وفي أنفيلد، تجسد هذا التحوّل بوضوح. فالهزيمة الأخيرة لم تكن فادحة في النتيجة بقدر ما كانت قاسية في المعنى، فالريدز لم يكونوا في حاجة إلى أداء مبهر بقدر ما احتاجوا إلى إصرار مستمر أمام تيبو كورتوا الذي بدا للمرة الأولى بشريًا، واستحوذ ريال مدريد على الكرة بنسبة 61% مقابل 39%، لكنه فقد السيطرة الحقيقية على مجريات اللقاء، وخرج خالي الوفاض في النتيجة والمعنويات.

الأندية الإنجليزية تقلب المعادلة وتكسر سطوة المرينجي في آخر موسمين

الأرقام بدورها تكشف حجم التراجع، إذ تلقّى ريال مدريد 22 تسديدة على مرماه في أول أربع جولات من دوري الأبطال، ليصبح من أكثر الفرق تعرضًا للخطورة في المسابقة، فيما سجل كورتوا 20 تصديًا، وهي إحصائية نادراً ما ترتبط بفريق يهيمن على أوروبا.

ما بين عامي 2021 و2023، تغلب ريال مدريد على تشيلسي وليفربول ومانشستر سيتي بفضل شخصيته القوية، واعتقد الجميع أن الفوز بدوري الأبطال بات عادة مدريدية لا تنكسر. غير أن هذا التفوق تلاشى منذ موسم 2023/24، إذ حقق المرينجي انتصارين فقط في آخر سبع مواجهات أمام الأندية الإنجليزية مقابل خمس هزائم، في إشارة واضحة إلى تبدّل موازين القوة.

لكن التراجع لا يقتصر على ريال مدريد وحده، بل يمتد إلى كرة القدم الإسبانية عمومًا. فخلال النسخة الحالية من دوري الأبطال، واجهت الفرق الإسبانية نظيراتها الإنجليزية في ثماني مباريات، فحققت فوزًا واحدًا فقط مقابل سبع هزائم، وسقط ريال مدريد وأتلتيكو في أنفيلد، وتعثّر أتلتيك بيلباو أمام نيوكاسل، فيما تلقى فياريال هزيمتين متتاليتين من مانشستر سيتي وتوتنهام.

لقد أصبحت مواجهات الأندية الإنجليزية كابوسًا متكررًا للفرق الإسبانية، بينما تترقب جماهير ريال مدريد بقلق ما إذا كان هذا التراجع مجرد مرحلة عابرة أم بداية نهاية لحقبة الهيمنة الأوروبية.