ألقى صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، وزير الخارجية، كلمة المملكة العربية السعودية في قمة بريكس 2025 بمدينة ريو دي جانيرو، وذلك نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء – حفظه الله. جاءت مشاركة المملكة بدعوة رسمية، وذلك ضمن الجلسة المخصصة لقضايا المناخ والصحة العالمية في سياق مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغيّر المناخ COP30. التزام سعودي بالمناخ والصحة العالمية استهل سمو الوزير كلمته بتوجيه الشكر لحكومة جمهورية البرازيل على تنظيم القمة، مشيدًا بجهودها القيادية داخل مجموعة بريكس. وأعرب عن تطلع المملكة إلى تعزيز التعاون الدولي عبر المنصات متعددة الأطراف من أجل تحقيق تنمية مستدامة وتوفير فرص واعدة لجميع الشعوب. وأكد التزام السعودية باتفاقيات المناخ الدولية، خاصة اتفاقية باريس، مشددًا على أهمية اتباع نهج متوازن يراعي الفوارق بين الدول، ودعا إلى تنسيق عالمي حقيقي لمعالجة تحديات التغير المناخي. دور سعودي في مواجهة شحّ المياه والجوائح أشار سموه إلى أن المملكة، كونها من الدول التي تواجه تحديات مائية كبيرة، طورت تقنيات متقدمة لإدارة الموارد البيئية، وأسست “المنظمة العالمية للمياه” بهدف ضمان العدالة في توزيع المياه. كما سلط الضوء على نجاح المملكة في إدارة الحشود خلال موسم الحج والعمرة، مؤكدًا أن ذلك يعكس قدرتها على التعامل مع الأزمات الصحية وفقًا لأعلى المعايير الدولية، في إطار رؤية السعودية 2030 التي تركز على الوقاية والتكامل الصحي. غزة.. معاناة لا تحتمل وصمت دولي مرفوض في ختام كلمته، تطرق الأمير فيصل بن فرحان إلى الأوضاع الإنسانية المأساوية في قطاع غزة، مؤكدًا أن استهداف إسرائيل للمنشآت الصحية والمدنيين يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني وتحديًا للقيم والأعراف الدولية. وطالب سموه المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته، مؤكدًا أن المساعدات الإنسانية يجب أن تصل دون عوائق، وأن حماية المدنيين أولوية أخلاقية وقانونية. دعوة سعودية لإنهاء الأزمة عبر حل الدولتين اختتم الوزير كلمته بالتأكيد على أن استمرار معاناة الشعب الفلسطيني لا يمكن تجاهلها، داعيًا إلى تحرك دولي عاجل لإنهاء الأزمة وتحقيق سلام عادل ودائم يستند إلى حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية.