كتب

علاء الدين ظاهر

إذا ما قررت الدخول وعبَرت بوابات التذاكر  إلى المتحف المصرى الكبير ستجد أمامك المسلة المُعَلقة، التى لا تعد فقط من أروع مكونات المتحف؛ بل إنها بمثابة مَصدر جذب سياحى سواء للمصريين أو الأجانب من زوار المتحف.  

قصة هذه المسلة بدأت قبل عدة سنوات عندما تقرر نقلها من منطقة صان الحجر فى الشرقية إلى المتحف لتكون ضمن معروضاته؛ حيث تم النقل بالفعل عام 2018، وربما لم يكن أحد يتخيل المفاجأة وهى أنها تحتوى على خرطوش «الشعار أو الختم» باسم الملك رمسيس الثانى صاحب المسلة، وعندما رآه اللواء عاطف مفتاح المشرف العام على مشروع المتحف المصرى الكبير والمنطقة المحيطة حينها طرأت له فكرة براقة، لماذا لا يرى الزوار هذا الخرطوش؟!! ولكن كيف والمسلة المفروض أن توضع على قاعدتها التى تحتوى على الخرطوش؟!!، وهنا طرأت له الفكرة.. ستكون المسلة مُعَلقة!

عرض «مفتاح» الفكرة على الأثريين والمرمّمين فى المتحف، وذلك لتتاح للزوار مشاهدة هذا الخرطوش المدهش الذى ظل مخفيًا لأكتر من 3500 سنة، وبالفعل تم وضع تصميم هندسى فريد يضمن للمسلة أقصى درجات الحماية من الاهتزازات الأرضية لضمان سلامتها وحمايتها؛ خصوصًا أن وزنها قرابة 110 أطنان وطولها 16 مترًا، تقع فى منتصف الساحة الأمامية للمتحف بحيث تكون هى أول ما يَستقبل الزوار من مختلف الجنسيات، ولذلك تم تنفيذ فكرة لطيفة لا تجعل القواعد التى تحمل المسلة مجرد حجارة صماء؛ حيث تم نقش عليها- وقاعدة المسلة نفسها سيكون محفورًا عليها خريطة مصر- اسم مصر بأبرز اللغات المنتشرة فى العالم، وهى بمثابة رسالة ترحيب بالزائرين.

المسلة ظلت آلاف السنين فى مكانها بالشرقية، وبالطبع كان لعوامل الزمن تأثيرات عليها، لذلك عندما تم نقلها قام مرمّمو المتحف قبل وضعها على القاعدة، بترميمها وتنظيفها كيميائيًا وميكانيكيًا، كما تمت أيضًا معالجة الشروخ والقشور السطحية لتقويتها، وبعد ذلك تم تثبيتها على القاعدة، وبات مشهدها مهيبًا ويراه المارة من خارج المتحف، وذلك على مساحة 27 ألف متر مربع مجموع مساحة منطقة المسلة، لتكتمل هيبة المسلة أمام الواجهة الضخمة للمتحف بمساحة 600 متر عرض وارتفاع 45 مترًا؛ حيث تتضمن الواجهة أشكال مثلثات لربط المتحف بشكل الأهرامات القريبة من المتحف؛ حيث تعد المسلات والأهرامات من أبرز مفردات الحضارة المصرية القديمة.