في واحد من أشهر شوارع الجيزة وأكثرها ازدحامًا، شارع الهرم، سقط “سمسار الرذيلة” متلبسًا وهو يعرض فتاتين لممارسة الدعارة على أحد الزبائن مقابل مبلغ مالي، اللقاء كان منسقًا ومحسوبًا بدقة، لكن لم يكن يعلم أن الزبون هو مصدر سري يعمل لحساب مباحث الآداب، وأن ما ظنه صفقة سهلة تحول إلى كمين محكم أنهى رحلته في عالم المتعة الحرام.

رقم هاتف يفضح شبكة سرية

المعلومة الأولى وصلت إلى العميد أشرف فايز، مدير النشاط الداخلي بالإدارة العامة لحماية الآداب، تفيد بتداول رقم محمول على نطاق واسع بين راغبي المتعة الجنسية، خاصة بعض الوافدين العرب.

وكشفت التحريات أن الرقم مملوك لشخص يدير نشاطًا إجراميًا في تسهيل واستغلال النساء، ويعرض خدماتهن عبر تطبيقات "جوديل" و"سناب شات"، مع إرسال صور حقيقية وطلب مقدم مالي نظير اللقاء.

4000 جنيه للفتاة.. وصور لإغراء الزبائن

تم تكليف مصدر سري بالتواصل مع المتهم، الذي لم يتردد في عرض فتاتين للممارسة مقابل 8000 جنيه.

وأرسل صور الفتاتين عبر تطبيقات المراسلة، وحدد مكان اللقاء بشارع الهرم، على أن يتم التوجه بعدها إلى شقة معتادة لإتمام اللقاء.

الكمين ينجح.. والإيقاع بالمتهم في شارع الهرم

في الموعد المحدد، حضر المتهم إلى شارع الهرم وبرفقته فتاتان ترتديان ملابس مثيرة، وأجرى اتصالًا بالمصدر السري ليبلغه بوصوله، اقترب المصدر وتأكد من هويتهم، ودار بينهم حوار قصير لتأكيد الاتفاق، فورًا، أعطى المصدر الإشارة السرية، فانقضت قوة مباحث الآداب بقيادة العميد أشرف فايز، وتم ضبط المتهم والفتاتين في الشارع قبل انتقالهم إلى الشقة، وضُبط بحوزتهم ثلاثة هواتف محمولة تحتوي على صور الفتاتين ومحادثات التنسيق، وتم التحفظ عليها.

الاعترافات: تشكيل مصغر لإدارة الدعارة

بمواجهته، أقر المتهم بإدارة نشاط دعارة، وقال إنه يتواصل مع راغبي المتعة جنسيًا ويعرض عليهم فتيات مقابل مبالغ مالية يتقاسمها معهن، ويحدد السعر والمكان والوقت بنفسه، واعترف أن الفتاتين المرافقتين له تعملان معه بشكل منتظم، وأن ما تم في شارع الهرم لم يكن سوى “موعد عادي” ضمن جدول يومي حافل.

الفتاتان: ظروف قاسية دفعتنا إلى الرذيلة

الفتاة الأولى مطلقة منذ فترة، بلا دخل أو مأوى، تعرفت على المتهم عبر صديقة، وبدأت العمل معه لتغطية مصاريفها.

الثانية كانت تعيش مع أسرتها لكنها تركت المنزل بعد علاقة فاشلة، ووجدت نفسها بلا مأوى فلجأت إلى صديقتها التي ضمتها إلى نفس النشاط.

كلاهما أقرّتا بتفاصيل الاتفاق، وأكدتا أن المبلغ المتفق عليه هو 4000 جنيه لكل واحدة، وأن المتهم هو من يتولى الترتيب الكامل.

هواتف ذكية وتطبيقات تغلّف الجريمة بالسرية

الهاتف المضبوط مع المتهم – من نوع “آيفون” – والهاتفان “سامسونج” مع الفتاتين، تبين أنها تُستخدم للتواصل مع الزبائن، وتخزين الصور، وتحديد أماكن اللقاء، والنيابة تحفظت على الأجهزة لإجراء الفحص الفني.

النيابة تأمر بالحبس.. وتوجه اتهامات بالجملة

تم عرض المتهمين على نيابة العمرانية، التي أمرت بحبسهم 4 أيام على ذمة التحقيق، ووجهت لهم تهمًا بتسهيل وممارسة الدعارة، التربح من أعمال منافية للآداب، وتكوين تشكيل عصابي محدود لإدارة نشاط غير مشروع.

شارع الهرم.. من شارع السياحة إلى مسرح للجرائم الأخلاقية

واقعة الضبط هذه تعيد تسليط الضوء على شارع الهرم، الذي كان لعقود وجهة سياحية، وأصبح اليوم ساحة مفتوحة لجرائم من نوع خاص، والدعارة انتقلت من الشقق المغلقة إلى الشارع، والتطبيقات الذكية باتت أدوات رئيسية في التنسيق، والتحايل، والإغراء.

لكن في هذه الواقعة، كانت أعين مباحث الآداب أسبق، والنتيجة سقوط مدوٍ لـ "قوّاد رقمي" ظن أن الرصيف آمن، لكنه لم يكن يعلم أن لحظة النهاية ستكون في قلب شارع الهرم.