belbalady.net الفرق بين الثانوية العامة والبكالوريا المصرية.. كشفت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، عن وجود اختلافات جوهرية بين نظام الثانوية العامة التقليدي والنظام الجديد المقترح تحت مسمى "البكالوريا المصرية"، الذي يستهدف تقديم تجربة تعليمية أكثر مرونة وشمولًا. 

الفرق بين الثانوية العامة والبكالوريا المصرية

وفيما يلي، نرصد لكم عبر "بوابة الفجر الإلكترونية" أبرز الفروق بين النظامين، بناءً على التفاصيل الرسمية الصادرة عن الوزارة.

أولًا: نظام الثانوية العامة.. مسار واحد وفرصة واحدة

يُعد نظام الثانوية العامة في صورته الحالية نموذجًا تقليديًا صارمًا يعتمد على سنة دراسية واحدة هي الصف الثالث الثانوي لتحديد مصير الطالب الجامعي، دون أي فرصة لتحسين الدرجات. 

إذ لا يُسمح للطالب بإعادة الامتحان بغرض رفع مجموعه، ويكتفي النظام بفرصتين فقط: امتحان الدور الأول، وإذا أخفق الطالب، يتاح له دخول الدور الثاني لكن بنصف الدرجة فقط.

مسار تعليمي ثابت لا يقبل التغيير

يُلزم هذا النظام الطلاب بمسارات محددة: علمي علوم، علمي رياضة، أو أدبي، دون إتاحة حرية الاختيار أو إمكانية التنقل بينها، ويظل هذا التقسيم ثابتًا منذ بداية المرحلة الثانوية وحتى نهايتها. 

كما يُفصل تمامًا بين المواد العلمية والأدبية، ويُمنع الطالب من الدمج بينهما أو اختيار مواد خارج شعبته.

حساب المجموع وترتيب المواد الدراسية

يُحتسب المجموع النهائي للطالب من 320 درجة، يتم احتسابها فقط من السنة النهائية، أي الصف الثالث الثانوي، دون النظر لأي أداء سابق. 

ويشمل الجدول الدراسي خمس مواد فقط خلال هذه السنة، أما مادة اللغة الأجنبية الثانية والتربية الدينية، فهما خارج المجموع، بينما تُعد اللغة العربية مادة أساسية ومضافة إلى المجموع.

ثانيًا: البكالوريا المصرية.. مرونة وخيارات أوسع

أما النظام الجديد الذي يحمل اسم "البكالوريا المصرية"، فيتبنى فلسفة مختلفة تمامًا، حيث يتيح للطالب فرصة تحسين مجموعه من خلال أكثر من محاولة، ويُحتسب له أعلى الدرجات التي حصل عليها في الصفين الثاني والثالث الثانوي، مما يمنحه مساحة أكبر لتحقيق أفضل نتيجة.

إمكانية تغيير المسار وحرية الاختيار

تم تصميم البكالوريا المصرية بشكل يسمح بقدر من المرونة، إذ تتقارب المسارات الأربعة المقترحة في معظم المواد، ويكمن الفرق بينها في مادتين فقط. الأمر الذي يمكّن الطالب من تغيير المسار التعليمي بسهولة عبر تعديل المواد التخصصية فقط في الصف الثالث الثانوي.

طريقة احتساب الدرجات وتوزيع المجموع

في هذا النظام، يُحتسب المجموع النهائي من 600 درجة، موزعة على ست مواد رئيسية، بواقع 100 درجة لكل مادة. 

ويُسمح بتكرار الامتحان أكثر من مرة خلال عامين دراسيين، حيث تُعقد الامتحانات مرتين في الصف الثاني (مايو ويوليو)، ومرتين في الصف الثالث (يونيو وأغسطس)، ويتم إرسال جميع الدرجات إلى مكتب التنسيق لاعتماد الأعلى بينها.

المسارات التعليمية الأربعة ومجالات التخصص

تُقسم البكالوريا المصرية إلى أربعة مسارات رئيسية تلائم اهتمامات وتوجهات الطلاب:

1. الطب وعلوم الحياة
2. الهندسة وعلوم الحاسب
3. الأعمال
4. الآداب والفنون

ويمكن للطالب اختيار المواد التخصصية وفقًا للمسار الذي يفضله، ما يمنحه شعورًا بالاستقلالية التعليمية وتوجيه مستقبله حسب ميوله الحقيقية.

مواد الصف الأول الثانوي في البكالوريا

يبدأ النظام الدراسي من الصف الأول الثانوي، حيث يدرس الطالب مواد أساسية مثل: اللغة العربية، التاريخ المصري، الرياضيات، العلوم المتكاملة، الفلسفة والمنطق، واللغة الأجنبية الأولى. 

كما توجد مواد إضافية لا تُضاف للمجموع مثل: اللغة الأجنبية الثانية، التربية الدينية، والبرمجة وعلوم الحاسب.

الصف الثاني الثانوي.. بداية التخصص

في الصف الثاني الثانوي، يستمر الطالب في دراسة بعض المواد الأساسية مثل اللغة العربية، التاريخ، واللغة الأجنبية الأولى. 

ويبدأ في اختيار مادة تخصص واحدة حسب المسار التعليمي، على سبيل المثال:

• في مسار الطب وعلوم الحياة: يختار بين الرياضيات أو الفيزياء
• في مسار الهندسة: الكيمياء أو البرمجة
• في مسار الأعمال: المحاسبة أو إدارة الأعمال
• في الآداب والفنون: علم النفس أو اللغة الأجنبية الثانية

مواد الصف الثالث الثانوي.. التعمق في التخصص

يُعد الصف الثالث هو عام التخصص الكامل، حيث يدرس الطالب مادتين تخصصيتين متقدمتين حسب المسار الذي اختاره. مثلًا:

• الطب وعلوم الحياة: الأحياء والكيمياء
• الهندسة: الرياضيات والفيزياء
• الأعمال: الاقتصاد والرياضيات
• الآداب والفنون: الجغرافيا والإحصاء

بينما تُدرس مادة التربية الدينية كمادة خارج المجموع، ويُشترط فقط النجاح فيها بنسبة لا تقل عن 70%.

رؤية جديدة للتعليم الثانوي في مصر

في المجمل، يظهر بوضوح أن نظام البكالوريا المصرية يمثل نقلة نوعية في فلسفة التعليم، حيث يسعى لتقليل الضغط النفسي عن الطلاب، وتقديم تجربة تعليمية مرنة تركز على التقييم المستمر وتعدد الفرص، بديلًا عن النظام التقليدي الذي يراهن بمستقبل الطالب على سنة واحدة فقط.