"مجزرة على الملعب".. في مشهد يفتقر لأدنى درجات الإنسانية والرياضة، تحولت مباراة كرة قدم في دوري مراكز الشباب إلى "ساحة معركة" دامية، بعدما اندلعت اشتباكات عنيفة بين لاعبي وجماهير مركز شباب "نهضة شرق حلوان" ومركز "تنمية شبابية المستقبل بالقطامية"، عقب انتهاء المباراة التي أقيمت على ملعب الأخير، وأسفرت عن إصابات خطيرة بين عدد من شباب حلوان. من مباراة إلى مجزرة المباراة التي يفترض أن تكون مظهرًا من مظاهر الروح الرياضية والتنافس الشريف بين شباب الأحياء، تحولت فجأة إلى حرب شوارع، بعدما اندلعت مشادات كلامية بين عدد من اللاعبين والجمهور، سرعان ما تطورت إلى اعتداءات جسدية استخدمت فيها الأسلحة البيضاء والزجاج، حسب شهود عيان حضروا الواقعة. وأكد عدد من أهالي اللاعبين أن أبناءهم تعرضوا للاعتداء "الغادر" فور انتهاء اللقاء، وتمت مطاردتهم داخل وخارج الملعب، وسط غياب تام لأي تأمين أو إشراف من الجهات المختصة. إصابات خطيرة.. والمستشفى يستقبل الضحايا تم نقل عدد من المصابين إلى مستشفى القاهرة الجديدة التخصصي، حيث خضع بعضهم لعمليات جراحية عاجلة، فيما أصيب آخرون بجروح قطعية وكدمات متفرقة. وقد حصلنا على أسماء عدد من المصابين (تم حجبها لحين تصريح الأهالي)، وأكد ذووهم أن أبنائهم "خرجوا للعب مباراة كرة قدم، فعادوا محمولين في سيارات الإسعاف"، وسط صدمة مجتمعية من تدهور الأوضاع داخل دوري يفترض أنه للشباب والتنمية. أين وزارة الشباب والرياضة؟ الواقعة فتحت النار مجددًا على وزارة الشباب والرياضة، وطرحت تساؤلات جدية عن مدى الإشراف الفعلي على فعاليات دوري مراكز الشباب، الذي تم الإعلان عنه قبل سنوات كأحد مشروعات دعم الشباب واحتضانهم في بيئة رياضية آمنة. ويتساءل أولياء الأمور وأهالي حلوان: "هل هذا هو الدوري الذي يربي أجيالًا؟ أم ساحة لإطلاق العنف والبلطجة؟" و"أين الوزير من هذه الفوضى؟ وأين التأمين؟ وأين المسؤولون عن الملاعب؟" غياب الأمن وغياب المحاسبة مصدر من أهالي المصابين أكد أن الملعب الذي أقيمت فيه المباراة كان "بلا أي حضور أمني يُذكر"، ولا حتى وجود لموظفي مركز الشباب المنظمين، ما سمح بتحول الموقف إلى "كارثة جماعية"، دون تدخل يوقف العنف أو يردع المعتدين. وقد تم تحرير محضر بالواقعة في قسم شرطة القطامية، لكن حتى لحظة كتابة هذه السطور، لم يتم الإعلان عن ضبط أي من الجناة، ما دفع بعض الأهالي للمطالبة بتدخل عاجل من وزارة الداخلية والنيابة العامة للتحقيق في ما جرى. مطالبات بتحقيق شامل ورد اعتبار يطالب الأهالي ومسؤولو مركز شباب حلوان بفتح تحقيق موسع وشامل في الواقعة، يشمل مراجعة تأمين مباريات دوري مراكز الشباب، ومحاسبة المسؤولين عن غياب الإشراف والتنظيم، وضبط الجناة ومحاسبتهم وفقًا للقانون، تعويض المصابين ورد اعتبارهم، إيقاف مركز شباب القطامية مؤقتًا لحين الانتهاء من التحقيقات. ليس الحادث الأول ما يزيد من خطورة المشهد أن هذه الواقعة ليست الأولى، فقد تم تسجيل عدة مشاجرات واعتداءات في مباريات سابقة بدوري مراكز الشباب، في ظل ضعف واضح في الإدارة والتنظيم، وهو ما يهدد سمعة المشروع بأكمله، ويعرض حياة الشباب للخطر. في انتظار موقف رسمي حتى الآن، لم يصدر أي بيان رسمي من وزارة الشباب والرياضة حول الحادث، كما لم تصدر مديرية الشباب بالقاهرة توضيحًا، الأمر الذي زاد من غضب أهالي الضحايا ومطالبهم بفتح الملف ومراجعة المنظومة بأكملها. رسائل من الشارع "ابني راح يلعب كورة.. رجع مجروح ودمه سايح.. "فين المسؤولين؟ ولا الرياضة بقت غابة؟".. "مش هنسيب حق ولادنا"، هكذا كانت أصوات أمهات وآباء ضحايا "ملعب القطامية"، ممن فقدوا الثقة في منظومة قيل إنها وُضعت من أجل حماية أبنائهم.