belbalady.net في زمن السوشيال ميديا والمقاطع السريعة، بقت الأذن تدور على حاجة مختلفة… مش دايمًا لازم نسمع أغنية علشان كلماتها العميقة أو معناها الكبير، أحيانًا بنسمع ونُدمن أغاني كلماتها سطحية أو حتى "مفيهاش معنى"، بس الموسيقى… بتخطف. والمفارقة إنك ممكن تلاقي واحدة بتقول: "أنا عارفة إن الكلام ملوش أي معنى بس مقدرتش أبطل أسمعها!"، وكأن الموسيقى عاملة نوع من "السحر اللحظي" اللي بيغطي على أي ضعف في الكلام.طيب ليه ده بيحصل؟ وإزاي الأغاني دي بتتحول لتريندات؟ أولًا: الموسيقى بقت هي اللغة الأولى زمان كان الناس بتقعد تسمع الأغنية عشان تعيش في كلماتها وتحلل معناها، لكن دلوقتي، في عالم السرعة والدوشة، الموسيقى بقت أسرع وسيلة تنقل إحساس. لو اللحن شدّك من أول كام ثانية، فالمخ خلاص بيقرر "نسمع"، بغض النظر عن الكلام. ثانيًا: الإيقاع أهم من المعنى الأغاني اللي فيها Drop موسيقي قوي أو Chorus "يدوّخ" بتبقى هي الأكثر انتشارًا، خصوصًا وسط البنات اللي بيحبوا يستخدموها في خلفيات فيديوهاتهم على تيك توك أو إنستجرام. حتى لو الكلام مش عميق، الإيقاع بيكفي عشان ينقل الحالة اللي حابة تعيشها أو تظهرها قدام الناس. ثالثًا: إحساس "المود" أهم من النص بنسمع الأغنية مش عشان نحللها، لكن عشان تحطّنا في حالة. واحدة بتحب تحس إنها "مجنونة شوية"، فتختار أغنية كلامها ساخر أو عشوائي. واحدة تانية بتحب تحس إنها رومانسية، فممكن تختار أغنية مليانة "كلام كليشيه" لكن اللحن ناعم وجذاب. رابعًا: أغاني التريند بتفوز… حتى لو ضعيفة بعض الأغاني بتنجح بس علشان اتقالت في مسلسل مشهور، أو تريندت في رقصة مشهورة، أو حتى مطربها محبوب. الكلمات مش دايمًا بتلعب دور البطولة، واللي بيكسب هو التأثير اللحظي و"الستايل"، مش المضمون. خامسًا: التوزيع الموسيقي بقى فن لوحده النهاردة بنسمع أغنية مش علشان كلماتها، لكن عشان الموزّع! فيه أسماء بقوا نجووم لأنهم بيعرفوا "يطبخوا" مزيكا تسمّعها وانت سايب الدنيا حواليك. الأغنية ممكن تبقى كلماتها ضعيفة، بس فيها Beat يخليك تدوس "إعادة تشغيل" 10 مرات. وفي النهاية، الأغنية مش بس كلام… الأغنية إحساس، لحظة، حالة مزاجية، وصوت يقدر يوصلك حتى لو الكلام فاضي.وعلشان كده، بقت البنات أكتر ناس بيختاروا الأغاني على أساس إحساسها مش معناها.والمفارقة؟ ممكن تبقى الأغنية اللي بنقول عنها "كلامها تافه" هي أكتر أغنية بنرجع نسمعها لما نكون محتاجين نهرب من الواقع!