بعد عامٍ على رحيله، لا يُستعاد محمد بن عبداللطيف آل الشيخ بوصفه كاتب زاوية فقط، بل كصوتٍ وطنيّ نادر، اختار أن يكون في قلب العاصفة لا على هامشها. لم يكن الراحل رجل نصٍ فقط، بل رجل موقف، نذر قلمه لمواجهة تيارات الغلو، وكتب كمن يطفئ ناراً لا كمن يحرّك رماداً.في زمنٍ كثرت فيه الأقلام، كان آل الشيخ استثناءً مؤلماً لتيارات التطرف، أمثاله لا يتكررون كثيراً.زاويته الصحفية لم تكن مجرد مساحة للنشر، بل كانت ميداناً للنزال مع قوى التشدد والتغوّل الاجتماعي، كتب فيها بوعي عميق، وجرأة من لا ينتظر تصفيقاً، وصدق من يرى أن محبة الوطن لا تُهادَن.محمد آل الشيخ لم يكن خصماً لأحد، بل خصماً للتزمت، ومناهضاً للتطرف حين كان كثيرون يفضلون الهدوء بالصمت. اختار أن يبقى على الجهة المضيئة من الفكرة، حتى إن كانت معقدة.لم يتوسل الحياد، بل حمل قناعاته كمن يمضي إلى معركة يعرف ثمنها، ويقبل به.خارج حدود المقال، ترك آل الشيخ -يرحمه الله- أثراً لا يقل أهمية؛ من رئاسته لمجلات ثقافية متنوعة، إلى مشاركته في إعداد موسوعات وطنية نوعية، إلى أعماله الغنائية تحت اسم «العابر»، إلى مجلسه الأسبوعي الذي جمع أطيافاً من الوعي والنقاش، إلى مؤلفاته.اليوم، نستعيد سيرته لا بكلمات الرثاء، بل بإدراك الخسارة؛ لأن غياب صوت مثله لا يُعوّضه الكم، ولا تُنصفه المجاملة. أخبار ذات صلة