فرص التطوع في الخارج.

ولطالما كان السفر التطوعي، أي تبادل المهارات مقابل الإقامة وأحيانًا الطعام أو مزايا أخرى، ركيزة أساسية في مجتمع الرحّالة حاملي الحقائب.

يقول شاي غليسون، مؤسس منصة Helpstay الإلكترونية التي تربط المتطوعين بالمضيفين في أكثر من 100 دولة: "تعود الفكرة إلى زمن السيد المسيح، فهي في جوهرها نوع من المقايضة. مقابل إقامة مجانية، تقدم المساعدة وتشارك في العمل".

وبعد مرور آلاف السنين على العصور التوراتية، شهد السفر التطوعي ازدهارًا هائلًا في شعبيته، ويرجع الفضل في ذلك إلى حدٍ كبير إلى الإنترنت.

وذكرت منصة Worldpackers الإلكترونية أن لديها أكثر من 7 ملايين عضو من 140 دولة، ما يجعلها أكبر جهة فاعلة في هذا المجال.

السفر التطوعي
يقوم متطوعو برنامج WWOOF بحصاد المنتجات الطازجة في مزرعة مضيفة في هاواي.Credit: Courtesy WWOOF-USA

أما منافستها الرئيسية "Workaway"، فتقدّم نحو 50 ألف تجربة، في حين تؤكد منصة التطوع المعنية بالزراعة البيئية، "الفرص العالمية في المزارع العضوية" (WWOOF)، أنها جذبت أكثر من 100 ألف عضو.

تتنوع فرص التطوع عبر هذه المنصات بقدر تنوع أشكال السفر الأخرى، فهي تمتد من النُزل التي تبحث عن موظفي استقبال أو عمّال نظافة أو مروّجي حفلات، إلى مدارس ركوب الأمواج التي تحتاج إلى مدرّسين، وصولًا إلى العائلات المحلية التي تبحث عن مقدّمي رعاية للأطفال.

وتوجد أيضًا فرص للموسيقيين لتقديم عروض حية، وللفنانين لتزيين المباني.

أشارت منصة Worldpackers إلى أن نحو نصف مضيفيها هم منظمات غير ربحية تعتبر المتطوعين عنصرًا أساسيًا في عملياتها.

السفر التطوعي
يقوم المتطوعون بشق أعواد الخيزران لصنع مواد تستخدم في تبليط أرضية كوخ في مزرعة بتايلاند.Credit: Courtesy Jenna Pollard

وتؤكد المنصة الإلكترونية أن هذه التبادلات ليست وظائف، بل تجارب ثقافية، مضيفةً أن فئة جديدة ومخصصة لـ"الوظائف" سيتم إطلاقها على الموقع قريبًا.

وليس الرحالة الرقميون مثل سايز بيلباو وحدهم من يبحثون عن فرص التطوع ومستعدون لدفع رسوم الاشتراك في هذه المنصات، إذ أن الملايين من الشباب يتجهون إلى التطوع كوسيلة لاكتشاف العالم تعتمد على الوقت بدل المال، إذ يرى كثيرون منهم أن التطوع مغامرة بديلة لأنماط السفر التقليدية الأكثر تنظيماً، مثل الرحلات الجماعية المنظمة.

قد يهمك أيضاً

عمل محفوف بالمخاطر؟

السفر التطوعي
تعمل دونيا ماير، المتطوعة في برنامج WWOOF، في مزرعة عضوية في بلدية Ammerbuch بألمانيا، في أكتوبر عام 2024تصوير: Bernd Weißbrod/picture alliance/Getty Images

قد تكون تجربة سايز بيلباو في التطوع لا تُنسى، ولكن لأسباب خاطئة، إلا أن السؤال يبقى: هل كان قرارها بالتطوع أكثر خطورة من السفر التقليدي؟

تؤكد جميع المنصات الكبرى أنها تولي سلامة المتطوعين أهمية قصوى وتتخذ خطوات فعالة لمنع وقوع مواقف خطيرة.

منصة "Helpstay"، على سبيل المثال، تقول إن مؤسسها يراجع شخصيًا كل مضيف على المنصة، بينما تجري "WWOOF" عمليات تحقق من الهوية وتطلب صورًا للأماكن التي سيتناول فيها المتطوعون طعامهم وينامون فيها.

أما "Worldpackers" فتقول إنها تتحقق من مضيفيها استنادًا إلى المراجع، وتسافر لتفقد المواقع بنفسها كلما كان ذلك ممكنًا.

تقوم كل منصة من هذه المنصات بمتابعة الأداء من خلال المراجعات، كما توفر للأعضاء خدمات دعم مثل خطوط اتصال خاصة يمكن التواصل عبرها عند حدوث أي مشكلة.

ومع ذلك، تؤكد هذه المنصات في الوقت نفسه، أنها تقدّم فقط خدمة للربط بين الأطراف، وأن المضيفين والمتطوعين هم المسؤولون أولاً وأخيرًا عن أنفسهم وعن سلامتهم الشخصية.

كوستاريكا
صورة لغروب الشمس التقطتها سايث بيلباو خلال فترة وجودها في كوستاريكا.Credit: Courtesy Naiara Saiz Bilbao

ويجادل القائمون على هذه المنصات بأن السفر لا يخل من المخاطر أبدًا، والتطوع لا يختلف عن ذلك.

يوضح غليسون أن منصة "Helpstay" تنصح جميع أعضائها بإجراء بحثهم الخاص ووضع خطط احتياطية قوية، تمامًا كما ينبغي في أي رحلة سفر. ويضيف أن معظم المتطوعين على منصته يفعلون ذلك بالفعل.

لكن سايز قلقة من أن التجميل المفرط لفكرة التطوع على وسائل التواصل الاجتماعي قد قلل من أهمية هذا النوع من التحضير.

وتشعر أن منصات التطوع تُسوّق للأشخاص الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف السفر العادي، والذين قد يكون التعرّض لمواقف سيئة أكثر خطورة بالنسبة لهم.

تؤكد منصة Worldpackers أن المؤثرين الذين تتعاون معهم هم متطوعون حقيقيون "لا يبيعون منتجًا بل يروّجون لحركة".

وتكون النساء عرضة بشكل خاص لتجارب التطوع الفاشلة. وفقًا لغليسون، فإن حوالي 70% من أعضاء "Helpstay" و64% من أعضاء "Worldpackers" من النساء.

يرجع هذا التمثيل المفرط جزئيًا إلى الاعتقاد بأن التطوع عبر منصة ما يجعل السفر أكثر أمانًا. وتشعر النساء بالاطمئنان لأن العديد من التحديات التي قد يواجهنها أثناء السفر، مثل التحرش والاعتداء، يمكن التخفيف من حدتها إلى حد ما من خلال إجراءات إضافية مثل فحص المضيفين والمراجعات.

ولكن عندما لا يكون ذلك كافياً وتفشل تجربة العمل التطوعي، فإن هذه المخاطر بالتحديد هي التي يمكن أن تواجهها النساء، والتي تتمنى سايز بيلباو أن يتم مناقشتها بشكل أكبر على الإنترنت.

يقول غليسون إن عضوات Helpstay يناقشن هذه القضية، وأنهن اللواتي يقدن محادثات التحسين، ويتركن المراجعات بشكل استباقي، ويشيرن إلى المضيفين غير المقبولين.

وفي حديثها عبر منصة "زووم" من نُزل آخر في كوستاريكا، تؤكد سايز بيلباو أنها لا تريد أن تمنع تجربتها النساء أو أي أشخاص آخرين من التطوع، بل إنها ترغب في تشجيع المسافرين الآخرين على توخي الحذر وإجراء البحث الدقيق.

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" trends "

أخبار ذات صلة

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??